جسر الجمرات

بدأت السعودية أمس عمليات هدم جسر الجمرات في منى واعادة بناء جسر متطور مكون من طابقين ودور تحت الارض مخصص للخدمات المساندة للحد من التزاحم.
وكشف الدكتور اسامة البار عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج، لـ «الشرق الأوسط»، عن زيادة في عرض الجسر بمقدار 20 مترا، ليصبح العرض الكلي بمساحة 100 متر، ليتسع لعدد 250000 حاج رام في الساعة، واضاف البار ان الجسر الجديد سيزود بنظام تفريغ آلي للحصى من الاحواض، ونظام آلي لنظافة الجسر، الى جانب نظام متطور للطوارئ. وتوقع البار ان تكتمل الصورة النهائية للجسر في عام 1428هـ.وتنطلق أعمال البناء في جسر الجمرات ليتسع لأكثر من خمسة ملايين حاج، وقد شرعت شركة بن لادن السعودية القائمة بالمشروع قبيل انطلاق موسم الحج الحالي، بهدم الجبال المجاورة للمشاعر المقدسة، وذلك للانتهاء من المرحلة الثانية التي تتلخص بإنشاء الدورين السفلي والأول قبيل انطلاق موسم الحج المقبل.وسيتم خلال مراحل العمل على تطوير جسر الجمرات إنشاء نفق شمال منطقة جسر الجمرات بستة مسارات، وذلك لنقل الحركة من شرق مكة إلى غربها، وربطها بالطرق المرتبطة بسوقي العرب والجوهرة في مشعر منى لفك الاختناقات والازدحامات الواقعة على امتدادي الطريق.ويتوقع أن يسهل تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر الجمرات حركة نزول الحجاج في المشاعر إلى أسفل الجسر، وبذلك يتم فصل حركة المشاة عن السيارات على طريق النفق الجديد.وسيحتوي المشروع على عدد من الأدوار المتكررة، والسلالم، ومهيبط للطيارات، ومواقع للإخلاء الطبي والإسعاف، بالإضافة إلى إنشاء أنفاق للمشاة من الجهة الغربية لتفويج حركة الحجيج.

ويأتي موقع الدور الأول للجسر الذي سيتم الدخول إليه من جهة منى عبر منحدرين يواجهان طريق المشاة الشمالي وطريق المشاة الجنوبي، مع إمكانية جيدة لرؤية الدور الأرضي.

ويتم الدخول للدور الثاني في مشروع تطوير جسر الجمرات للقادمين من مكة المكرمة وعبر منحدرين، الأول شمالي جهة شارع الحج، والثاني جنوبي جهة ريع صدقي.

ويتم الوصول للدور الثالث من جهة منى عبر منحدر يبدأ من جهة طريق الملك فهد وبواسطة خمسة مبان تضم سلالم متحركة وسلالم عادية. والدور الرابع الذي يتم الوصول إليه من جهة الجنوب للمشاعر المقدسة عبر منحدر ربوة الخيف على شارع الملك عبد العزيز.وكان الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وزير الحج، اشار الى خطة تطويرية تعقب موسم حج هذا العام للقضاء على المشاكل التي تواجه ضيوف الرحمن عند رمي الجمرات، وترتكز الخطة على توسيع الساحات المحيطة بجسر الجمرات بتكلفة اربعة مليارات ريال بمكرمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وقال الشيخ عبد المحسن العبيكان، وهو احد متابعي المشروع، ان تطوير منطقة الجمرات قد وجد مساندة من هيئة كبار العلماء في السعودية بغية ضمان سلامة الحجاج ودفع الضرر عنهم، وابان ان المشروع التطويري الذي سينفذ سيشمل قيام جسرين من خمسة ادوار قابلة للزيادة مستقبلا، واعتبر المشروع حلا عمليا لمعضلة تدافع الحجيج.أشكال مستحدثة لحوض الجمراتمن ناحيتها كانت الجمعية السعودية للهندسة المدنية قد خرجت بمقترح يتمثل في انشاء جسور متعددة الطوابق تساعد في توزيع الحجاج، بحيث يشمل 10 مداخل و12 مخرجا مع التركيز على اشكال مستحدثة لحوض الجمرات.

يذكر ان الجمرات مرت عبر التاريخ منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى عهد الجاهلية، ثم عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا، بمراحل عدة، وكانت أحواض الجمرات لا تتعدى منطقة صغيرة محددة بارتفاع صغير من تراب ونحوه، وكانت جمرة العقبة تلتصق بجبل إلى عهد قريب.

ولم تكن الشواخص الحالية معروفة إلا من عهد قريب، إذ بدت الحاجة ملحة لها بازدياد أعداد الحجاج، وربما كانت بداية نشأتها في العهد العثماني، وكانت جمرة العقبة عبارة عن جدار ملتصق بالجبل من خلفها·وتبلغ مساحة منطقة الجمرات نحو 20 هكتاراً، حيث تقع جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) الأقرب إلى مكة المكرمة في نهاية مشعر منى من جهة الغرب، تليها الجمرة الوسطى، التي تبعد عنها حوالي 238 متراً في اتجاه منى، ثم الجمرة الصغرى، وهي الأقرب إلى منى، على بعد 151 متراً تقريباً من الوسطى·ومع ازدياد عدد الحجاج وضيق الساحة من حول الجمرات، إذ كانت الدور السكنية تلتف حولها وبالقرب منها، تكررت الحوادث بسبب الازدحام الشديد، مما حدا بالمملكة العربية السعودية إلى بناء جسر للجمرات يوفر إمكانية الرجم على مستويين في عام 1975. وتمت توسعة دائرة الرجم في المستوى العلوي ليصبح قطرها حوالي 15 متراً، بينما ظلت دوائر الرجم في الدور الأرضي على حالها السابق بقطر حوالي6 أمتار، وبلغ طول الجسر حوالي 924 متراً من بداية منحدره إلى نهايته، وذلك للوصول إلى حد مناسب لصعوده من قِبل العجزة وكبار السن.



ونشكر منى كمال ادريس على سماحها لنا بالنقل مع تحيات د-زكريا