![]() |
|
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه أجمعين أما بعد
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل مكة، فداروا كما هم قِبَل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن يتحوَّل قِبَل البيت رجال قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم) [البقرة: 143]. إن الله سبحانه وتعالي أراد لهذه الأمة أن تكون متميزة متفردة عن باقي الأمم متميزة في منهجها متميزة في عقيدتها متميزة في شعائرها متميزة في مظهرها ولباسها وتأتي هذه الحاثة حادثة تحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي الكعبة المشرفة لتسير بالأمة علي طريق التميز والتفرد إذ جمع الله لهذه الأمة كل عناصر التميز فجمعت بين القبلتين وربطت بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصي ، فاتجاه المسلمين إلى بيت الله الأول هو تميزٌ للمسلمين، هو وراثة الفضل من الله تعالى، فتحويل قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ودعوا له بالأمن والرزق والبركة والحفظ لهو السياق الطبيعي المنطقي مع وراثة المسلمين لدين إبراهيم وعهده عليه السلام مع ربه سبحانه، وهو المنهج الذي يميز أمة الشهادة، فيربطها بأصولها وتاريخها وعقيدتها، ويمنحها القيادة التي خُلقت لها وأُخرجت للناس من أجلها، فلها تميزٌّ في الجذور والأصول، وفي الأهداف والغايات، وفي الراية والوجهة. وهذه الخصوصية وذلك التميز هو ما كان يسعى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو الله تعالى لأجل الحصول عليه. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أول ما نُسِخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام، فكان يدعو وينظر إلى السماء، فأنزل الله تبارك وتعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء) إلى قوله: (فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة: ويذكر القرآن بعد عرض هذه الحادثة يذكر ما امتن الله به علي هذه الامة ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ) .يقول صاحب الظلال في تفسيرة : الآن يجيء تحويل القبلة في أوانه . تحويلها إلى بيت الله الأول الذي بناه إبراهيم . لتتميز للمسلمين كل خصائص الوراثة . حسيها وشعوريها ، وراثة الدين ، ووراثة القبلة ، ووراثة الفضل من الله جميعاً . إن الاختصاص والتميز ضروريان للجماعة المسلمة : الاختصاص والتميز في التصور والاعتقاد؛ والاختصاص والتميز في القبلة والعبادة . والجماعة المسلمة التي تتجه إلى قبلة مميزة يجب أن تدرك معنى هذا الاتجاه . إن القبلة ليست مجرد مكان أو جهة تتجه إليها الجماعة في الصلاة . فالمكان أو الجهة ليس سوى رمز . رمز للتميز والاختصاص . تميز التصور ، وتميز الشخصية ، وتميز الهدف ، وتميز الاهتمامات ، وتميز الكيان . والأمة المسلمة - اليوم - بين شتى التصورات الجاهلية التي تعج بها الأرض جميعاً ، وبين شتى الأهداف الجاهلية التي تستهدفها الأرض جميعاً ، وبين شتى الاهتمامات الجاهلية التي تشغل بال الناس جميعاً ، وبين شتى الرايات الجاهلية التي ترفعها الأقوام جميعاً . . الأمة المسلمة اليوم في حاجة إلى التميز بشخصية خاصة لا تتلبس بشخصيات الجاهلية السائدة؛ والتميز بتصور خاص للوجود والحياة لا يتلبس بتصورات الجاهلية السائدة؛ والتميز بأهداف واهتمامات تتفق مع تلك الشخصية وهذا التصور؛ والتميز براية خاصة تحمل اسم الله وحده ، فتعرف بأنها الأمة الوسط التي أخرجها الله للناس لتحمل أمانة العقيدة وتراثها . . إن هذه العقيدة منهج حياة كامل . وهذا المنهج هو الذي يميز الأمة المستخلفة الوارثة لتراث العقيدة ، الشهيدة على الناس ، المكلفة بأن تقود البشرية كلها إلى الله وليس التميز في الدنيا فقط بل يشمل الآخرة أيضا وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلَّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته" قال: فذلك قوله: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } (1) . عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجيء النبي يوم القيامة [ومعه الرجل والنبي] (6) ومعه الرجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه، فيقال [لهم] (7) هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال [له] (8) من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيدعى بمحمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا" فذلك قوله عز وجل: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } قال: "عدلا { لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } " (9) . وأخيرا يجب علي هذه الأمة أن تكون علي مستوي هذا التميز الإلهي الذي منحه الله إياها وأن تقود البشرية جميعا وأن تعمل علي تمكين دين الله تعالي فهذه هي المهمة التي خلقها الله من أجلها ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه الشيخ / محمد أيوب ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القبله وين بالضبط ..!! | تراتيــــل | الصور والأفلام والفلاش | 5 | 09-01-2012 01:18 AM |
تحديد اتجاه القبله .. | نواااااره | كمبيوتر | 6 | 02-14-2012 10:08 PM |
الحالات التى يسقط فيها استقبال القبله | عادل عبد المنعم | رياض الصالحين | 10 | 11-09-2010 05:08 PM |
اخطر طريق في العالم ( طريق الموت ).....صور | خربطلي | الصور والأفلام والفلاش | 14 | 09-18-2010 11:23 PM |
قبله تلوا القبله على الذكريات | سفير الحب | عطر الكلمات | 1 | 06-04-2004 06:25 PM |