كيف تكسب مناقشة أو حواراً

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






هل سبق لك أن تعرضت لنقاشٍ ساخنٍ مع أحد من الأشخاص؟؟
ولكنك خرجت منها مهزوماً حزيناً.



هل سبق لك أن تعرضت لمشادةً كلامية مع أحد بسبب حواراً أو مناقشةً كلاميةً؟؟
رغم أنك محقاً وعلى صواب.



هل سبق لك أن تحول الحوار الهادئ إلى معركة شرسةً لإرضاء غرورك أو لدفاع عن وجهة نظرك؟؟
رغم المحبة والتعاطف الذي يسود بينكما.





ربما يحدث ذلك ولكن أعلم أنك إن حصل لك شيء من ذلك فإنك لست مناقشاً جيداً على الإطلاق! أو أنك لا تعرف طريقة المناقشة المثمرة.






إذ أن المناقشة و الحوار الهادف يزيد من ثقافة الشخص و تعلمه وتطوره, ولكن إن شعرت أن الحوار عقيم أو لا يفيد أو ليس بذلك الأهمية بسبب الظروف المحيطة أو بسبب أخلاق الشخص ذاته فليس من الضروري أن تفتحهُ أو تتحاور فيه بل فكر في إغلاق المناقشة كما قال رسولنا الكريم: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان محقاً).







الآن هل تريد أن تكون مُناقِشاً جيداً أو مُحاوِرَاً جيداً بحيث تستطيع أقناع الطرف بدون جرحه أو إحراجه وفي الوقت ذاته تكون محقاً وعادلاً و قوياً, إذاً هيا بنا لنبحر في عالم فن التحاور والتناقش الهادف و البناء.






1)اتركه يتحدث حتى ينتهي ولا يبقى لديه ما يقوله أو يضيف حتى لا تشعر بأنك لم تفهمه فالمقاطعة أثناء الحديث يبقيه مشغولا ذهنياً لأنه يريدك أن تفهم وجهة نظره وبالتالي لن تحضي بأي اهتمام من قبله بل سيتحفز نفسياً إلى عدم الاستماع منك ولأنه مشغولا في كيفية الحديث وليس الإنصات وبالتالي لن تستطيع أن تفهمه وجهة نظره وفي هذه الحالة تكون قد خسرت الحوار أو المناقشة.






2) حاول أثناء حديثك معه بأن تعيد بعض الجمل التي ذكرتها, أو تطلب منه إعادة بعض ما قال فهذا يزيدك ثقة في نفس صاحبك بأنك محاورة عادل وبالتالي يقلل الحافز العدائي من ناحيتك.








3) قبل الجواب على السؤال الموجه لك, تعمد بأن لا ترد مباشرةً, وحاول بأن تتظاهر بالتفكير وإن كانت الإجابة تحضرك, فإن ذلك يدل على اهتمامك بالسؤال أو بصاحبه أو بما قال وبالتالي تنفي فكرة الهجوم العدائي في عقل الشخص الذي أمامك.








4) لا تحاول بأن تبين لصاحبك بأنك محقا 100% وإن كنت كذلك, بل حاول بأن تذكر بعض النقاط التي قالها و تأييدها والاقتناع بها , فإن ذلك يزيد صاحبك ميلاً لك وتأييداً لك, وتذكر هذه العبارة ((أنا أقدر ما تقول وأشاركك الشعور)).








5) احذر الانفعال أو التهور في الحديث أو عرض وجهة نظرك بطريقة طائشةٍ أو غير مهذبة, فإن ذلك قد يخرج صاحبك من الحوار بصمت وعدم الاقتناع بما قال وعدم العمل برأيك.







6) إذا أردت أن تأتي بدليل يصدق كلامك فاحذر من أن تكون من تجاربك الشخصية فإن ذلك يقلل من مصداقية كلامك أمامه, لأنه رأي ودليل شخصي قد لا يقتنع به, ولكن اذكر تجارب أشخاص مشهورين وكلام صادر من الكتب أو من القرآن أو من السنة النبوية فإن ذلك أحرى أن يصدق ويقتنع بما تقول والعمل به.







7) كون ماهراً في فن الحوار الناجح والفعال بعدم إحراج صاحبك بإقراره بوجهة نظرك واعترافه بذلك بأن تترك له مخرجاً لطيفاً من وجهة نظره المخطأة, بان تبين أن وجهه نظره صحيحة ولكنه لم يستطع أن يوضحها كما قال أو أن وجهة نظره (جزء منها صحيحة) أو أنها ليست غير صحيحة بل على العكس من ذلك, أما الهجوم المباشر أو غير المباشر كالاستهزاء أو السخرية من وجهة نظره فإن ذلك سيدفعه لا إرادياً بالتمسك ورفض كلامك لأنه الاعتراف بها في مثل هذه الحالة ستظهر ضعفه وهزيمته وهذا ما لا يريده وإن كلفه الأمر اكبر من ذلك.







وأخيرا لا تنسى بأن تكون مبتسماً ومرناً وغير حاداً في الحديث فإن ذلك يزيد شجاعة وقوة إلى قوتك.