الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الأثر الإشرافي ... ضعيف
" الأثر الإشرافي ... ضعيف !!! "
لقد أصبحت العبارة أعلاه بمثابة العقد النفسية المتغلغلة في نفوس كثيرٍ من المشرفين التربويين ـ و أكاد أقول في نفوس الجميع ـ لا يجدون منها فكاكا ، فهي تطاردهم أينما يمموا في كل لقاء تربوي خاص أو عام تقريبا ... و لقد أحصيت تساؤلات كثيرة بأساليب مختلفة ، وصيغ متنوعة كلها أنهار متعددة تصب في السؤال الكبير التالي : " لماذا يدور في أروقة وزارة التربية و التعليم و إداراتها عبارة " ضعف الأثر الإشرافي "؟" ( كان ذلك بعد زيارة مدير عام التربية و التعليم بالمنطقة الشرقية لمراكز إشراف المنطقة ) و هم بهذا السؤال يحاولون جاهدين طمس هذه الصورة الكئيبة عن آثارهم الإشرافية ... و الحقيقة أن هذا الطرح لا يخلو من استغراب و تعجب شديدين . ففي الوقت الذي يُجْمِع فيه التربويون عامة و المشرفون التربويون ـ على وجه الخصوص ـ على الضعف الشديد و المأساوي في " المخرج " أو " الناتج النهائي" من العملية التربوية التعليمية في المملكة العربية السعودية بشكل عام ، نجد كثيرا من المشرفين يصرون على خطأ تلك العبارة التي تسم آثارهم الإشرافية بميسم الضعف . و أرجح الظن ـ عندي ـ أن هذه الصورة هي إحدى صور ( صراع الأضداد ) التي تعتمل بعيدا هناك في أغوار كثير من نفوسنا ... فنحن نقر بالنتيجة الخاتمة " ضعف المخرج التعليمي " و لا نعترف ـ في الوقت نفسه ـ بضعف آثارنا الإشرافية التي هي إحدى الأسباب ، و السبب و النتيجة هنا يتفاعلان تفاعلا متسلسلا ـ على حد قول علماء الذرة ـ و لست أدري كيف تكون نتيجة كتلك المعترف بها ، مع قوة و صلابة آثارنا الإشرافية ، إني لا أستطيع الجمع بين النقائض السابقة . فهل من جامع ؟! و الحقيقة المدوية ـ التي لا تتستر بجلباب المجاملة السلبية ، و لا تتوارى بحجاب العاطفة الوظيفية ،و المهمة الإشرافية ـ هي أن الأثر الإشرافي ضعيف حقا . بل يجب أن يكون ضعيفا ، و هذا هو الوضع الصحيح ـ مادامت النتيجة النهائية ضعيفة ـ ، إذا لو كان قويا لأصابتنا دهشة التناقض الصريح ... فالإشراف و المشرف التربوي حلقة من سلسلة طويلة من الحلقات يؤثر و يتأثر بها ، و لا غرابة أن ضعف بضعفها أو تقوّى بقوتها بشكل عام . و المشرف التربوي لا يتحمل وحده ذلك الضعف ، و أحيانا قليلة لا صلة له بهذا الضعف . و المُطلِع الجيد على أعمال و وظائف الإشراف التربوي قد يرى وجاهةً في قولنا هذا ... و من وجهة أخرى ، فلعل اختلاط المفاهيم ـ عند البعض ـ لعب دوره هنا أيضا ؛ فاختلط " ضعف الأثر الإشرافي " بضعف عمل المشرف التربوي مما أحدث ربكة ليست بالهينة عند كثير من المشرفين التربويين ، فهاهم يحاولون جَهدهم الدفاع عن جهدهم ... أما ما يخص أسباب ضعف الأثر الإشرافي ، فإنا لو ذهبنا نستقصيها لأعيانا ذلك لتداخلها و تفريعاتها ، و لكن هذا لا يمنع من ذكر بعضها على وجه العموم : 1) هوية الإشراف التربوي : إن عباءة الإشراف التربوي فضفاضة ، بلا هوية و بلا حدود ... و لا أعلم إن كانت المحاولات الأخيرة ستجدي نفعا ، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه ؟ و هذا السبب يتفرع منه تفريعات كثيرة : عن المهام و التكاليف الإشرافية ، عن مدارس التنسيق الإدارية ، و الأعمال الفنية ، عن تداخل الجهات الإشرافية المتعددة على الجهة الواحدة ، و لو أسهبنا لكثرة ( العنعنة ) 2) الضعف الشديد في تأهيل المشرف التربوي الجديد أو القديم أيضا : أسبوع من البرامج " الخطابية " و " الوعظية " ماذا عساها أن تقدم للمشرف التربوي الجديد ...؟ 3) النصاب العالي و المُجهد من المدارس و المعلمين ، و هذا بدوره يفضي لسبب آخر و هو قلة أعداد المشرفين التربويين ، و هذه القلة بدورها تفرز تساؤلات حولها فلماذا هذه القلة ؟ هل من إجراءات الاختيار ، أم النفور من الإشراف لكثرة الأعمال وغياب الحوافز ، أم هناك علل أخرى ؟. هذه مجموعة من الأسباب و على المشرفين التربويين أن يعيدوا صياغة سؤالهم المؤرق " لماذا يدور في أروقة الوزارة و إداراتها ضعف الأثر الإشرافي للمشرفين التربويين ؟ " و يستبدلوه بالسؤال العملي " لماذا هذا الضعف في آثارنا الإشرافية " فرق كبير بين السؤالين . أحدهما يقود للوم و العتب دون جدوى ، و الآخر يقود للبحث العملي عن أسباب القضية ... و أخيرا : أستطيع أن أقول ـ و أنا مطمئن ـ إن تفعيل مشروع " المعلم الأول " و لو بنسبة 50% سيمكننا من الاستغناء عن الدور الذي يلعبه المشرف التربوي حاليا ، و قد يتفوق نتيجةً . و لعل من المجدي نفعا أن يُقام هذا المشروع ـ و لو بالنسبة المذكورة ـ في المرحلتين المتوسطة و الثانوية ، و توجه جميع جهود المشرفين التربويين عن بكرة أبيهم لتصب في صالح المرحلة الابتدائية ، و على وجه الخصوص الصفوف الأولى منها ؛ لتوحيد الجهود أملا في تحسين مخرجات هذه المرحلة ... إن ما تطالعنا به الإحصاءات اليوم عن مستوى تعليمنا لأمر مؤرق و مقلق للغاية يجب أن نأخذه بعين الاعتبار و الجد ، أو اعتبارها مؤشرات على أقل تقدير ، و لو أن بعضها يرتسم الشك الفاضح في ثناياها ... و مع ذلك كله فلابد أن تغير أصابع الاتهام اتجاهها و تعود للداخل ؛ لنقوم بنقد ذاتي و مراجعة شاملة عوضا عن إضاعة الجهود في الردود.... هذا الموضوع من خلال عضويتي بمكتب التربية العربي لدول الخليج. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تعرف أن الحديث صحيح او ضعيف او موضوع؟؟ | محبكم في الله | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 4 | 08-30-2012 02:02 AM |
هل الشخص الطيب ضعيف الشخصية ؟؟؟ | بنت آل الشيخ | مواضيع الحوار والنقاش | 19 | 05-13-2011 11:33 PM |
هل أنت ضعيف الشخصية؟ أو هل تبحث عن شخصية اقوى؟ | هند آل فاضل | المواضيع العامة والإخبارية | 4 | 04-15-2010 03:48 PM |
ما اسهل الفعل وما اكبر الأثر | الأزدية | المواضيع العامة والإخبارية | 8 | 08-28-2009 02:39 PM |
(( مهم )) وضع الأبر في البنوك والسينما وغيرها لنقل مرض الايدز | روح البـــــداوه | المواضيع العامة والإخبارية | 1 | 04-24-2009 03:03 PM |