المرأة والاسلام ونحن !!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المرأة هي شقيقة الرجل وهي امه واخته وزوجته وهي نصف المجتمع ومن ينجب النصف الاخر .!! اذا فهي المجتمع باكمله .

نسمع ونقراء ونلاحظ ما يحاك ضد المرأة وخاصة في بلادنا هنا .
ونسمع ونلاحظ ما تعانيه بعضا منهن في بعض المجتمعات عندنا .
وخاصة فيما يخص حقوقها المالية .

واريد ان اقف هنا لنتحدث في حقين فقط وهما :
1 - الارث .
2 - الصداق .

الارث :

يقول الله تعالى :

( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر ، نصيباً مفروضاً ) .


ويقول تعالى :

( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ۚ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)
۞ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) ) .

قال عمر بن الخطاب:
(والله أن كنا في الجاهلية لا نعد للنساء أمراً ، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم لهن ما قسم).

من تأمل هاتين الايتين جيدا وجد ان الاسلام كفل للمرأة وللرجل وللجميع حقوقهم .

ونلاحظ هنا بان الله جل وعلى تولى تقسيم ذلك بنفسه ولم يترك لاحد الاجتهاد في ذلك لاملك مقرب ولا نبي مرسل .
اذا فهذا امر رباني ليس لاحد الحق في مخالفته مهما كان السبب .

ومن تأمل كتاب الله تعالى وجد ان الله كفل للمرأة كل حقوقها في الارث والصداق والطلاق والحجاب والستر والرعاية .

وعلى شأن لانطيل الكلام في امر منتهي اقول لمن يشكك في حقوق المرأة او يحاول حرمانها من حقها ارجع الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

واعلم انك محاسب على ذلك في قبرك ولن ينفعك ما جمعت من المال لانك سوف تغادر هذه الدنيا ويبقى المال للورثة يتمتعون به وانت تعذب بما قدمت يمينك في قبرك .

الصداق :

كثير ما نسمع ونلاحظ من يتخذ من قريبته مصدرا للتجارة وذلك من خلال مهرها او صداقها ناسيا او متناسيا بان ذلك ليس من حقه وليس له الحق ان يأخذ منه شيء الا باذنها .

قال تعالى :

( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ).

والخطاب هنا للولي سواءا كان الاب او الاخ او الزوج او غيرهم.
فلا يحق لاحد ان يأخذ من صداقها شيء بغير امرها لان هذا حق اقره الله لها من فوق سبع سموات .

الا ان بعض الائيمة كا الامام احمد اجاز للاب فقط وليس لغيره اذا اشترط من المهر شيء ان يأخذه كأن يقول المهر 10000 الاف ريال ولي 5000 ريال .فان العشرة كاملة للبنت وله الخمسه .

بينما الشافعي يرى ان المهر كله للمرأة ولايحق لاحد اخذ شيء منه .

فان اعطت لأب او زوج او اخ عن طيب نية فلابأس ان يأخذه .

هنا انتهينا في بيان التوجيه الشرعي في مال المرأة من الارث والصداق .

بقي ان نتطرق لماذا البعض يمنع او يبخس حقها وخاصة من الارث :

وهذا امر محرم لايجيزه لاشرع ولا عرف ولا يوافق عليه عاقل .

ومن وجهة نظري الخاصة هناك امور منها :

1 - هم في الاصل لاينكرون حقها في الارث ولكنهم يرغمونها بأي طريقة للتخلي عنه .
2 - حب الدنيا والذي يسيطر على البعض فيقول اجمع هذا وامتلك تلك الارض وذلك الحلال ثم يسلم لغيري .
3 - الجهل بالدين وبالشرع من قبل البعض والتساهل في ذلك وتقديم الدنيا على الاخرة .
4 - المشاكل القبلية والاسرية القديمه بين الناس فيقول اترك فلان يرث من ارضي ويقتسم وسط مزارعي وبيننا وبينهم ما بيننا .
5 - العادات القبلية والعنصرية القبلية المقيته .كيف تسمح لفلان بأن يرث بيننا ؟،، لانقبل ال فلان بيننا ....الخ .

6 - الشح في الموارد اصلا سواءا كانت مزارع او اموال او حلال والخوف من الجوع والنقص الذي سينتج عن خروج الارث .

خاتمه :

لو اننا طبقنا شرع الله الذي شرعه وابعدنا عن طمع الدنيا لما حصل جورا على رجل او على امرأة .

وهنا اقول لولي امر الانثى ايا كان زوجا او ابا او اخا او غيرهم :

اتقوا الله في من ولاكم الله عليهم واعلم انك في هذه الدنيا كعابر سبيل وسوف تذهب منها دون ان تأخذ منها اي شيء حتى ملابسك التي عليك سوف تجرد منها وحتى ساعتك اللتي في يدك سوف تسحب منك بل حتى جسدك الذي تغذيه وتداويه سوف تتركه في القبر للدود يأكله واعلم ان ليس لك من هذه الدنيا الا ماكلت فافنيت وما لبست فابليت وما تصدقت فابقيت .

قال عليه الصلاة والسلام :

( عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا: يارسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال : فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاثة ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأبقى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس ) .

هذا هو الاسلام مع المرأة وهذه هي المرأة في الاسلام وهذا ما يجب ان نكون عليه نحن معشر الرجال .

اسأل الله ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وان يرزقنا البر والتقوى والله اعلم .
والسلام عليكم .