لقاء خاص مع صالح القناص

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

تعاقب الأجيال وتغير الأزمان سنة الله في أرضه ،، فكم من أمة عاشت وصالت وجالت وضربت في الأرض ثم فنت وانتهت وصارت أحاديث لتفسح المكان لجيل آخر وأمة أخرى لتكمل مسيرة الحياة.

وما نراه ونجده في القرى والمآثر القديمة يمثل لنا القيمة الحقيقة لماضينا الذي نفاخر به من تراث جميل حيث تفنى الأجساد وتنتهي الأمم وتتوالى الأجيال بعد الأجيال ثم لا يبقى لنا إلا ما تركوه لنا من تراث نعيش به معهم ونشعر بشعورهم { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } وهو الصورة الحية التي نرى من خلالها تفاصيل حياتهم ومعاناتهم وتعبهم.

ومع ما يمثله التراث من أهمية كبيرة في تاريخ الأمم إلا أن المهتمين بجمعه والتأريخ له والعناية به وحفظه لنا وللأجيال القادمة هم قليلون ونادرون.
ولذل فقد كان لمنتديات بني عمرو السبق في الحصول على هذا اللقاء الرائع مع أحد أبرز المهتمين بالتراث في المنطقة وهو الأستاذ القدير / صالح القناص .. ليبين لنا أهمية التراث ومكانته وليعطينا نبذة عن قرية آل عليان الأثرية والتي هي من أكبر وأعظم القلاع الأثرية في المنطقة الجنوبية والذي كان وما يزال أبرز المهتمين بتراثها والمحافظة عليه حتى كان آخر مجهوداته المتحف الكبير الذي أقامه للعناية بالمحافظة على تراث القرية من أدوات ومقتنيات وقطع أثرية وملابس وأسلحة ووثائق وكل ما خلفه الأجداد من تراث أصيل يستحق المحافظة عليه والإعتناء به ..ونترككم مع هذا الحوار الشيق مع أبي محمد..

[ صالح القناص ]

+ ابو محمد .. البطاقة الشخصية.

- صالح بن محمد بن صالح آل قناص آل عليان العمري

+ نبذة مختصرة عن حياتك العلمية والعملية.

- درست المرحلة الابتدائية في ابتدائية شمال السرو ودرست المرحلة المتوسطة والثانوية في نفس المدرسة في السرو وتخرجت من المرحلة الثانوية في عام 1399 هـ ، ثم انتقلت بعدها للدراسة الجامعية في جامعة الرياض ( جامعة الملك سعود حاليا ) تخصص علم نفس ، وتخرجت من الجامعة عام 1404 هـ .
- ثم تعينت مرشدا طلابيا بإدارة التربية والتعليم بالنماص ، وخدمتي في التعليم حتى الآن 26 عاما.

[ قلعة آل عليان الأثرية ]

+ لقد ذكر أن قلعة آل عليان تم بناءها بتصميم هندسي فريد فنرغب أن تحدثنا عن هذا البناء . وكم عدد غرف هذه القلعة ؟ ونرغب أن تحدثنا عن غرفة الحارس .( العضو " ابو صيدان " ).

- قلعة آل عليان الأثرية هي قلعة عظيمة نادرة الوجود في منطقة عسير ، وتتكون هذه القلعة من قرية كاملة تتوسطها قلعة تعتبر قلعة حربية بنيت وروعي في بنائها الناحية الأمنية .

- للقلعة ثلاثة أبواب لا يمكن الوصول لها إلا من خلال هذه الثلاثة أبواب ، وعدد الحجرات في هذه القلعة يزيد على تسعين حجرة.

- ويوجد بداخل القلعة المسجد والجرين الذي كان يستفاد منه في دياسة الثمار وإقامة الحفلات واستقبال الضيوف.

- ويوجد كذلك داخل القلعة " الحصن " ويتكون الحصن من خمسة أدوار ، كل دور يحتوي على ثلاث حجرات ، ويوجد في سطح الحصن ستارة تزيد على مترين كانت معدة للحراسة والدفاع عن القرية تحسبا للحروب فيتحصنون في الحصن ويدافعون عن أنفسهم منه ، ويوجد أمام باب الحصن صخرة كبيرة وضع الباب من ورائها حتى لا يصل رصاص الأعداء إلى الباب.

[ الحصن الكبير الذي يمثل أعلى نقطة في القلعة ]

- ويوجد كذلك داخل القلعة مقابر ، وتحتوي القلعة كذلك على غرفة تسمى ( المسهرة ) وهي غرفة الحارس وهي في الدور الخامس للقلعة ، وهي مصممه للنواحي الأمنية بحيث تحتوي على فتحات يتم من خلالها مراقبة أطراف الوادي والقرية لكي لا يدخلها أي متسلل أو مخرب.

