إمبراطورية آلـة الـزيـر

يقال أن رجلاً حكيماً يتصف بالفطنة والدهاء خرج مغاضباً قومه أخذ يبحث له عن مكان يأوي إليه,فاستقر به المقام في مكان ما على الأرض به ماء وخضرة,أهله بسطاء,كرماء,قلوبهم كأفئدة الطير يحبون إكرام الضيف ويحترمونه,فآنس إليهم وأحبهم وقرر العيش معهم,وكونهم أصحاب زراعة ورعي فقد فرضت عليهم ظروف بيئتهم وتمضيةٍ للوقت وتخفيفاً عن معاناتهم اليوميه ترديد بعض الأهازيج والتغني بها,فتعاطف معهم بطيب نية وقرر مساعدتهم في معاناتهم وجعْلِها فرحا وسرورا,فنظم لهم مواسم معينه للترويح عن النفس وإظهار الفرح والسروروالإبتهاج ببعض المناسبات السعيدة لديهم,فاخترع آلةً عظيمة لِجعل فرحهم أكثر سعادةً وسرورا,قدمها لهم فاستحسنوها وبدأ تدريبهم على إيقاعها وبعد تأكدهِ من إتقانهم لها وتعلقهم بها قرر إنشاء مصنعاً لهذه الآله الذي أصبح فيما بعد أحد أكبر المصانع في ذالك الجزء إنتشاراً وشهره,إنه مصنع آلة الزير التي تؤلف بين عقول البشر وقلوبهم مهما كانت فـُرقتهم في لحظات مؤقته ينساقون ورائها بلا تردد,فصوت آلة الزير هو النداء السحري الذي ما إن يُسْمَع حتى يجتمع الناس حوله ملبين النداء في حاله نسيان الذات,والذي يزداد صوته جمالاً وجاذبيه حينما يحمى وجهه بالنار ويضرب بالعصي والأكفَ والعياذ بالله,إن هذه الآله بهيبتها وعظمتها جعلت الناس يطوفون حولها في صفوف منتظمه مرددين أهازيج وكلمات لا يفهمون معناها غالباً مستوحاه من نسج ما يُسَمَّونَ بشعرائهم الذين هم سفراء لهذه الآله العظيمه(الذميمه)يجذبون الناس بكلماتهم وألحانهم المؤثره,إن آلة الزير قد أستهوت أهل ذلك الجزء,فأصبحت رمز إرثهم وعاداتهم وتقاليدهم الذي يفخرون به فأغلبهم يفتون بجوازها ولا يقبلون النقاش فيها,‘إن ذلك الحكيم :قد كوَّن وعلى مر العصور إمبراطورية عظيمه مستمداً عظمتها من هذه الآله الذميمه,حقاً:إنها آله عظيمة ذميمة ومخترعٌ داهية حكيم,وبعد فقد كتبت هذا الموضوع:من مبدأ حرية الرأي وتعقيباً على ما كتبه صاحب قناة السيوف في قناته الموقرة بقصد الإستخفاف والنعت بالتخلف من أن البعض يحرم العرضة بالزير,وموضحاً له ولغيرهِ أن إعجابنا بتراث معين وكونه موروثاً نفتخر به لا يعني أن نُسلم به وننساق ورائه دون تفكير ٍ ونقدٍ لسلبياته وكونه يشرع من عنده ويحاول إقناعنا التصديق بما يقوله بدون علم شرعي مؤكد, فهذا ما لا نقبله وإن كان من أبناء جلدتنا أو اخ ٍأو إبن,
عزيزي القارئ:لدي سؤال أود طرحه ومناقشته معك بعيداً عن العاطفه من خلال محتوى هذا الموضوع.:ماذا لو لم تكن آلة الزير موجودة,هل كانت العرضه بهذه الشعبية والقاعدة العريضة يعشقها الصغير والكبير ويزداد الولاء لها والتعلق بها على مر الأزمان؟
تحياتي لكم.....