تحقيق صحفي قمت به و نشرته صحيفة الجزيرة

المتخصص في مجال ما يحتم عليه تخصصه أو أي نشاط يقوم به يرى أن فيه فائدة لغيره أو توضيح لأشياء غامضة أبرازه للعامه للأطلاع والفائدة .
ومن هذا المنطلق فقد قمت بتحقيق ومتابعه صحفيه عن تفاعل قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود كوني احد الطلاب الباحثين في هذا القسم , وقد قامت بنشره صحيفة الجزيرة الأثنين 27 ذو الحجة 1430 العدد 13591

وللتنويه فقط فقد ورد في التحقيق المسمى العلمي لي خاطئاً فقد نسب اسم دكتور لي والصحيح
هو الباحث يوسف علي العمري دون اي لقب علمي ..
اترككم مع التحقيق :


تفاعل قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود مع توقعات الزلازل بالشاقة
في المملكة 30 حَرَّة بركانية تشكلت خلال30 مليون سنة




عند رصد أي نشاط طبيعي قد ينجم عنه كارثة طبيعية بأية درجة كانت فإنه لابد أن تكون هناك عناصر رئيسة من جهات حكومية وعلمية بجانب سكان المنطقة مكان النشاط تكون مهمتها علاج ما يمكن للبشر علاجه وتفاديه، ولجامعة الملك سعود ممثلة بقسم الجيولوجيا جهود ملموسة لمعالجة النشاط الزلزالي الذي كان متوقعاً في حرة الشاقة يحدثنا عنه هنا الباحث الدكتور يوسف بن علي العمري..

عناصر المعالجة

قال العمري: في أي كارثة طبيعية (من زلازل أو براكين أو فيضانات أو انزلاق صخري أو عمليات غمر بحريه) تحدث في بلادنا لا قدر الله هناك أربعة عناصر تؤخذ في الحسبان وهي:

- سكان المنطقة التي حصلت فيها الكارثة وكيف يتم التعامل معهم.

- جهة إجرائية أو تنفيذية أو إغاثية وهي الدفاع المدني.

- لجنه أو جهة علمية تتولى دراسة وتقرير الحالة العلمية لتلك الكارثة أو الظاهرة الطبيعية.

- جهة أكاديمية.

نجد مع كل هذا أن سكان منطقة الكارثة هم بحاجة إلى رعاية وإسعاف والرعاية قد تكون بإسعافهم أو بتأهيلهم نفسياً وتوجيهياً.

أما الدفاع المدني هو الجهة التي تقوم بالإخلاء أو الترتيب وما إلى ذلك.

أما الجهة العلمية فتتولى دراسة واقع المنطقة علمياً وما يترتب على معالجة هذه الكارثة. وكذلك فإن الدور العلمي هنا هو نشر ثقافة الوعي بالحدث أو ما يسمى بالوعي العلمي، حسب الكارثة الطبيعية المتوقع حدوثها، وتوضيح الصورة بشكل عام من جميع نواحيها.

فمثلاً الزلازل، ما هي الزلازل؟ متى تحدث؟ وكيف تحدث؟ ولماذا تحدث؟ وما هي الآثار التي تنتج عنها؟ ما هي طرق الوقاية منها؟ والبراكين كذلك، ما هي البراكين؟ كيف تحصل البراكين؟ وما المتوقع؟ ومتى سوف تثور وما هي علامات ثورانها؟

كذلك في الفيضانات والسيول: من أين تأتي وكيف يكون اتجاهها؟ وما هي الأودية التي سوف تسيل فيها؟ لنتفادى الأخطار في كل ما سبق.

بالطبع، فإن المملكة العربية السعودية ولله الحمد فيها من الباحثين الجيولوجيين الكثير، وكل جيولوجي بلا شك سوف يتفاعل مع أي حدث جيولوجي يحدث في بلادنا الحبيبة، و يدلي برأيه العلمي وببحثه، وبإلقاء المحاضرات التثقيفية العلمية، ونشر المقالات العلمية، والتعاون من الجهات ذات العلاقة مثل: (هيئة المساحة الجيولوجية أو الدفاع المدني) وما إلى ذلك.

وهذا ما قام بعمله قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود بالرياض. ممثلاً بعدد من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في هذا المجال، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور: عبد الله العمري، رئيس قسم الجيولوجيا، والمشرف على مركز الزلازل بالجامعة والدكتور عبدالعزيز بن لعبون المتخصص في جيولوجية المملكة العربية السعودية والأستاذ الدكتور: محمد فنيس، والأستاذ الدكتور: عصام عبدالمتعال.

فعندما حدثت الأحداث الزلزالية في المنطقة كان قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود من المتفاعلين مع هذه الأحداث, وكان له دور مشرّف على الصعيد العملي والعلمي.

