اقول زوجوني وكثر خيركم !!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى (("وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة "
وقال في الاية الاخرى :
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" (الروم / 21)

الزواج امر ضروري للمحافظة على استمرار الحياة وتكاثر الخلق .. وما من شك ان اي شاب او شابة متى ما وصل الى السن المطلوب للزواج ويسمع والديه يتحدثان عن امور الزواج يبداء يقول هذه المقولة ولو في نفسه (( اقول زوجوني وكثر خيركم )) ولكن هل الامر بهذه البساطة ؟
انا شخصيا لا اظن .
لماذا ؟؟

الزواج سكن والزواج الفة ومحبه ومتعه وهدؤ واستقرار وانجاب البنين والبنات ولكن مع ذلك هو مسئولية عظيمة وكبيرة يجب ان يكون كلا الطرفين اهلا لها والا فشلت هذه الزيجة وانقلبت من فرح وسرور الى تعاسة وضياع .. من هنا انا اوصي الجميع بمراعات امور كثيرة اولها مخافة الله في كلا الطرفين يا اولياء الامور فانتم من يعرف ابنائكم وبناتكم اذا لم يكون ابنك او بنتك مهياء للزواج فلا تقحمه او تقحمها في هذا الامر فبدل من ان تسعدهما تحول حياتهما الى تعاسة .

انت ايها الشاب : قبل ان تقدم على الزواج اعلم علم اليقين ان الزواج مسئولية عظيمة فانت تستحل بنت الناس بما شرع الله لك ولتعلم ان هذه البنت اغلى عند والديها من كنوز الدنيا واعلم ان لك اخت لاترضى لها الهوان فعامل بنت الناس كما تحب ان يعامل الناس اختك واعلم انها بشر وان الكمال لله وحده وانك لن تجد فيها كل ما تتمناه بل ربما ترى امر لايعجبك وتتفاجاء به ولكن كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال : غيره )
واعلم انها عندك امانة استأمنك اهلها عليها واعلم انك انت الذي بيدك توجيهها من اول يوم بالحسنى والتفاهم فسوف تجد منها ما يسرك ولا تخدعك الافلام والمسلسلات والقنوات فترى ما فيها مخالفا للواقع ويكفيك من يقوم بالادوار .

انتي ايتها الشابة : اتقي الله سبحانه في نفسك وفي اهلك وفي زوجك واعلمي انكي مسئولة امام الله عن هذا الرجل وعن بيته وما يوليكي من امره فصوني الامانة واحفظي الحقوق واعلمي انكي لن تجدي شابا كاملا متكاملا كما كنتي تحلمين فلربما يكون فيه خصال جميلة واخرى لاتعجبك فسددي وقاربي واعلمي انه سترك الذي قسمه الله لك وبيدك ان تسيري الامور كما تحبين بالحسنى واللين والصبر .


انتم يا اولياء الامور : بعد ان تزوجوا ابنائكم ببعض فاتقوا الله فيهم واتركوهم وشأنهم ولا تتدخلون في امورهم وليحلوا ما بينهم بانفسهم فاذا طُلب منكم التدخل فلا ينظر الاب او الام الى ابنه او بنته بل يتم النظر في الموضوع سبب الخلاف ثم يتم الحل وساعدوا على حل المشكلة لا على تأجيجها .


وانتم ايها المتزوجون : حلوا اموركم بينكم بالحسنى ولا تتركوا لكاين من كان ان يتدخل في اموركم ما استطعتم الى ذلك سبيلا لانكم في الاخير انتم الخاسرون وغيركم هو السبب .

اسأل الله العلي القدير ان يوفق شبابنا وشاباتنا وان يجمع بين المتزوجين على خير وان يرزقهم الذرية الصالحة الحاملة لكتاب الله والسلام عليكم ورحمة الله .