#1
|
||||||||
|
||||||||
هيا بنا نتفاءل
هيا بنا نتفاءل
عبد الله بن سعيد آل يعن الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد : فالحياة تحمل في طياتها زخم كبير من المصاعب والمتاعب ، فتارة تجعل الإنسان في زنزانة الهموم والغموم ، يصول ويجول فيها بنفسية متعبة ، وآمال محطمة ، وتفكير ممزق ، حتى يجني من ذلك الشقاء واليأس والإحباط . ينبغي على المؤمن أن يوقن بأن حال المشقة والتعب والآلام والمصائب أمر طبيعي في حياة الإنسان ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره :قال علماؤنا : ( أول ما يكابد الإنسان قطع سرته , ثم يكابد الضيق والتعب , ثم يكابد الارتضاع , ولو فاته لضاع , ثم يكابد نبت أسنانه , وتحرك لسانه , ثم يكابد الفطام , الذي هو أشد من اللطام , ثم يكابد الختان , والأوجاع والأحزان , ثم يكابد المعلم وصولته , والمؤدب وسياسته , والأستاذ وهيبته , ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه , ثم يكابد شغل الأولاد , والخدم والأجناد , ثم يكابد شغل الدور , وبناء القصور , ثم الكبر والهرم , وضعف الركبة والقدم , في مصائب يكثر تعدادها , ونوائب يطول إيرادها , من صداع الرأس , ووجع الأضراس , ورمد العين , وغم الدين , ووجع السن , وألم الأذن . ويكابد محنا في المال والنفس , مثل الضرب والحبس , ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة , ولا يكابد إلا مشقة , ثم الموت بعد ذلك كله , ثم مساءلة الملك , وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله , إلى أن يستقر به القرار , إما في الجنة وإما في النار) ومع تنوع الآهات والزفرات والمتاعب ، يظل التفاؤل له رونقا من نوع آخر - يكفي بأنه يزرع الأمل - يكفي بأنه يعمق الثقة في النفس ~ يكفي بأنه يدفع للنشاط والعمل - . إن أعظم أمر في التفاؤل هو حسن الظن بالله والتوكل عليه ، فذلك باعث على أن وراء المحنة والمصيبة فرج قريب ، و يسر رهيب ، و أجر كبير ، فإذا أوكل الإنسان نفسه لربه ، واتسم بالرضا على القضاء ، وتحلى بالصبر ، وتسلح بالدعاء ، فإن ذلك يقود لحالة نفسية إيجابية تقاوم أحزان الحياة وآهاتها ، وتدكدك جبال اليأس وقشورها . مهما أظلمت عليك الدروب فحدث نفسك على التفاؤل ، فإن ذلك أجمل حديث للنفس في ظل الظروف والمصائب ، وليكن هذا الحديث موضوعيا بحيث لا يُبنى على نتائج مثالية ، فيكفي من حديث النفس بالتفاؤل الراحة والسعادة والأنس ، ولو حصلت النتيجة المرجوة ، كان لذلك لذة لا يطعمها اليائسين المحبطين . ما أجمل التفاؤل في زمن الشدائد فهو يحيى الآمال في جوف الآلام ، ويسكب طعم لذة الفرج بعد ظمأ التعب والأرق ، ويعيد الحياة المشرقة والإبتسامة الناصعة . إذا ً ارفع شعار " أنا متفائل " حينئذ نقول : وداعا للحزن " وداعا للأسى " وداعا للألم " وداعا لليأس فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل . استودعكم الله ~ ومضة ~ *أحط نفسك بالمتفائلين* منقول كما هو. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أمل وتفاءل | سد الوادي | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 10 | 11-23-2012 12:32 PM |