وقد قام محدثنا الدكتور العمري بإلقاء محاضرات توعية علمية وإعلامية مكثفة لأهالي العيص, وينبع البحر, وينبع النخل, لإعادة التأهيل النفسي للسكان لما حصل في حارة الشاقة. وكذلك قام بإعداد ونشر أبحاث علمية عن (زلزالية وبركانية العيص)، كما قام بعمل دراسة حقلية وجيولوجية للمنطقة. كما أنشأت الجامعة محطات رصد متنقلة في العيص تابعة لقسم الجيولوجيا.

وكان كذلك للأستاذ الدكتور: عبدالعزيز بن لعبون, المتخصص في جيولوجية المملكة العربية السعودية, وأستاذ البترول في جامعة الملك سعود - قسم الجيولوجيا, إسهامات واضحة في هذا المجال إضافة إلى زملائه الأكاديميين وتطرق إلى أبرزها, من خلال الإجابة على التساؤلات التالية:

- العيص هي مركز مهم يقع على الحافة الشرقية لحرة الشاقة التي هي واحدة من عشرات الحرات المنتشرة في الجانب الغربي من الجزيرة العربية وتمتد من عدن جنوباً مروراً بالمملكة العربية السعودية إلى الحدود مع الأردن إلى سوريا إلى جنوب شرق تركيا.

استخدمتم مصطلح (شريط النار) ما المقصود بذلك؟

- أطلقت مصطلح (شريط النار) على الحرات الممتدة من عدن جنوبًا إلى جنوب شرق تركيا شمالًا لأنه عبارة عن منكشفات لصخور نارية بركانية وتشبيها لها بمصطلح (حلقة النار) أو (حزام النار) في المحيط الهادي.

الحرات بالمملكة

ماذا عن حرات المملكة؟

- يوجد في المملكة أكثر من ثلاثين حرة بركانية بين منفصلة ومتصلة، وهي حرات من الصخور النارية التي ثارت أو تشكلت خلال الثلاثين مليون سنة الماضية.

أين حرة الشاقة من هذه الحرات أو (شريط النار)؟

- الشاقة إحدى الحرات الصغيرة في ذلك (الشريط)، وفي الحرة وحولها العديد من التجمعات السكانية منها القراصة وهدمة والنويبعة والشبحة والرويضات, وتمتد من الحرة أذرع وصلت إلى البحر الأحمر عند مدينة أملج، وتقع الحرة في منطقتين إداريتين هما: منطقة المدينة المنورة حيث يقع80% من الحرة ومنطقة تبوك حيث يقع20% من الحرة، وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن آخر بركان ثار في هذه المنطقة قبل حوالي ألف سنة.وتنتشر فيها العديد من الجبال البركانية وأكثر من 250 فوهة بركان من أشهرها (حلى أبو نار و نوير ونويّر)، وحرة الشاقة نفسها مقسمة إلى حرات أصغر منها حرة المقراة وزطرة والسطل والفراشة.

تابعنا دوركم الإعلامي عبر الصحافة والفضائيات.. ولكن ماذا عن عملكم الميداني في الحرة؟

- يحتم الواجب العلمي والعملي في مثل هذه الحالات القيام بدراسات ميدانية، وهذا ما تم بتوفيق من الله فقد قمت بثلاث رحلات جيولوجية لحرة الشاقة قمت خلالها بدراسات جيولوجية أرضية ومسح جوي وذلك باستخدام مروحية (هيلوكبتر) تابعة للمساحة الجيولوجية السعودية حيث تم الاطلاع على المظاهر الجيولوجية البركانية للحرة وتصوير تلك المظاهر.

ما هي نتائج تلك الدراسات؟

- تم توظيف نتائج تلك الدراسات الميدانية في عدة محاضرات ألقيتها في المدينة المنورة وأملج والرياض والمنطقة الشرقية حول الزلازل والبراكين وما إلى ذلك. وكذلك توثيق النشاط الزلازالي في حرة الشاقة من خلال شريط سينمائي (فيلم) بثته إحدى القنوات الفضائية.

كما تم جمع مختلف المعلومات حول الشاقة في ثلاثة كتب صدر منها كتابين: الأول بعنوان (العيص والزلازل) وهو من مطبوعات عمادة البحث العلمي بجامعة الملك سعود, والكتاب الثاني بعنوان (العيص وزلازل حرة الشاقة) وهو من مطبوعات (دار ووكالة ابن لعبون) والكتاب الثالث بعنوان (العيص.. الزلازل.. الرفق بالحيوان) لعله يصدر قريبًا.

الكتابان: الأول والثاني علميان.. ولكن ماذا عن الثالث؟

- تطرقت في هذا الكتاب إلى لمسات إنسانية لم يتطرق لها الإعلام ولم ينتبه لها، وهي لمسات تمثل إنسانية أهالي العيص برفقهم بالحيوان، فبعد أن خرج الناس من البلدة وتركوا حيواناتهم, فكان هناك رجال ونساء من اهتموا بالحيوانات وساهموا في إمدادها بالعلف والمياه. والكتاب يروي قصصا غريبة حول هذا الموضوع وكذلك خلجات وجدانية حول معاناة أهل حرة الشاقة.

