الإحتراف السعودي خارجياً متى يكون جدياً ؟؟ بقلم مصطفى الاغا
اعرف أن هذه المقالة قد لا تجد إستحسانا لدى بعض ( المتعصبين لبعض النجوم ) ولكن الحقيقة يجب أن تُقال وأنا اتكلم عن الحقيقة المجردة وليست الحقيقة التي نلونها بألوان أنديتنا وميولنا وآرائنا الشخصية ......
شاهدنا مؤخرا إنتقال حسين عبدالغني من الأهلي لنيوشاتل السويسري وهذه لها مقالة منفردة وسمعنا بورغبة فلومينيسي البرازيلي بضم ياسر القحطاني وقبلها رغبات رومانية وانكليزية وإيطالية وإسبانية بضم هذا اللاعب أوذاك ولكن الحقيقة المسجلة في كتب التاريخ أن الإحتراف الحقيقي الوحيد في تاريخ الكرة السعودية خارج المحيط العربي ( القطري) كانت لفؤاد أنور في الصين ( رغم تواضع التجربة والمكان ) ولم تنجح محاولات سعيد العويران ولا فهد الغشيان ولا حتى سامي الجابر وياسر القحطاني ولاغيرهم وهذا ليس إنتقاصا من موهبة هؤلاء ولكن ظروفهم المحلية عادة ما تكون أريح بكثير من حوافز الإحتراف الخارجي.
وقد سمعنا مؤخرا إدارة الهلال تقول إنها لن تفرط بياسر حتى مقابل خمسين مليون يورو وهنا نحن لانتحدث عن إحتراف خجول لمباراة أو إثنتين أو لفترة محدودة ورغم قناعتي أن اللاعب السعودي مؤهل للإحتراف في أي مكان في الدنيا ولكن هناك قناعة أخرى وهي أن اللاعب نفسه قد لايرغب في الإحتراف بعد أن وصلت المبالغ التي تدفعها الأندية لعشرات الملايين مع عوائد الإعلانات وعطايا أعضاء الشرف والمكافآت والهدايا وهي أمور قد لاتكون متاحة في الغرب بنفس الكمية أو النوعية الموجودة محليا كما أن تمسك الأندية بلاعبيها وتدليلهم يجعلهم يتكلون على الإحتراف المحلي القادر على حلحلة أمورهم المادية والمعنوية بطريقتنا العربية ..... ناهيك عن إختلاف التجربة الإحترافية كليا بين الغرب وبيننا كعرب وكخليجيين وإختلاف العادات والتقاليد والنظام الغذائي والحياتي.
لهذا نجد أن الإعلام يُحب الحديث عن محاولات إحترافية سعودية ويسهب في الغوص فيها رغم أنها في النهاية لم توصل إي لاعب سعودي لأية تجربة مهمة وأقول مهمة قياسيا على تجارب بعض العرب مثل مادجر والنيبت والشماخ وميدو وحاجي وكشلول وحتى تجربة علي الحبسي الإنكليزية وعندما يحترف لاعب خليجي مثل الحبسي مع بولتون ويلعب أمام فرق مثل بايرن ميونيخ فهذا يعني أن اللاعب الخليجي ليس أقل من غيره ولكن ظروفه هي المختلفة وقد شاهدنا لاعبين من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإيران يحترفون في أقوى الدوريات العالمية والكرة السعودية أندية ومنتخبات توجت بطلة لقارتها على حساب هؤلاء ولكن ما يقدم للاعبي هذه الدول محليا أقل بكثير مما يتم عرضه على نجوم الصف الأول سعوديا لهذا نراهم يبحثون عن فرص الإحتراف الخارجي لكسب الرزق وليس لمجرد التغيير أو التجريب .....فإن كان سعر ياسر محليا هو عشرة ملايين دولار تقريبا وهو بين اهله وناسه وعائلته فهل سيحترف خارجيا بملونين أو ثلاثة أو حتى العشرة نفسها ؟؟؟ اللهم إلا أذا كانت عنده الرغبة الجارفة بتجريب نفسه خارجيا وعندها هل يقبل ناديه بتركه مقابل مردود مالي يقل عما دفعه أصلا وهو الذي يحتاجه للإستحقاقات الكثيرة المقبلة؟؟؟
القضية الإحترافية في النهاية هي عرض وطلب ورغبة وظروف وشهرة وإنجاز فإذا كان كل هذا متوفر محليا فكيف يكون الحافز للغربة والإحتراف الخارجي؟؟؟
لاأريد حياة من بعدك ياخالي العزيز رحمك الله رحمة واسعه ينساك الناس الا أنا مانسيتك حتى وإن ماذكرتك أمامهم فأنك بقلبي للابد
|