لـــــــــــــن أنــــــــســـــــاك ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه كلمات كتبتها في والــدي (رحمه الله)

أبتى لن أنساك , أبتي انت رمز الوفاّ , أبتي اين انت لكي اُقبل كفيك , اين انت لكي اُقبل رأسك , اين انت لكي اتلاطف معك وتتلاطف معي , اين انت لكي أُحاورك وتحاورني , اين انت لكي افتخر بك في المجالس وبين زملائي وأقول هذا أبتى , وتكون رمزآ لي في حياتي وفي كل سيرتي , نعم..... لا زلت كذلك مهما كان الموت يحول بيننا فأنت رمزآ مجيدآ لى , وعنوانآ لا يختفي , وعلمآ لا يُمحىّ , انت من علمنى لغة التعامل مع الأخرين , وانت من زرع فيني الثقة والرزانة , وانت من وجهنى في هذه الحياة الصعب المسير فيها إلا من كان معه قصاص طريق او يعوم في بحر لا ماء فيه , أبتي كل يوم وانا اتذكر لك شي جديد, فإنك لم تمت عندي بل حيآ في قلبي وفي ذاكرتي , بحواسي أفتقدك , وبعقلي اتخيلك , وبقلبي ألقاك , وبخواطري أبكيك , فكم من يومآ باتت جفوني غريقتآ , وكم من يومآ افتقدت فيه كلمتك المعتاده(الصلاة الصلاة) , وكم انا افتقدتُ قولك اذا رحلت الى أي مكان (اوصيك ونفسي بتقوى الله والصلاة الصلاة) , أبتي أنت عنوانآ شامخآ لي , انت مربِيً لاانسى فضله علي , أنت شيخاً كُلاٌ يحترم قوله , نعم.... إنه الشيخ صالح بن عبدالله بن سلطان ال قاسم العمري (رحمه الله),إنه شيخاً معاصراً ومكافحاً,قلبه دائماً معلق بالمساجد ,فكم من ليالياً طِوالاً تحليت فيها بالصبروكان شعارك , وكم أياماً من الدهرعاّنيت فيها من مرضك وكنت طريحاً , وكم من خصاماً كثيراً قابلته ببرودتك , وكم من مصائباً تصديت لها بدعائك , كانت سيرتك عطره , وكان قولك هو قول الله ورسوله , وكـان فعلك هو أمر بالمعروف اونهي عن منكر, وكـان فـي وجـهـك شـىءً عجيب ...!!! تلك الأبتسامه التي تحلوه دائماً , حتى بعد موتك , أبتي ما أقول إلا رحمك الله, ورثنا منك كنوزاً كثيره لم يرثها اصحاب الأموال , ورثنا منك خيراً من الذهـب والماّس , نعم ..... ورثنا طيب الأخلاق , وقناعة المقسوم , ومحاسنة الجوار, والمصافحة وقت اللجاج , والعفو عند المقدره , حتى من صاحبك ورثنا مواصلته, ورثنا طيب هذه الشخصيه التى لم تكن في أي شخص, أبتي كنت رمزاً للكفاح , وحياتك دوحة للعطاّء , ونفسك زكيه , وروحك صافيه , ما أقول إلا تغمدك الله بواسع رحمته , وغفرالله لك , واسكنك فسيح جناته , وجعل قبرك روضةً من رياض الجنة , وأسال الله العلي العظيم ان يقدرنا على تخليد سيرتك العطره وأن نحذوا حذوك , ونسير على خطاك , وأن نحافظ على ماعلمتنا عليه , وان يجمعنا بك في جنات النعيم .

بقلم / يوسف بن صالح العمري







وأتقبل آرأكم بالرحب والسعه