- أما عن الناحية الهندسية في بناء القلعة كانت بشكل عجيب ، فتجد البنيان من الأسفل متسع يصل سمك الجدار إلى المتر ونصف المتر في بعض المباني ثم ينسلب حتى يصل إلى متر وأقل من المتر في الأعلى ، أما عن ترابط البنيان فيها فهو بشكل عجيب أيضا فالحجر يربط الحجر فمن الممكن أن يبدأ الحجر من الزاوية الشمالية وتتصل الأحجار متماسكة ومتناسقة حتى يمسكه الحجر في الزاوية الجنوبية والحجر في الزاوية الغربية يمسك الحجر في الزاوية الشرقية ، وكذلك يوجد مفاصل بين المباني بزوايا بحيث لو انهدم جزء منها لم يؤثر على باقي الأجزاء ، ونقطة أخرى .. الخشب المستخدم لسقف المباني يوضع لها زيادة في الجدار بحيث لو احترق الخشب لم يسقط المبنى ، ومن الأشياء التي اهتم بها من بنى هذه القرية اتجاهات الأبواب والنوافذ حتى لا تتأثر بالهواء والهواء الغربي خاصة ، ووضع لها مصدات من الحجر تتقدم عن البناء بمسافة ما يقارب 40 سنتيمترا بجانب النوافذ لمنع الماء والهواء من دخول الغرفة.

- وتشمل هذه القلعة جميع فصائل آل عليان ، فكانت كل فصائل آل عليان وبيوتهم داخل هذه القلعة ، لكنهم خرجوا منها من زمن بعيد ، ولا يوجد تاريخ واضح لخروجهم منها ، حتى الآباء لا يذكرون متى خرجوا منها فهم لم يسكنوها ، فبعض الأسر خرجت منها قبل ما يزيد على 300 سنة ، مثل أسر آل فاضل بن حسن وآل بو عريضة وآل شمسان وآل سلطان وهم بيت المشيخة في آل عليان وآل صالح بن محمد وآل لشظف وآل صقر بن حميد وآل علي بن سلطان وآل عصيدان وآل مريل وآل معيض ، فآخر من خرج من القلعة من هؤلاء قبل أكثر من ثلاث مئة سنة ، فقد خرجوا منها بعد أن تيسرت أمور الحياة وقد يكون ذلك في بداية الدولة السعودية الأولى.

[ صورة من الجانب الهندسي البديع للقلعة ، وتظهر المسهرة أعلى اليمين ]

+ كم تتوقع أن يكون عمر القلعة ؟

- عمر القلعة غير محدد فقد كتب عنها بعض المؤرخين مثل " كمال الصليبي " في كتابه " التوراة في جنوب الجزيرة " فهذا يعني أنها من قبل الإسلام ، فالذي يبدو أنها من قبل الإسلام.

+ بالنسبة للمتحف .. متى بدأت فكرة إنشاءه ؟

- بدأت فكرة إنشاء متحف لهذه القرية من فترة بعيدة تصل إلى خمسة عشر عاما أي منذ عام 1415 هـ تقريبا.

[ المتحف ]

+ لو تعطينا نبذة مختصرة عن المتحف .

- منذ بدأت الفكرة عام 1415 هـ بدأت في جمع بعض المقتنيات بعد أن خرجنا من القرية إلى البيت الجديد للمحافظة عللى الآثار والمقتنيات ثم بدأت بالتفكير في عمل المتحف وجمعت منذ ذلك الحين حتى الآن ما يزيد على 150 قطعة أثرية مع بعض الوثائق التي وجدتها وحصلت عليها من بعض الجماعة وثائق إصلاح ومكاتبات ووصايا ووثائق عامة للجماعة بعضها يعود إلى أكثر من 130 عاما.

+ سؤال من المدير " ابو ريان " والعضو " ابو تركي " : ما هو الدافع لصالح القناص لإنشاء المتحف ؟ السياحة أم المنفعة أم المحافظة على الآثار ؟

- الدافع لإقامة المتحف من ناحية فهو هواية ورغبة شخصية ومن ناحية أخرى فالمحافظة على ما خلفه الآباء والأجداد تخليدا لذكرهم وللدعاء لهم ولمعرفة كيف كان يعاني الآباء والأجداد في حياتهم ، فجميع الآثار التي جمعناها هي تروي كيف كانت حياة الأجداد.

