الشذوذ يغزو جامعاتنا

في الكثير من مواضيعي أتطرق في اطروحاتي إلى الجوانب الأجتماعية المعاصرة التي نعيشها , وتطرأ على المجتمع , أو تكون دخيلة عليه ونعبر عنها بأنه مكتسبه أو بمعنى أصح (تقليد للغير) .
تختلف هذه القضايا من حيث أثارها ومسبباتها ومن حيث الدوافع . لأننا لم نعد تحت نطاق محصور من القضايا البسيطة التي لا تتجاوز بضع قضايا , بل تشعبنا فأصبحنا نعاني من رتل كبير من القضايا التي تحصل في المجتمع وتؤثر على كيانه . كثير من الكتاب يناقش مثل هذه القضايا ليل نهار , ولن أكون أول من يناقش مثل هذه القضايا . لكن نحن في مجتمع إسلامي واعي ومثقف وله قيمه وعاداته ويصعب علينا رؤية المنكر وعدم إنكاره وكذلك لأن لمجتمعنا حقوق علينا , يجب علينا أن نوفيه إياها .
القضية التي سوف أناقشها في موضوعي هذا هي ظاهرة سلوكية يعملها شواذ المجتمع . والشذوذ حينما نعرفه هو الخروج عن العادة أو عن المألوف . وحين نذكر شواذ فهم قلة لا يمثلون سوى نقطة في بحر من المجتمع كامل ولذلك أطلق عليهم شاذين .
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو موقف حصل أمام عيني وتكرر أكثر من مره لمثل هذه السلوكيات التي يتقمصها فئة من الشباب ندعو لهم بالهداية والصلاح .
الظاهرة السلوكية الشاذة هي : التشبه بالبنات في تسريحات الوجه , ولبس بناطيل طيحني وسامحني يابابا والثنائيات المنحلة .
فأثناء جلوسنا في كافتيريا الكلية أي داخل (الحرم الجامعي ) وأقول الحرم الجامعي بكل مرارة , يمر علينا بين الفترة والأخرى مثل هذه العينات التي حين تراها والله أنك تحزن على حالهم ..!
ونشاهدهم داخل قاعات التدريس بالجامعة و نقول بحسرة أي مستقبل سوف يصنعه هؤلاء الشواذ ..!!
لكن الذي يدهشني ويؤلمني أن هذا كله . يحصل داخل الصرح التعليمي ( الجامعة ) ..!
مع أنه يوجد ضوابط داخل هذا الصرح التعليمي لكن للأسف أن ما نشاهده الآن من متقمصي هذه السلوكيات يدعنا نشك في وجود مثل هذه الضوابط أو تطبيقها بمعنى أصح .
في مرة من المرات كنت في إحدى الدوائر الحكومية وكنت عند مدير هذه الدائرة لإنهاء إجراءاتي من عنده وإذا بشاب يدخل وهو لابس لبس رياضي عادي جداً وعندما خاطب المدير . حدث الشيء المبهر والجميل في نفس الوقت في الأمر وهو أن المدير قال له : ألتزم بزيك الوطني وأعرف كيف تحترم جهة حكومية ثم تعال عندي لأنهي معاملتك .
لله درك من مدير مع أنني لم أعلق على الموقف حينما كنت موجود , لكنه موقف يشعرك بأن هناك نظام وخطوط حمراء يجب أن نتوقف عندها ونحترمها .
الآن مثل هذه الظاهرة السلوكية بصراحة أني أعتب على العمادات في كليات الجامعة - واخص (جامعة الملك سعود ) –لماذا لا تنظر لها بجدية وتتصرف معها لكي لا تصبح مستساغة بين الطلاب مع مرور الوقت .
الشباب نواة المجتمع وهم الشريحة التي تتجه لها جميع الحروب الفكرية , فلماذا نهتم بجانب ونستهين أو نتجاهل بجوانب أخرى قد تكون أهم لأنها سلوكية وتعكس التصورات السلبية للمجتمع التعليمي بأكمله كوننا نتحدث عن الصروح التعليمية ..!
إلا متى ومثل هذه العينات تسوّق لأنفسها داخل أروقة الجامعات ولا تجد العقوبات الصارمة بحقوقهم والرادعة لغيرهم ؟
ألا تعد الجامعة مكان علم يستحق أن يحترم ويقدر مثل أي دائرة حكومية أخرى ..؟
أخيراً : سلوكيات الشارع المنحطة لا نريد أن نراها في صروح العلم , فالإنسان حينما لا يضبط نفسه يحتاج لمن يضبطه ويرشده . وأنا على تمام الثقة أن عمداء الكليات ومدير الجامعة لن يرضوا بأن يكون من ضمن طلاب هذه الجامعة العزيزة على قلوبنا جميعاً مثل هذه النوعيات المنحلة سلوكياً .
ونسأل الله الهداية والصلاح لجميع شباب وشابات الملسمين .

تقديري واحترامي .. يوسف العمري ..