مما سبق نستدل بأن جامعة الملك سعود بشكل عام وقسم الجيولوجيا بشكل خاص يهتم بما يدور أو ينتاب المنطقة من أحداث سواء زلزالية أو بركانية محتملة أو انهيارات أو فيضانات.

ولم تكن هذه الجهود جميعها وليدة الساعة أو أنها الوحيدة، بل نرى قسم الجيولوجيا في الجامعة حاضراً في أي حدث جيولوجي.

فعلى سبيل المثال، عندما سال وادي الرمة وأغرق مساحات شاسعة وتسبب في أضرار كبيرة أتصل مسؤولون في منطقة القصيم بالأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن لعبون ودعوه المشاركة بدراسة لوادي الرمة والقيام برحلة جوية على متن مروحية (هيلوكبتر) عسكرية, وقاموا بمسح وجولة جوية كاملة فوق الوادي وروافده, وقد ساهم الدكتور ابن لعبون في مادة تلفزيونية حول وادي الرمة كما ونشر عدداً من المقالات في عدد من الصحف والمجلات حول سيول وادي الرمة منها ما نشرته (أهلًا وسهلًا) مجلة الخطوط الجوية السعودية.

تطبيق ميداني حقلي

وضمن خطط قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود التطبيق الميداني والحقلي لما تمت دراسته نظرياً وتجسيدها عملياً على ارض الواقع, والتي تختلف من جولة ميدانية إلى أخرى فبعضها ما يسمى برحلة أو زيارة جيولوجية وتستمر لمدة يوم واحد ومنها ما يسمى بالجولات الجيولوجية والتي تستمر من الأربعة أيام إلى السبعة ومنها ما يسمى الحقل الجيولوجي ويستمر أكثر من ثلاثة أسابيع.

يتم من خلال هذه الدراسات والتطبيقات الميدانية والاستكشافية التعرف على المتكونات الصخرية في المملكة والأعمار الجيولوجية لها والرواسب الطبيعية وبيئات الترسيب والبيئات القديمة والحرات البركانية والتشققات والصدوع والمواقع الزلزالية والتعرف على الثروات الطبيعية في المملكة والمكامن النفطية, وكذلك هذه الجولات تتطرق إلى الجانب الحضاري والأثري في مملكتنا الحبيبة فلهذا الجانب نصيب من هذه الزيارات وخصوصاُ الباحثين في جيولوجية المملكة العربية السعودية (يعمّد الدكتور ابن لعبون على تسمية طلابه بالباحثين).

ومن هذا المنطلق قام ثلاثون باحثًا في مقرر جيولوجية المملكة الذي يتولى تدريسه والإشراف على مادته الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون عضو هيئة التدريس بقسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود بجولات جيولوجية ميدانية واستكشافية مكثفة في ثلاث مناطق هي منطقة الرياض ومنطقة القصيم ومنطقة حائل وتعتبر الرحلات الميدانية التي يقوم بها الدكتور ابن لعبون ومعه الباحثين من أهم الرحلات التي يقوم بها القسم و كذلك من ابرز الرحلات الجيولوجية في المملكة بشكل عام. شملت الجولة الجيولوجية الميدانية عشرات المحافظات في المناطق الثلاث هذه الجولة استمرت من يوم الثلاثاء 15-11-1430هـ حتى يوم الجمعة الموافق 18-11-1430هـ، واعتبرها من الجولات أو الرحلات الجيولوجية المكثفة الناجحة ولله الحمد التي عكست نتاجها وثمارها علينا كباحثين جيولوجيين . فمثل هذه الرحلات يستفيد منها الباحث الجيولوجي أشياء كثيرة . فهي تكسب الجيولوجيين خبرة في الدراسات الحقلية التطبيقية والصبر وحب اكتشاف الجديد وعدم التوقف عند ما وصل إليه من سبقنا ولكن أن نكون أفضل منهم, رغم أنهم سخروا وقتهم وجهدهم في جانب الكشف الجيولوجي . لكن لا يمنع ذلك من أن نستفيد منهم ونجعل آخر ما توصلوا له هو نقطة بداية لنا و نسخر كذلك وقتنا وجهدنا وشبابنا لكي نصل إلى ما نطمح ونطمع إليه ويصب في خدمة مملكتنا واكتشاف ثرواتها. وكان لا يعوق عملنا اليومي في هذه الجولة الجيولوجية الاستكشافية سوى شيء واحد فقط وهو غروب الشمس وانسدال الليل , ثم لا نلبث أن نتوجه إلى الميدان بعد بزوغ الفجر لنقوم ونعاود عملنا الميداني من جديد متنقلين من مكان إلى مكان حسب دراستنا الجيولوجية . ومع كل مكان نتنقل له نكتشف أن مملكتنا بها من الثروات والمعالم الجيولوجية ما يستحق الدراسة والبحث وتسخير الوقت والعلم من أجله.





رابط التحقيق بالجزيرة :


http://search.al-jazirah.com.sa/2009jaz/dec/14/th2.htm