- وكذلك بعد أن رأينا بأن السياحة لها مردود ولها فوائد رأينا أن ذلك يعتبر ناحية مهمة في الموضوع من جانب آخر.

- أما بالنسبة للمنفعة فلا يكره أحد أن يكون هناك مصلحة من هذا العمل ولكنها ليست بالهدف الأساسي.

[ صالح القناص - عذب السجايا ]

+ من الذي قام بتكاليف إنشاء هذا المتحف؟

- من الناحية المادية عائلة آل قناص من إخواني وأبناء إخواني فقط .. أما من ناحية القطع الأثرية فهناك من داخل القرية ومن خارجها من قدم بعض القطع الأثرية ، ونقدم الشكر والتقدير كل من ساهم معنا وكل من سيساهم في المستقبل.

+ كيف رأيت أصداء هذا العمل في عيون الآخرين ؟

- أنا شخصيا اذا زرت متاحف لها في نفسي وقع كبير فبالتأكيد أنها ستكون في نفس الزائر بنفس الشعور ، فنشعر بأنها مفيدة وأنها ممتعة ويجب أن نحافظ عليها بقدر المستطاع لكي تبقى للذكرى وللتعرف على ما كان يعانيه الآباء والأجداد رحمهم الله.

[ القناص وشرح عن بعض أجزاء المتحف ]

+ ما هي الصعوبات والعوائق التي واجهتها في إنشاء المتحف؟

- الصعوبات تكمن في وجود المادة والقطع الثرية والحصول عليها وخصوصا النادرة منها لأن الناس أهملوا في المحافظة على القطع الأثرية ، كبعض أدوات المنازل المصنوعة من الجلد أو من الفخار فتجدها الآن نادرة ولا نوجد بسهولة ، وعندما أجدها فمهما كان ثمنها سأشتريها.

+ هل رأيت قطع في متاحف أخرى وتمنيت لو كانت معك؟

- نعم .. والأمل كبير في أن نبحث عنها ونجدها وإن لم نجدها فهذا دليل على أنها اندثرت ولم تعد موجودة.

[ وصورة أخرى من داخل فناء المتحف ]

+ هل اكتمل المتحف ؟ ومتى سيفتتح رسميا ؟

- لا .. لم يكتمل المتحف حتى الآن ولم يفتتح رسميا ، ويحتاج إلى قرابة الستة أشهر حتى اكتماله ، والعمل في المتاحف بشكل عام هو عمل مستمر مدى الحياة لا ينتهي ، أما البداية فلم نفتتح المتحف حتى الآن .

+ هل هناك نية لأن يكون هناك افتتاح رسمي أم سيكون افتتاح عادي ؟

- هناك نية لأن يكون الافتتاح بحضور محافظ محافظة النماص.

+ أشخاص تشكرهم سواء من جماعتك أو من خارجهم لدور ساهموا به في مساعدتك في إنشاء هذا المتحف.

- أولا فالشكر لله سبحانه وتعالى ثم لإخواني الذين كان لهم البداية والتشجيع في إنشاء هذا المتحف ، ثم أشكر من المسؤولين رئيس بلدية محافظة النماص سعادة المهندس سراج الغامدي ، فقد قام بزيارة المتحف لمرتين حيث شجعنا وأيدنا بالرأي الشفوي والمعنوي ووجهنا لبعض الأشياء التي استفدنا منها ، وأشكر كذلك رئيس المجلس البلدي الأستاذ علي بن محمد العسبلي فقد زار المتحف وقدم لنا بعض التوجيهات ، وأشكر كذلك رئيس مركز السرح الأستاذ عبدالله بن محيا الأحمري فقد زار المتحف وقدم لنا بعض التوجيهات التي استفدنا منها في إقامة المتحف ، وأشكر كذلك نائب القرية الشيخ حسن بن زايد آل سلطان جزاه الله خيرا وبيض الله وجهه فقد كان له دعم معنوي كبير ، وأشكر كذلك جميع الجماعة على وجه العموم فكل من يزور ويرى فهو يشجعنا ولو بالكلمة الطيبة.

[ واجهة المتحف ]

+ ماذا عن الآراء والاقتراحات التي تقدم لك ؟

- جميع الآراء والاقتراحات التي قدمت لنا كانت بناءه ومفيدة جدا.

+ أين كانت تحفظ هذه المقتنيات والقطع الأثرية في العشرين والثلاثين سنة الماضية قبل إنشاء المتحف؟

- كانت محفوظة في البيوت القديمة والبيوت الموجودة في القلعة وأخذ بعض منها من أماكن أخرى.

