الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
!![§][ شـبابنا متألقــون فـي زمـن الفتنـة ?][§]!!
بسم الله
قــال الــراوي : استـوقفـتني إشــارة مـرور حمـراء ، وتهـادت السـيارات من حـولي ومن خـلفي في انسـياب ، تتكـاثر في طـوابير ممتدة ، فالـساعة الآن سـاعة انصـراف النـاس من أعـمالهم . فجـأة ارتفـع صـوت نشـاز علـى مقـربة من سـيارتي ، فالتـفت بتلقـائية إلى حـيث مصـدر الصـوت النشـاز ، فــإذا شـاب في سـيارته الفـارهة ، وقـد رفـع صـوت أغـنية غـربية عـنيفة ، كــأنما تحسـب المغـني خـلالها يعـوي أو يولـول ، أو ينـوح على نفسـه و عـلى الـدنيا !! وإذا بالشـاب قـد بدا منفـعلاً ، يكـاد يرقـص وهـو يجلـس خـلف المقـود ، وقـد أخـذ بكـلتا يديه يطبـل ، وجسـده يهـتز كـأنما به صـرع ، وعـيناه تلعـبان هنا وهـناك وإذا به يصيح مع المـغني كمن صفـع على قـفاه .. بل خـيّلَ إليّ أن السـيارة نفسـها قد أخـذت تهـتز معـهما ، كـأنما أصـابها مـس هي الأخـرى ، وفـركت عـيني فـإذا هي كـذلك ، لقـد استـطاع الشـاب أن يرقصـها معـه بطـريقة معـينة ..! ولاحـظت أن كـثيرين قـد أخـذوا يتطلعـون إلـى هـذا المنظـر العـجيب ، بعـض النـاس أخـذ يقـلب شفـتيه في استخـفاف ورثاء ، البعـض الآخـر أخـذ يحـرك رأسـه كـالـمتأسف على ما وصـل إليه حـال شـبابنا ، وآخـرون اخـذوا يتمتمـون لا ادري أكـانوا يلعـنونه أو يدعـون له ، أم يدعـون عليه ، أما الشـاب فـإنه لم يبالِ بوقع هـذه النظـرات النـارية ، بل لقـد اخـذ يبادلها بنظـرات تحدٍ واستخـفاف ولسـان يندلع ، وهـياج يشتد ، وضحـكات تعلـو ، وجـسد يشتعـل تكـاد تجـزم بأن هذا لم يكـن في كـامل عقـله في تلك السـاعة ..! وفتحـت الإشـارة الخـضراء أبوابها ، وتأهـبت السـيارات للتحـرك ، غير أن الشـاب كـان قد طـار بسـيارته بسـرعة مجنـونة ، بعد أن احـدث بإطاراتها صـوتاً مـدوياً مـشاركة في النعيـق الذي يطلقـه صاحـبها منذ هـنيهة ..! وانسـابت سـيارتي ببطيء السلـحفاة ..! تسـير الهـويني ولا تسـرع ** كـأنها بلقـيس أو تبــع.. !! وظـل ذهـني مشتعـلاً حـتى الذروة ، أهـؤلاء هـم شباب الوطـن الغـالي ؟! أهـؤلاء هم معـقد الآمـال الذي ترتكـن علـيهم البـلاد إذا اشتـدت بها المـحن ؟! أعـلى مثل هـؤلاء يكون الاتكـال والاعـتماد في الدفـاع والحـماية عن الأوطـان والأعـراض ؟! أهـؤلاء " المشـوهـون " " المـخـدّرون " يمكـن أن يكـونوا محـل خـير للعـباد والبـلاد ؟! . ومضـي بي الفكـر أشـرّقُ تارة وأغـرّبُ أخـرى ، وأضـرب أخـماسـاً في أسـداس ، حـتى انتهى بي المـطاف إلى أن الأمـة التي يكـون شـبابها على هـذه الشـاكلة ، فـإنها أمـة توشـك أن تنهار فتدوسـها أقـدام السـائرين بلا اكـتراث .. فـالشـباب هـم عمـاد الأمـة .. هـم عصـبها الحـي .. هـم مؤشـر حـياتها أو مـوتها ، ومـن ثم فإذا افسـد الشـباب فلا تنتظـر