مضى نصف رمضان ...

أحبائي.. شهر الغفران قد انتصف.. ونصفه قد انصرف.. تنقص دقائقه فعلينا أن نعمل بجهد وشغف.. فهل لنا من بعده خلف.. وهل منا من عمل بما عرف.. وشد مئزره لنيل الشرف؟
انتصف رمضان.. نعم قد انتصف.. كلنا لا نصدق ذلك!.. بالأمس كنا نطالع الأخبار ونستمع لطلب رؤية الهلال.. فبدأ شهر الغفران وعتق الرقاب من النيران.. فيه شياطين مصفدة و شهوات مقيدة..
مضت الأيام مسرعة فأتتنا بك يا خير الشهور.. كم كان ذلك جميلاً.. شكراً يا رب على رمضان.. شكرا يا ذا الجلال.. شكراً يا ذا الجمال.. شكراً يا ذا الكمال ..
ولكن.. مضى نصف رمضان.. بقيت ليال معدودة.. فيها فضائل ممدودة.. وبركات موعودة.. وأعمال محمودة.. انتصف شهر القرآن.. وأخشى أن يرحل مسرعاً.. أقسمنا أن نلحق بك.. أقسمنا أن لا تفوتننا مهما أسرعت.. حتى لو مررت مر السحاب.. فلم يبق إلا أيام ويغلق الباب.. فترحل يا شهر الرحمات.. يا موسم النفحات.. يا أشرف الأوقات..
تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما صعد المنبر فقال: (آمين.. آمين.. آمين) فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن تأمينه فقال: (أتاني جبريل فقال رغم أنف امرء ذكرت عنده فلم يصل عليك، قل آمين فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرء أدرك رمضان فلم يغفر له فقل آمين فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرء أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقل أمين فقلت آمين).
اللهم إنا نسألك صحة في إيمان، وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية.. ومغفرة منك ورضوان.. اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء و لا الحاسدين.. اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك.. يا حي يا قيـوم برحمتك نستغـيث.. أصـِلح لنا شأننا كـله ولا تكـلنا إلى أنفسنا طرفة عـين ولا أقل من ذلك.