[ صالح القناص - سيد الموقف ]

+ الهيئة العامة للسياحة والآثار .. ما الدور الذي قاموا به في إنشاء هذا المتحف ؟

- هيئة السياحة والآثار قدمنا لهم برقية ووثقنا لهم ما قمنا به ولم يقصروا ، ولي مطالبات سابقة قبل ما يقارب الأربع سنوات في برقيه لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار ، ووجه بدوره فرع الهيئة في منطقة عسير وزارنا مجموعة من المهندسين المهندس سعد بن ثقفان والمهندس محمد بن عبدالله وقاموا بإعداد تقرير وزارنا المسؤول عن قصر الآثار في النماص وأعد كذلك تقرير ورفعت جميع التقارير السابقة ولكن لم يتخذ بناء عليها أي إجراء ، ورفعنا تقرير مرة أخرى بعد إنشاء المتحف وأفادونا بوجوب إعداد تقرير فأعددنا تقرير أنا ومحمد بن عبدالله العسبلي المسؤول عن السياحة والآثار بالنماص ورفعناه إلى الهيئة العامة للسياحة ونحن حتى الآن في الانتظار.

+ هل القلعة معتمدة لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار؟

- لا .. ما زالت لم تعتمد حتى الآن ، وقد قدمت معاملة على معالي رئيس بلدية النماص ورئيس المجلس البلدي ، واعتمدوا بداية الترميم للقلعة من السنة القادمة بمشيئة الله في تنظيم الطرقات ورشها والإنارة والماء والهاتف وترميم الأبواب فهذا ما تكفلت به البلدية ، أما ما يتعلق بالمباني نفسها من إعادة المتهدم منها والمحافظة عليها فهذا من اختصاص الهيئة العامة للسياحة والآثار ، وأتمنى من جماعة القرية أن يهتموا بالموضوع ويبذلون جهدهم حتى تظهر القرية بالمظهر اللائق بها ، وكلهم متعاونون ولم يقصروا لكن ننتظر منهم مزيدا الاهتمام والتشجيع حتى نصل إلى الهدف المنشود.

[ صورة أخرى للمتحف من الجانب الآخر ]

+ سؤال من العميد زايد بن عويش : صالح القناص أكاديمي مازج بين الخبرة المكتسبة من حياة القرية الأصيلة والنظرية العلمية والمهنية التي مارسها ولا يزال يمارسها حتى أصبح علما من أعلام المنطقة وتتلمذ على يده الكثير الكثير ممن يشار لهم اليوم بالبنان عصاميا عرفته وزاملته لقرابة نصف قرن يبحث دائما عن الشموخ فلا عجب إن بنى للقرية التي أحبها وأحبته ما يحفظ لها مجدها وتراثها فشكرا له..

وسؤالي : التراث شيء جميل والمحافظة عليه أجمل إلا أنها تحتاج إلى جهد ومال وليس لها مردود مادي بل معنوي فهل الأستاذ صالح عمل دراسة جدوى لهذا العمل؟

- أشكر الأخ زايد على هذا الإطراء وأفتخر بهذا الكلام الذي قاله عني .. بالنسبة للسؤال ، فأنا لم أعمل هذا العمل من أجل أي مردود مادي ، فإن وجد مردود مادي فهذا أمر طيب ، وإن لم يوجد فيكفي أن أستمتع بهذا العمل وأني حققت أمنيتي ورغبتي ، ولو لم يكن منها إلا دعاء للآباء والأجداد فهذا يكفي.

+ سؤال من العضو " ابو مانع " : بعد شكر الأخ صالح .. للمرة الأولى أعلم بهذا المتحف لم أكن أعلم به من قبل! هل بالإمكان أن نطلع في الفترة القادمة عليه ؟ أو السماح لنا يزيارته ؟

- المتحف هو حديث عهد وما زال جديدا فأنا لم أبدأ في العمل به إلا نهاية الصيف الماضي بعد شهر رمضان من 1430 هـ ، وإلى الآن لم يستكمل ولم يفتتح ، أما بالنسبة للزيارة فيمكن لأي زائر زيارته ونستفيد من زيارته ومن خبراته وتوجيهاته ولا مانع من ذلك.

[ القناص يشرح عن معلم البئر والسقيا ]

+ هل لديكم خطة لدعم القلعة والمتحف إعلاميا ؟

- الوفد الإعلامي السياحي على مستوى دول الخليج العربي قام بزيارة القلعة والمتحف في الصيف الماضي ، وكان هذا من أكبر الزيارات الإعلامية ، ونشرنا في الصحف قبل سنوات عن القرية إبان زيارة وفد الهيئة العامة للسياحة ، وسنعمل على الظهور الإعلامي للقلعة والمتحف مستقبلا إن شاء الله.

