عاد خالد الفيصل.. جاك الموت يا تارك الصلاة
لا يشك اثنان أن العقلية الإدارية الجبارة التي يملكها الأمير خالد الفيصل وراء تحول مدينة صغيرة ومنسية مثل أبها إلى واحدة من أهم المدن السياحية في العالم العربي، حتى أنها تجاوزت في جمالها وشهرتها مدينة الطائف التي كانت تعرف بمصيف الأمراء، فكان اختياره أميرا لمنطقة مكة المكرمة أحد القرارات الكثيرة التي تحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
لقد استطاع هذا الرجل الفذ منذ تنصيبه أميرا لمنطقة مكة المكرمة أن يفرض منهجية جديدة على المسئولين فيها، من خلال رسم خطة إستراتيجية للمنطقة فرفع شعار " نحو العالم الأول" ومعروف عن خالد الفيصل انه " قول وفعل" فكان الرجل المناسب في المكان المناسب وكما يقول المثل الشعبي " ما لها إلا رجالها".
الأمير خالد الفيصل يعرف جيدا مكانته لدى مواطني هذه المنطقة، ويعرف جيدا الآمال المعقودة عليه – بعد الله- في انتشال مدينة جدة من العالم العاشر إلى العالم الأول، والقضاء على السلبيات التي حولت جدة من عروس إلى عجوز شمطاء تحاول يائسة أن تستعيد شبابها الذي ضاع بين أمانتها ووزارة المالية.
إن الحزم والشدة مع قوة الإرادة والتخطيط التي أظهرها الأمير خالد الفيصل منذ أن لامست قدماه منطقة مكة، أظهرت للمسئولين أنهم أمام شخصية مختلفة، في إدارتها، وفكرها، ودقة ملاحظاتها، وحساسيتها تجاه الأخطاء، وهذا ما يجعلهم الآن يحسبون ألف حساب لمَ ستحمله في جعبتها الأيام القادمة وربما الشهور، لان أميرنا عودنا على عدم الاستعجال في اتخاذ القرارات، خاصة أمام حدث كان من المفترض أن يزيد أهالي جدة بهجة وسرورا، لكنه تحول إلى كارثة فأصبحت سرادق العزاء منتشرة في معظم أحياء جدة مع أول أيام عيد الأضحى.
لا يخالج أحد شك أن هذه الكارثة لن تمر على سموه مرور الكرام، ولن يقبل أن تذهب أرواح الناس دون محاسبة المتسببين، وهذا ما يجعل أهالي جدة يرددون
" خالد الفيصل عاد إلى جدة.. جاك الموت يا تارك الصلاة ".