ياسر القحطاني في مصاف عباقرة كرة القدم

الحملة التي يتعرض لها لن تعيقة

الحملة التي يواجهها النجم الدولي ياسر القحطاني مهاجم المنتخب السعودي وفريق الهلال قد لا تكون جديدة على نجم بحجم ياسر، هذا الجانب الذي عانى منه الكثير من عباقرة الكرة ليس على المستوى المحلي فحسب بل حتى على المستوى الدولي, التعليل الذي يطلقه هؤلاء المنتقدون ضد ياسر ليس همهم البحث عن عودة اللاعب لهوايته التي عرفها جمهوره وهي متعة التسجيل، وإنما الهدف الأكبر هو زيادة الضغوط على هذا النجم الذي يقف حتى بنصف مستواه متربعاً على أفضلية المهاجمين السعوديين في الوقت الحالي ليس هذا كلامي أو من واقع حبي لياسر إنما هي مشاهدة واقعية لمفعول اللاعب داخل الملعب، حتى أصبح نصف لاعبي الهلال ممن يتصدرون قائمة ترتيب الهدافين في الدوري السعودي, ذلك الواقع الذي يفاخر به البلجيكي الصارم جيرتس مدرب الفريق الهلالي عندما يتحدث بكل ثقة إنه لا يستغني عن ياسر وأن سحر اللاعب يزداد بسرقة لباب المدافعين الذين يشغلون تركيزهم بياسر ليتيحوا الفرصة للقادمين من خلف ياسر متصدرين قائمة أفضل الترتيب في الدوري.
لا أعتقد أن هناك علاقة جانبية تربط ياسر بجيرتس غير ملعب كرة القدم ولا أظن أن مدربا مثل جيرتس سيبحث عن قناعات أخرى غير ياسر لو لم يكن صاحب الفائدة الأكبر في الفريق الهلالي حالياً, ولا أعتقد أكثر وأكثر أن مثل هؤلاء النقاد الذين ينصبون المشانق لياسر أن فهمهم يتجاوز أو حتى يقترب من العقلية الفنية الفذة التي يمتلكها جيرتس
أدرك تماماً أن قوة وإرادة ياسر أكبر مما يتفوه به ممن يسمون أنفسهم بالنقاد وهم يبحثون عن إخفاء هذا النجم بأي طريقة كانت لسبب لم يقنعونا به حتى الآن, فهل هؤلاء الذين يطالبون بإبعاد ياسر عن القائمة الرئيسية للفريق الأزرق أكثر فهماً على الصعيد الفني من جيرتس, وإذا كانوا كذلك كما يتصورون ذاتهم هل يملكون الوعي في طرق جوانب مضيئة في حياة هذا النجم بدلاً من حججهم الواهية التي تستند على عدم التسجيل بالرغم من أن اللاعب يمارس هوايته حتى لو حوصر بكتائب المدافعين؟
ليس لدي أي شك في نظرة ياسر العالية نحو الأداء والأداء فقط وإضافة الفائدة الفنية لفريقه وهو يتصدر قائمة فرق أقوى دوري عربي, وبحث اللاعب عن الجوانب التي تعطي الأفضلية للفريق ككل دون البحث عن مجد شخصي فلو كان اللاعب يبحث عن تلك الأمجاد لرأيناه يحاصر زملاءه خلف كل ركلة جزاء أو خطأ قريب من مرمى الخصم لزيادة غلته التهديفية, لكن تفكير اللاعب الراقي وضع كل همه في مصلحة فريقه هو ربما من دعا هؤلاء للعزف على وتر لماذا لم يسجل ياسر؟ وللإجابة على تلك الاستفسارات أقول لهم عودوا إلى نجوم التهديف العالميين واسألوا عن رونالدو ريال مدريد أو زميله راؤول أو إبراهيموفيتش في البرشا أو إيتو في الإنتر عندها ستعرفون تفكير هؤلاء النجوم في البحث عن إنجازات لأنديتهم قبل أن يبحثوا عن أمجاد شخصية. تلك العقلية التي يمارسها ياسر حالياً مع فريقه وأجزم أن تلك العقلية كافية لإلجام كل الأصوات النشاز.
أتذكر في هذا المقام ومن باب روح الشباب تلك الروح التي يتمتع بها الأمير الشاب فيصل بن فهد بن عبدالله، الروح المتدفقة حباًَ وعطاءً في صناعة الاستثمار الرياضي في السعودية وحرصه على طرق كل سبل هذه الصناعة المستقبلية نحو عصر احتراف سعودي حقيقي فشكراً له.