+ هل هناك أي خطط مستقبلية للاستثمار المادي ؟

- أنا لا أمثل إلا شخص من مجموعة سواء على مستوى القرية أو الأسرة ، فإن أرادوا أن نعمل شيء عام فهذا مكسب للجميع ومصلحة للجميع وإن أرادوا خلاف ذلك فما أنا إلا واحدا من ضمن مجموعة فالقرية قرية الجميع.

+ هل كتب عن قرية آل عليان وتاريخها في كتب التاريخ قديما أو حديثا ؟

- قرية آل عليان بحمد الله يمكن أن تكون في المقدمة على مستوى الآباء والأجداد وحتى ولله الحمد الآن فيها أكفاء ، ولكن المنطقة بشكل عام تفتقد إلى التاريخ ، ولم يكتب عنها إلا نادرا ، فتجد هناك إشارات بسيطة عنها في بعض الكتب ، وأما من بعد عام 1390 هـ تكلم عنها بعض المؤرخين مثل المؤرخ عوض بن محمد العمري في كتابه الذي تحدث عن حرب الأتراك وبني عمرو حيث ذكر أن قرية آل عليان كانت هي مسرح العمليات وكانت المعركة بجوار قرية آل عليان في وادي البويرة ، وقد شارك آل عليان في المعركة بتقديم الوجبات للمحاربين من بني عمرو ويعرف هذا أهالي بني عمرو تمام المعرفة ، وقبيلة بني رافع كانت في ضيافتنا نحن خاصة ، وكان جدي صالح بو زينه هو من قابلهم شخص في " قريشه " ( إحدى المناطق بالقرية ) وطلعهم حتى وصلوا إلى آل مكيمل وقدم لهم وجبتهم ورتب لهم بحيث ألا يواجهوا القوم بل يتخلفونهم بعد أن يقفوا عنهم فكان لديه علم يرفعه لهم من رأس جبل " الطيق " ليضربونهم بالظهر وفعلا هذا ما حصل.

- الكتابات التي كتبت عنها لاحقا كتب عنها المؤرخ غيثان بن جريش الشهري وكتب عنها المؤرخ عمر بن غرامه العمروي ، وقد ذكرها الشاعر اللواء محمد حسن العمري في ديوانيه " شروق الشوق " و " ينابيع الربيع " ، وكـُتب عنها في كتيب صدر عن لجنة التنشيط السياحي بالسرح " السرح بين الماضي والحاضر " وكتب عنها المؤرخ مسفر الخثعمي الدكتور بجامعة الملك خالد في موسوعته الجديدة ، فالقرية بدأت تأخذ الظهور الذي تستحقه في الإعلام والكتب ، وأنا أرجو من شباب آل عليان ومن كل المثقفين وكل الكتاب وأي شخص لديه استطاعه للكتابة في التاريخ أن يهتم بهذا الجانب.

+ هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار.

- أرجو من الجماعة وجميع الشباب الاهتمام بمثل هذه الآثار وأن يهتموا بتاريخ المنطقة ، فمنطقتنا للأسف مفقود الكتابة عن تاريخها ، ولكننا نعذر الآباء والأجداد لأن التعليم كان ضعيفا ، أما الآن فيجب على كل منا العمل على ذلك ، وهذا ينطبق على جميع القرى.

- وأشكر منتدى بني عمرو شكرا جزيلا وأنا دخلته من قبل ورأيت فيه الكثير والكثير وبيض الله وجيههم ونحن جزء لا يتجزأ ، ونرجو أن يكون هناك تعاون وعمل جماعي بما يعود بالصالح لجميع قبائل بني عمرو ونرحب بهم ونحييهم جميعا من إدارته إلى جميع العاملين فيه في أي وقت ونرجو أن يعطوا كل قرية حقها بحسب ما هو موجود فيها .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[ بعض الوثائق الموجودة في المتحف والتي يعود بعضها الى عام 1290 هـ ]

[ قلعة آل عليان الأثرية ]

باسمي وباسمكم جميعا نقدم الشكر الجزيل للأخ صالح القناص على إتاحته الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل والممتع ، سائلا المولى عز وجل أن يوفقه وأن يكلل جهوده بالتوفيق والنجاح.

أدرا الحوار :

عذب السجايا
سيد الموقف

أطيب الأمنيات ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته