سعد الفويه / منعطف الصمت

منعطف الصمت
صدع القلبَ جمالُ في دلالِ
صامتٌ في كبرياء في جلال
قادمٌ في خُوط بان يتثنى
يتغلّى
يتمطى
كل ما مرَّ على عيني رماني ، أو رمى لي
أكلت نيرانه صدري وقلبي
فتظاهرتُ بحال ليس حالي
فإذا ساءلني الناس ، وقالوا :
هل تعاني ؟
قلت : كلا
لا أرى شيئا بحالي !
ما لذا الناس ومالي ؟
إيه يا قلباً على بوابة
الخمسين قادم
قد تعرت من جناحيك
الخوافي والقوادم
وهوت في بحر عينيك العواصم
وتتالت زفرات
زلزلت كل المعالم
ورمى الدهر على متنيك
أنواع القواصم
لم تزل في جهلك الماضي
مع خلٍّ يُريك المر حالي
وتقاسي ، وتقاسي
وتصابح وتغادي وتماسي
كُلَّ أشكال المآسي
وتراميتَ على منعطف الصمت
بنطق وانحباسِ
فإذا أضجرك الصمتُ
نظمتَ الشعر
لم تحفل
بسجع أو طباق أو
جناس
أولا تدري بقوم تركوا
علم القيافة
فرماهم ذلهم بل جهلهم في كل آفة
وأتت
عفريتة شمطاء
في ثوب
صفاء ووفاء
وحسدناها لقدٍ ولخدٍ ونحافة
ورأينا وجهها يبرق حسناً
حين غطته مساحيق الخرافة
وتجلت في دلال وجلال ومهابة
وكوتنا في هواها نارُ وَجْـدٍ وصبابة
وخطبنا ودَّها طيشاً
وجهلا وسخافة
وأتت في
ظلمة الصحراء
تمشي ..
فتجلى الصبح عن وجه قبيح
ولسان أرطن غير فصيح
فتراجعنا على أعقابنا خوفاً
نصيح
وفقدنا وعينا ، ثم انتبهنا ...
فأتتنا في حرافة
نسجت أكفاننا من لهب النار
على جسر (الرصافة)
عجباً !!
من بعد هذا لم تزل يا قلب
تعشق
عجباً !!
تعدو إلى بوابة الموت
المحقق
وعدت ليلى
ولكن
لم تفي يوماً بوعدٍ أو وصالِ
وتفانينا لعينيها
وقدّمنا قرابين الجمالِ
وفتكنا في الطريق الشائك
المفضي إليها بنساء
ورجال
ضحك القلب على عادته
بل كاد يغرق
قلت : آهٍ ، ثم آهٍ ، ثم آه !!
لم تصدق !؟
قال كلا لن أصدق
فكشفتُ السترَ عن تاريخ ليلى
لم يطل درب قطعناه
وإن كان طويلا
حيث إنَّا قد رجعنا للوراء
فوجدناها بلا أدنى عناء
بدأتْ في حبنا المزعوم
من باب (حراء)
عجباً !
يا قلبي اللاهي . أ من ليلى
رجوت ؟
بدأ المشهد من تلك التي
قد نسجت
فوهة الغار بيوت
فإذا أرعبك الفلمُ
فشمر
وتذكر
قوة عظمى ورباً
لا يموت
وتذكر دولاً دالت وما هزت نسيج
العنكبوت .
------------------