الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-07-2011, 05:06 PM
مركز تحميل الصور
دنيا من الوله غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 21733
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5280 يوم
 أخر زيارة : 08-15-2011 (05:23 AM)
 المشاركات : 37 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : دنيا من الوله is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من مذكرات عزرائيل : ثلاث نساء



مقال يقطر حزن و ....
من مذكرات عزرائيل : ثلاث نساء




وهي محمولة على أكتاف وأذرع جنود فرقة الدفاع المدني، جثة هامدة، بعد انهيار منزل الطين فوقها وفوق أختها ووالدتها، كنت أحاول تقريب (الزوم) كي تكتشف العدسة ثيابها البالية. حتى الثوب يبدو من عصر قديم ومنقرض مثله مثل سقف الخشب والطين الذي اختار صدفته منتصف المساء ليضمن انهياره فوق الأرملة وابنتيها بضربة واحدة. حتى الثوب يكشف عورة وجهنا الإنساني. على أطراف الصورة، وجوار منزل الموت، تبدو قصور العصر الحديث مثل شهود على قتيل في ساحة الإعدام. وأحياناً تكتشف في الموت نزاهة وعدالة أكثر مما تستطيع أن تكتشفه في الحياة. أحياناً ينهي الموت قصص البؤس والحرمان وينهي مرحلة من الشقاء والجوع وأكثر من هذا ينهي الموت عذاب الشعور بالدونية. ومع الموت، لا توجد منطقة وسطى ولو لون رمادي. مأساة ثلاث نساء تحت أنقاض مبنى الطين في وسط القصور لابد أن توقظ الضمير الإنساني.
فتاة تبحث عن ثوب لأن ثوب ليلتها الأخيرة بات أرخص من قيمة الكفن وأقل من (ماركته) في سوق القماش. أجمل ما في عدالة الموت أن تكون قيمة الكفن وماركته أحياناً أغلى من ثوب ليلة الحياة الأخيرة. قيل إنهن في ليلتهن الأخيرة أكلن اللحم الأحمر ونمن في صدفة نادرة بشيء من التخمة. هكذا قال شاهد عيان.
شاهد العيان الآخر نظر إليهن بنصف عين وقال إنه شاهد فاعلة الخير تدخل إليهن بعد صلاة العشاء بوجبة من فائض وليمة قصر الأفراح المجاور.
جميل جداً أن هؤلاء النساء مُتن ليلة الخميس. ليلة فرح اعتدن فيها على زوار ما بعد العشاء من الفضلاء الذين يتطوعون في الجمعية الخيرية. هكذا يوزع الموت عدالته. يختار حتى الليلة الأخيرة.
قدر هؤلاء النساء من البؤس أن يمتن تحت الطين وبين الأحجار والغبار. لم يكن هناك من فارق ما بين البيت وبين القبر. الفارق الوحيد أن القبر عادة لا ينهار على أضلع ساكنيه. لم نسمع من قبل أن فرقة للدفاع المدني قد هرعت لإنقاذ ساكني مقبرة.
تخيلوا، وأستغفر الله، لو أن ملك الموت، يكتب لنا ذكرياته ومذكراته: كيف يقبض على البعض في اليخوت وأطراف الجزر الفارهة، وكيف يذهب بعدها مباشرة إلى ثلاث نساء في بيت من الطين. كيف يدخل القصور ثم يخرج منها متجهاً إلى خيمة. كيف ينهي رحلة الألماس والياقوت وكيف ينهي بعدها رحلة ثوب مهترئ على ظهر يتيمة، وابنة أرملة؛ سؤالي: هل توقظ هذه المتناقضات شيئاً من ضميرنا الإنساني؟




على الموسى . جريدة الوطن





رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عزرائيل وسائق التاكسي غافل الهم قلبي وسع صدرك 4 12-15-2012 01:32 AM
من مذكرات مراهقة... الوفــــاء عطر الكلمات 19 07-21-2006 07:29 AM
أضحكني ثلاث .. وأبكاني ثلاث ! سهيل الجنوبي رياض الصالحين 1 01-07-2006 03:12 AM
مذكرات قلب .... رملة الصحاري عطر الكلمات 18 09-23-2004 11:48 AM


الساعة الآن 02:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir