لم يؤدم بينهما!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استوقفتني قضية شهدت عدة مواقف لها في اسبوع واحد

وقد تتكرر في مجتمعنا وما برئ منها بعضكم

فاحببت ان اطرحها للمناقشة وللتذكير عسى ان ينفع الله بها

قابلت فلانة من الناس (أم لفتاة) وكان لها صديقة عزيزة لا

تكاد تفترق عنها معها في اي مناسبة

حين قابلتها سألتها عن صديقتها فتمعر وجهها وردت

ببرود ان لها فترة لم ترها, وعرفت ان بينهما امر جلل

فتداركت الأمر , وحولت الى سؤال آخر

وبعد فترة قابلت تلك الصديقة واخبرتها بمن رأيت في

تلك المناسبة , اخبرتني بسبب مقاطعتها لها وهي ان (ابن)

محدثتي تقدم لخطبة (ابنة )تلك المرأة وبعد الشوفة الشرعية

لم تعجبه ورفضها فغضبوا اهلها وقاطعونا

تكررت هذه الحكاية ومقاطعة الارحام والاصحاب

في كثير ممن حولنا حتى بين الاباء كما ذكرلي

بسبب عدم موافقة احد الطرفين على الاخر بعد الرؤية الشرعية

الرؤيا الشرعية امر رباني شرعه الله لحكمة لا تخفى على

كل مؤمن من أجل أن يؤدم بينهما

كما في الحديث ( انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا فَفَعَلَ)

يؤدم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق؛

فان لم يكن هناك اتفاق فلما الاعتراض على قضاء الله وقدره؟

والقبول والرفض سنة الله في الارواح فقد تتعارف وتتآلف

وقد تتنافر وتختلف كما في حديث عَائِشَةَ - رَضِي اللَّه عَنْهَا -

قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ )
وقد يكون خيرا لها , وتحسبه شر ومصيبة , فيعوضها الله بخيرمنه

الشيطان وحده هومن يستغل مثل هذه المواقف

كمداخل للفرقة , والشحناء , ليفرق بين الاحبة والاخوان

وذوي القرباء , ويحرش بينهم فمن صميم عمله التحريش

والتفرقة بين المسلمين والاغواء وخاصة

اذا كان في طاعة لله واتباع سنة رسوله

ليحقق ما وعده من { لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }

وطوبى لمن اتبع السنة وآمن بقضاء الله وقدره

ورد كيد الشيطان في نحره