الانترنت في السعودية: ما هو المحجوب وما هو المسموح؟

[c] [/c]

[c]دراسة اميركية متخصصة تبحث سياسة الرياض في حجب المواقع، وخبير سعودي يعتبرها غير دقيقة.

الرياض – أشارت دراسة متخصصة، أن السعودية تقوم بحجب عدد كبير من مواقع الإنترنت ذات محتوى غير إباحي، وذلك من خلال أجهزة الحجب في وحدة الإنترنت بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن خدمة الإنترنت والإشراف عليها في السعودية.

وأوضحت الدراسة التي قام بها كل من الباحثان جوناثان زيتران وبنيامين ادلمان من جامعة هارفارد الأميركية، حول سياسة السعودية في حجب مواقع الإنترنت، أنها هدفت إلى الوقوف على تحديد مدى شمولية عملية الحجب خصوصا للمواقع غير الإباحية، موضحة على سبيل المثال أنه قد تم حجب على الأقل 246 موقعا مصنفا من قبل ياهو على أنها مواقع دينية (متضمنة 67 عن المسيحية و45 عن الإسلام و22 عن الوثنية و20 عن اليهودية و12 عن الهندوسية).

كما وجدت الدراسة التي حصلت ميدل ايست اونلاين عليها، أنه تم أيضا حجب 76 صفحة مصنفة أيضا من قبل ياهو على أنها مواد للدعابة و60 عن الموسيقى، و43 عن الأفلام، و13 عن الشذوذ الجنسي.

واللافت للنظر أنه عند اختبار 795 موقعا إباحيا (تم أخذ عناوينها من البحث في أحد محركات البحث الشهيرة)، تبين أن86% منها فقط كان محجوبا.

وذكرت الدراسة أن الحجب يغطي كميات كبيرة من المحتوى دون أن يكون هناك سبب وجيه غير السهولة.

فمثلا هناك مواقع تستضيف آلافا من المواقع الفردية والشخصية كلها محجوبة، وعند النظر إلى الدراسة يظهر أن السلطات السعودية المختصة تستخدم معايير واسعة إلى حد ما تجعل من الصعب لتقييم ما إذا كان حجب المواقع الفعلي متوافق مع المعايير المقرة لذلك.

لكن بالنظر في قائمة المحتوى غير الإباحية المحجوب يتضح أن هناك مناطق محددة أكثر حساسية.

ولأن الطرق المعروفة جيدا لتجنب المرشحات هي بذاتها محجوبة في المملكة، يعتقد الباحثان أن نظام المرشح السعودي فعال نسبيا في تحديد المعلومات التي يصل أيليها معظم السعوديين.

وفي نفس الوقت توقعت الدراسة أن المستخدمين الماهرين يستطيعون تخطي الحجب، ولكن موظفي الشبكة (وحدة الانترنت) يغلقون أي ثغرات مكتشفة حديثا، واستنتجت بناء عليه أن المرجح أن يبقى ذلك فعالا ومؤثرا لفترة طويلة.

وخلصت الدراسة بمجموعة من النتائج أهمها، أن السلطات السعودية تهتم بشكل كبير بترشيح محتوى المواقع غير الإباحية للمستخدمين في السعودية، كما أن كثيرا من هذا المحتوى المحجوب يحظى بشعبية كبيرة في أماكن أخرى في العالم.

وتوجهت ميدل ايست اونلاين بالسؤال الى أحد الخبراء السعوديين لمعرفة تعليقه على الدراسة، فأكد أن بعض ما ذكر في الدراسة غير دقيق مثل حجب بعض مواقع الاستضافة الشخصية والتي هي بأجمالها غير محجوبة، وهي تعكس بلا شك وجهة النظر الغربية الليبرالية التي تستغرب من مجتمع محافظ محاولته الحفاظ على قيمه.

وأوضح الدكتور بدر بن حمود البدر الخبير والمتخصص في شؤون التكنولوجيا والإنترنت في السعودية، أن الدراسة جديرة بالاهتمام مشيرا أن الجدير بالنظر فيها هو شكواها من أن تعريف المواقع الممنوعة لا يزال غير دقيق وأن هناك مواقع محجوبة بدون وجود محتوى مخالف فيها.

ويتوقع أن تثير الدراسة عند نشرها في السعودية، الكثير من ردود الأفعال حول مضمونها وما جاء بها من نتائج وتصورات، باعتبارها أول دراسة أجنبية يتم إجراؤها حولا خدمة الإنترنت في السعودية.

وعلمت ميدل ايست اونلاين، أن الباحثان ينويان إجراء دراسات أخرى في المملكة حول التغييرات في عملية الحجب وعلاقته بتغيير وجهة نظر الحكومة السعودية الرسمية حول قضايا محددة ذات علاقة بخدمة الانترنت.


[/c]