أشرطة الحداوي تجرح أم تداوي

بسم الله الرحمن الرحيم

قد يتبادر إلى أذهان الكثير من خلال قراءتهم للعنوان أن الحديث سيكون عن أشرطة العرضة الشعبية والقصائد النبطية...
فأقول ليس الأمر ببعيد ولم يخرج بعد عن الدائرة
فالكلام هنا عن الأشرطة الملونة التي تتذيل الشاشات التلفزيونية وتحشى حشواً بالغث الدعائي والغش التجاري والسفه الصبياني الذي لا طائل منه ولا يتعدى الهدف من ورائه السطو على ما في حقائب القوم من الدراهم والتلاعب بمشاعرهم والرقص على أوتار آلامهم وأحزانهم .
الحداوي والسيوف وجهان لعملة واحدة ربان وسفينة مطرقة وسندان وبين هذا وذاك مشاهد يسلب حياؤه ويبتز ماله وهو يتمايل طرباً مع تمايل الصفوف ولمعان السيوف .
وعندما بدأت القناة بثها استبشر الناس خيراً ولم يخل بيت من وجودها ضمن قنواته المفضلة وشيئاً فشيئاً بدأ التخطيط لكيفية استغلال هذا الانتشار وتلك الشعبية بدس السم في العسل .
وما أنا بصدده الآن هو شريط ( صيدلية السيوف ) الذي لا يوجد داء إلا وله بها دواء شافٍ على مسؤولية الصيدلي المختص وبضمان الشركة الألمانية المنتجة والحاصلة على علامة الجودة العالمية وأقول هنا هل ما بين القوسين مرض يحتاج إلى دواء ( لزيادة حجم العضو وتضخيمه عند الرجال ) وهل بلغت شكاوى الرجال من هذا الأمر المهول المعضل إلى درجة أن تبحث له عن علاج وتجعل هذه العبارة المشينة والمنسلخة من الحياء تتردد على الشريط لمئات المرات يومياً ؟ وهل مثل هذا الإعلان يكتب على قناة شعبية يتابعها ويشاهد ما فيها كل أفراد الأسرة الكبير والصغير والذكر والأنثى ألا ترى في ذلك عيباً وإباحية لا نرضاها لأسرنا ؟
ثم الشريط الذي تنساب خلاله الأفكار والتعليقات السياسية الغير مقننة ولا معنونة ومجهولة الهوية الفكرية بحيث لا يعرف كاتبها ولا العقل المتبني لمضمونها والتي تخرج في الغالب عن جادة الصواب .
وأخيراً هلّ علينا بشريط جديد ليكتمل عقد المهازل للباحثين عن الزواج عبر بوابة السيوف والكل يعلم أن كلمة الزواج ليست إلا مدخلاً لمسميات أخرى فيها من التيه والانحراف ما فيها وهناك قنوات متخصصة في لم الشمل وجلبت من المصائب الشيء الكثير .
فأين بعد ستجرحين يا سيوف الحداوي ؟
إن ما يمرر عبر هذه الأشرطة لا يتوافق مع مبادئنا وقيمنا كمجتمع إسلامي محافظ ولا يتناسب مع سياسة القناة الإعلامية بدءً بمسماها ومروراً بالمادة التي تقدمها وانتهاءً بأهمية الدور الذي من المفترض أن تقوم به تجاه حملها لراية الحفاظ على الموروث الشعبي وإيصاله للأجيال المتعاقبة وتلك هي الرسالة العظمى التي يجب ألا يحيد عنها القائمون على مخرجاتها .
وفي الختام أناشد الجهات الرسمية وأصحاب القرار بالنظر في ما تبثه هذه القناة من سموم تحت شعار ( تراث الأجيال ) والأخذ على أيدي كل من يسعى لهدم بناء هذه الأمة في وقت هي فيه أحوج إلى التلاحم والرجوع إلى الله والالتفاف حول ولي الأمر .
وعلينا جميعاً كمشاهدين مقاطعة هذه القناة وإسقاط الثقة والمصداقية ممن يقفون وراءها .
كما أرجو من الإخوة الأعضاء إبداء آرائهم وتبادل النقاش البناء بحرية تامة لتعم الفائدة ويتحقق مراد خادم الحرمين الشريفين في مكافحة الفساد بأنواعه وهذه أشد فساداً من الفساد التجاري والاقتصادي .
ولكم خالص التحية ،،،