كيف تحكم على الشخص من وجه

إذا لم تتعلم فراسة الوجوه ولم تقرأ باستفاضة في تحليل الوجوه فكيف تكون انطباعك عن الآخرين من خلال وجوههم؟ البعض سيدعي أن لديه موهبة (ربانية) والبعض سيدعي أن لديه حاسة غير عادية والبعض سيدعي خبرة الحياة وتجاربها، وفي النهاية لن يستطيع أحد معرفة حدود ومستوى هذه (القدرات) بسبب عدم وجود أساس علمي، سأذكر بعض طرق الأشخاص الذين واجهتهم في تكوين الإنطباعات عن الشخصيات من مجرد النظر والتي تخالف مدرسة علم الفيسيونومي الحديث (علم فراسة الوجوه الحديث):

أولا: تكوين الإنطباع بمقارنة وجه الشخص بوجه حيوان معروف بأخلاق وطباع معينة، وهي مدرسة قديمة في فراسة الوجوه تكلم عنها العرب والغرب.




مثال 1: هناك شخص تجد في نفسك أن وجهه قريب من وجه الخنزير فتأخذ إنطباعا عنه بالدناءة وضعف الهمة والحقارة التي يحملها الخنزير.
مثال 2: هناك شخص تجد في نفسك أن وجهه بهيئة قربية من هيئة الحمار فتأخذ انطباعا عنه بالغباء والسذاجة والبلادة التي يحملها الحمار.
مثال 3: هناك شخص تجد في نفسك أن وجهه بهيئة قربية من هيئة النسر فتأخذ انطباعا عنه بالحقد والحسد والوقاحة والتكبر التي يحملها النسر. وقد يختلط الإنطباع السلبي بالإيجابي كالدقة والحذر والجرأة إلى جانب ما سبق.

قد تشكل انطباعا إيجابيا بدلا من الإنطباع السلبي:
مثال 1: هناك شخص تجد في نفسك أن وجهه بهيئة قربية من هيئة الأسد فتأخذ انطباعا عنه بالقوة والإعتزاز بالنفس والقدرة على تحمل المسئوليات.
مثال 2: هناك شخص تجد في نفسك أن وجهه بهيئة قربية من هيئة الخروف أو الحمل (الوديع) فتأخذ انطباعا عنه بالطيبة والتلقائية والصراحة والهدوء، وقد اعتاد العرب على استعارة صفات الجمال من الحيوانات كعيون الغزال والمها لوصف جمال عيون البشر في الأنثى، والحديث في هذا يطول.




ثانيا: تكوين الإنطباع بما اتفق عليه العرف السائد والعادة والدين وما يزرعه الإنفتاح والتطور من قيم وسلوكيات جديدة:

مثال 1: وجود السجدة على جبين شخص يعطي انطباعا بالإلتزام الشديد بالدين الإسلامي إلى أعلى المراتب.
مثال 2: وجود اللحية تعطي انطباعا لدى البعض بالصلاح والإلتزام بالدين.
مثال 3: قص اللحى والشوارب والشعر بطريقة وشكل معين يوحي بنمط الشخص (متحرر، لايحب التقليد، متابع جيد للموضة، شبابي...الخ) أو كبر حجم الشوارب وكونها مفتولة يعطي انطباع بالرجولة الكاملة أو القوة والسيطرة والحزم (في السابق كان هذا الإنطباع أكثر وضوحا).
مثال 4: شكل الحواجب وترقيقها يعطي انطباعا أكثر بالشبابية والأنوثة.

ملاحظة: هناك مثل كويتي عامي يقول: "كل يرى الناس بعين طبعه" أي كل شخص يرى طبع الآخر بالطبع الذي هو فيه، وأقرب منه قول الشاعر: ما أنا إلا كمن يعاني أرى حبيبي كما يراني، ومثله عند أهل البرمجة اللغوية العصبية perception is projection أو ما تراه في عالمك الخارجي هو اسقاط أو انعكاس لما بداخلك (عالمك الداخلي). أعتقد أن هذه القاعدة ليست عامة وذلك لأنه ببساطه الوجوه له سيماء تعرف بها مذكورة في القرآن والسنة واشتهر بها الكثير من العرب، فأهل الصلاح- مثلا- بهم سيماء في وجوههم من أثر السجود، راجع المقال الأول، والثاني بهذا الخصوص.




ثالثا: الإحساس الداخلي:
وهو الناتج عن الحصيلة المعرفية وأخلاق الشخص وتربيته، فكل شخص ينظر من منظاره الخاص وتوجد فلاتر (مرشحات) تدخل فيها المعلومات وتعالج ثم يخرج الإنطباع الأول في لحظات، وقد يكون هنالك حكم مسبق مخبأ في عقل كل واحد فينا. التمرين التالي يبين لك كيف تحكم على الشخص الآخر بدون علم (بدون أسس علمية) و يطرح تساؤلا هل الإنطباع الأول هو الإنطباع الأخير first impression is the last impression:

انظر لصورة هذا الرجل، ما هو انطباعك الأول الذي تسجله عنه عندما تراه (فقط) في الشارع أو السوق أو مكان العمل؟





- هل هو شرير أم طيب؟
- هل هو ذكي أم غبي؟
- هل هو حقود و حسود أم يتمنى الخير للآخرين؟
- هل هو صعب التعامل أم سهل التعامل؟
- هل هو هاديء أم عصبي؟
- هل هو بسيط أم معقد؟
- هل هو متأني أم متسرع؟
- هل هو شديد التحمل أم ضعيف التحمل؟
- هل تتوقع أنه غني أم فقير؟
- هل تتوقع نبرة معينة لصوته ذات دلالة معينة لديك؟
- هل تتوقع شكل ولون معين لأسنانه وعيونه إذا اقتربت منه بما فيه الكفاية؟
- هل تتوقع علامات مميزة ذات دلالات معينة على بشرة وجهه إذا اقتربت منه بما فيه الكفاية؟
- هل تتوقع أنك ستشتم منه رائحة معينة (رائحة طيبة أو غير طيبة)؟
- هل تتوقع علامات وإشارات اخرى لها دلالات في نفسك؟


الآن قدر بنسبة مئوية جانب الطيبة والشر عند هذا الرجل قبل أن تتعامل معه (الإنطباع)؟
مثال: طيبة 50% وشر 50%

ولنفترض أنك قمت بالتعامل مع هذا الشخص لفترة وجيزة ووجدته خلاف توقعك (خلاف الإتطباع الذي شكلته) فإلى ماذا ترجع ذلك أو ماذا تقول بينك وبين نفسك؟

- صدفة أن تكون مثل هذه الأشكال طيبة (حالة خاصة أو شاذة)!
- صدفة أن تكون مثل هذه الأشكال شريرة (حالة خاصة أو شاذة)!
- تعترف أن انطباعك وتقديرك خاطيء (احساسك خانك هذه المرة)!
- تقر أنك قاريء غير جيد بالمرة لوجوه الآخرين!
- انطباعك صادق (احساسك لا يكذب)، لكن هذه النوعية من الأشخاص لا تظهر طباعها الحقيقة بهذه السهولة!

في كل الحالات.. أنت بحاجة لدارسة علم الفيسيونومي (فراسة الوجوه) وفق أسس علمية..
وشكرا .