من الأمـة بعد ذلك ، أن تحـيا حـياة طيبة كـريمة عـزيزة . وتواردت الخـواطر ، يردف بعـضها بعـضاً ، ويقوـى بعضـها الآخـر ، فتذكرـت القـصص الكـثيرة التي يتسامعـها الناس عن أمـثال هـذا الشـاب الأرعـن .. أولئك الـذين يحومـون حـول مـدارس البنـات في كـل ظهـيرة ، وأولئك الـذين يطـيرون من ملهـى إلى ملهـى فـي كـل ليلـة يبعـثرون ما فـي جـيوبهم في هـوس وجـنون ، وأولـئك الذين يتزينـون بأزياء النـساء ليتسـنى لهـم دخـول أمـاكن النـساء والاختـلاط بـهن ، وأولئـك الذين اقبلـوا علـى شـم أنـواع من السمــوم ، وغيــرهم أصـناف وأصـناف يتناول النــاس اخبــارهم بأحـط سـيرة ..!. وتذكـرت البيت المشـهور : إن الفراغ والشـباب والجـدهْ ** مفسدة للمـرءأي مفسـده وأطلـقت العـنان لفكـري على هذا المنـوال ، وسـرت مسـافة ليست بالقـصيرة وأنا علـى هذه الحـالة ، الإشـارات في تتابـع ، تفتـح لي أبوابها الخـضراء ، كـأنها لا تريد أن تقـطع على حـبل هذه الخـواطر ، ويبـدو انني حـين بلـغت الذروة حجـزتني إشـارة حمـراء جديدة ، كـأنما تقول لـي : إلى هنا وأنتـبه ....! ووقفـت ... ووقفـت بجانبـي سـيارة ثم أخـرى ثم بدأت السـيارات تتقاطـر ، وإذا بي اسمـع صـوتاً شجـياً مؤثراً – غـاية في التـأثير – صـوت قـارئ للقرـآن ينبعـث من آلة تسـجيل في السـيارة المجـاورة لـي تمـاماً ، وبتلقـائية التفـتُ إلى حـيث الصـوت الشجـي المعـطر ، فـإذا وراء المقـود شـاب – لعـله في عمر الشـاب السـابق – قـد استرسـل مـع الآيات ، حـتى خـيّل لي أن دمـعات في عـينيه تتردد توشـك أن تسـقط على استحـياء . كـان وجـه الشـاب مشـرقاً أو هكـذا بدا لـي ، كـأنما فاضـت عـليه أنوار القـرآن حـتى غمـرته ، فالتـأثير بادٍ على محـياة ، كـأنما قد بكـي قبـل أن تقـف به سيـارته تحـت هذه الإشـارة الحمـراء ، صـفاء السـماء مطـبوع على مـلامح وجـهه ، وهـدوء البحـر ينبعـث من عـينيه الدامعـتين ، وجـو ملائكـي عـجيب يحيط به في جـلاء ، والآيات القـرآنية تسـمو بالـروح وتظـل تسـمو وتسمو وتسمـو .. اسـتثارني المشـهد بعـنف ، ودبت قشعــريرة في جسـدي كـله ، أحـسست وقعـها في مفـرق رأسـي ، وإذا بي ابتسـم وأنا أتنفـس الصعـداء ، ثم أقول لنفـسي : هـذا خـير جـواب عـلى ذاك ..! ومـازال في الـدنيا خـير ، ولا يزال في شـبابنا من هـو جـدير بكـل الحـب وبكـل الخـير ، وعـلى أمـثال هـؤلاء تقوم الأمـم ، ويبقـي الأمـل معـقوداً ، ويظـل للـرجـاء نصـيب فـي القلـوب ، وبأمـثال هـؤلاء يمـسك الله العـذاب عـن أمـة فيها أمـثال أولئـك الوالـغين فـي المسـتنقـع ..! وقصـصت مـا رأيت في انتشـاء على مسـامع بعـض من أعـرف ، فتبسـم أحـدهم وقـال : أزيدك من الشعـر بيتاً ، يدور لـه رأسـك ، ويزداد به يقـينك ، إنني اعـرف شـباباً كـان حـالهم أسـوأ بكثير من صـاحـبك الأول ، ثم انتقـل بهم الحـال فصـاروا افـضل بكـثير من صـاحـبك الـثاني ..؟ وقـص قـصصاً عجـيبة في هـذا ، عن فـتيان وفـتيات انتقلـوا من النقـيض إلى النقـيض ، من الظلـمات إلى النـور ، من الضـلالة إلى الهـدى ، من المـوت إلى الحـياة ، من حـياة الضـنك والحـيرة إلى حـياة ملـيئة بالاطمـئنان والخـير والصـلاح ، ومعـظم هـؤلاء كـان سـبب نقلـهم حـادثاً عـابراً ، أو موقـفاً مـروا به أو كـلمة صـادقة مخـلصة قـرأوها أو سمـعوها ، أو مـا شـاكل ذلك من ظـروف وأحـوال متنوعـة .. وعلـمت يقيـناً أن المسـلمين – رغـم كـل شيء – إلـى خـير ان شـاء الله ، وان هـذه الأمـة ستفـيء إلى الله سبحـانه يومـاً مـا ، وان هـؤلاء الشـباب لا ينبغـي الـيأس من تغيـيرهم إلى الأحـسن ، والمـريض لا يحـتاج إلى من يعـنفه أو يستهـزئ به ، أو يسخـر منه ، بقـدر ما هـو أحـوج إلى الطـبيب العـاقل الحـكيم ، الـذي يحـمل هـم عـلاجه ويسـعى جـاهداً صـابراً إلى محـاولة إنقـاذه باللطـف والرحـمة والكـياسة .. ومـن قـال : هـلك المسلـمون ، فهـو أهلـكهم – كمـا في الحـديث الشـريف – ولا يزال الخـير في أمة محمـد صلى الله عليه وسلم على مـر الأيام ، وكـر الدهـور حتى تقـوم السـاعة والأيام دول ، واللـيالي قُـلّب ، وسـاعات الشـدة تحمـل في طـياتها سـاعات الفـرج ، والشـاردون اليـوم ، قـد يكـونون هـم حـاملي اللـواء غـداً .. وقـد حدث هـذا من قـبل وما زال يحـدث اليـوم في أمـاكن كـثيرة ، وسـيبقى كـذلك إلى أن تقـوم قـيامة النـاس ..! ومـوتوا بغـيظكم أيها الحـاقـدون ..! ويقفـز إلى ذاكـرتي قـول الشـاعر : مـا بين غمضة عين وانتباهـتها ** يغير الله من حـال إلى حال ولكـن تبقـي سـنن الله ماضـية في طـريقها : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَـوْمٍ حَـتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِـهِمْ ..) (.. وَإِنْ تَتَـوَلَّوْا يَسْتَـبْدِلْ قَـوْماً غَيْرَكُـمْ ثُمَّ لا يَكُـونُوا أَمْـثَالَكُمْ) وبقـدر ما كـنت أدعـو على ذلك الشـاب الأول الـذي رأيتـه ، أصبـحت الآن أدعـو له مـن كـل قلـبي كلـما ذكـرته .. واسـأل الله عز وجـل أن يستجـيب دعـواتي له فيهـديه سـواء السـبيل ، ليـذوق حـلاوة الطاعـة فتنسـيه وهـم لذاذة المعصـية .. فإن هـذا وأمـثاله واهـمون فحـسب لأنهم مخـدّرون ..! ومـتى أفاقـوا من جرعـة التخـدير التي هـم فيها سيـدركون الحـقيقة ! محبـكم الى الابد سعد حسين ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ لاتنسونا من صالح دعاكم محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري التنومي سابقاً |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يا زمـن يكفي عذاب | ابو باسل العمري | الشعر الجنوبي للطرح الذاتي | 5 | 11-11-2007 12:23 PM |
( شـبابنا.. أنتم والله .. أحبابنا..!! ) | سعد بن حسين | رياض الصالحين | 8 | 09-29-2004 06:40 AM |