كيف تتعامل مع غاضب ؟
كلام من ذهب كتبه ابن الجوزي رحمه الله ونقلته لكم:
كيف تتعامل مع غاضب
متى رأيت صاحبك قد غضب ،وأخذ يتكلم بما لا يصلح،فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرا ،ولا أن تؤاخذه به ، فإن حاله حال السكران ،لا يدري ما يجري ، بل اصبر لفورته ،ولا تعوّل عليها ،فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع قد هاج ،والعقل قد استتر .
ومتى أخذت في نفسك عليه ،أو أجبته بمقتضى فعله ،كنت كعاقل واجه مجنوناً ، أو كمفيق عاتب مغمي عليه ، فالذنب لك .
بل انظر بعين الرحمة، وتلمح تصريف القدر له ،وتفرّج في لعب الطبع به ،وأعلم أنه إذا انتبه ، ندم على ما جرى ،وعرف لك فضل الصبر .
وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به .
وهذه الحالة ينبغي أن يتلمّحها الولد عند غضب الوالد ، والزوجة عند غضب الزوج ، فتتركه يشتفي (يذهب غضبه )بما يقول ،ولا تعوّل على ذلك ، فسيعود نادماً معتذراً.
ومتى ما قوبل على حالته ومقالته ،صارت العداوة متمكنة ،وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر .
وأكثر الناس على غير هذا الطريق متى رأوا غضبان ، قابلوه بما يقول ويعمل ، وهذا على غير مقتضى الحكمة ، بل الحكمة ما ذكرته ، قال تعالى ( وما يعقلها إلا العلمون) .
|