الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
عباده جليله غفل عنها الكثير
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل أطرح عليك السؤال بما تفكر؟؟ وقبل أن أتكلم عن التفكر في المخلوقات وماله من أسرار لابد أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان بالعقل الذي يميز به النافع والضار ويعرف به طريق الخير من طريق الشر ويتقبل بواسطته العلوم والمعارف وإدراك حقائق الأشياء ويتحكم في غرائزه وأهوائه ولذلك جعل الإسلام العقل مناط التكلف وهذا العقل هو من أجل النعم إذا استخدمه الإنسان فيما خُلق له وأطلق له حرية التأمل في صفحات هذا الكون العظيم والتدبر في بديع صنع الله فإنه سيصل بصاحبه إلى الإيمان بالخالق وتوحيده والإقبال على عبادته بخشوع وخضوع وإذا عطَّل الإنسان وظيفة العقل وجعله أسيرا للهوى منقاداً لشهوات النفس وأبين بذلك تجد رجل كبير بالسن أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكن فيه خوف من الله إذا سمع كلام الله خشع وبكى من خشية الله وهناك رجل آخر حصل من الشهادات ولكن عطل عقله وأصبح أسيرا للشهوات والشبهات فلا يستخدم عقله إلا بما يغضب الله إذا العقل هو المدبر لهذه الأمور فإما تكون نافعا أو ضار فهولاء الذين عطلوا وظيفة العقل وسدوا منافذ التدبر في القلب ونظروا إلى الكون بعين البصر لا بعين البصيرة وأصموا آذانهم عن سماع الحق والإصغاء إليه فأصبحوا أسرى للشيطان من هنا لابد لكل إنسان أن يتأمل ويتفكر في هذا الكون الفسيح ليعلم عظمة الخالق فيزداد القلب وجل وخشوع وخضوع لله سبحانه وتعالى ولقد حفلت آيات القرآن الكريم بالدعوة إلى التفكر في خلق الله سبحانه واستخلاص الدروس والعبر قال تعالى ((قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقال سبحانه (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) وقال تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) وغير ذلك من الآيات القرآنية التي تحث على التفكر في خلق الإنسان والحيوان والنبات والأرض والسموات وتقلب الليل والنهار وعجائب البحار وما حفلت به المخلوقات من دلائل القدرة الباهرة والحكمة العظيمة للخالق سبحانه قال تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) والذي ينبغي التركيز عليه هنا ما يدل من تلك الآيات القرآنية على أن التفكر عبادة جليلة ووسيلة لتركيز النفس والتوجه بها إلى خالقها ليقوى إيمانها وقد ورد ذلك صريحا في قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فقد أثنى سبحانه على أولى الألباب أصحاب العقول الذين سخروا عقولهم لتفكر بخلق الله ليزدادوا إيمانا بل أثنى الله سبحانه على أصحاب العقول الزكية التي تدرك الأشياء بحقائقها وهؤلاء هم الذين استحقوا هذا الثناء أسأل الله لي ولكم أن نكون منهم وقد قرن الله سبحانه بين توجه القلب إلى ذكره وعبادته وبين التفكر في مخلوقاته ليبين أن التفكر عبادة يتقرب بها المتقربون إلى ربهم وهي نوع من أنواع الذكر الذي يُحيي القلب بنور الإيمان ويشرح الصدر لما يظهر للمتأمل من حكم عظيمة تدل على عظمة الخالق سبحانه ورحمته وعنايته بخلقه ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على قراءة هذه الآيات الكريمة في قيام الليل ليجمع بين الذكر والتفكر ويرشد إلى أهمية ذلك في حضور القلب واستجلاب الخشوع عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ أي الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم فتسوك وتوضأ وهو يقول (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود) رواه مسلم أيضا عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال ( بتُّ في بيت خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مه أهله ساعة ثم رقد فلما كان من ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ثم قام فتوضأ واستنَّ وفي حديث آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه دخل على عائشة رضي الله عنها مع بعض أصحابه وبينها وبينهم حجاب فقال لها ابن عمر : أخبرينا بأعجب ما رأيته من النبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما قالت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام يصلي فبكى حتى بلَّ لحيته ثم سجد فبكى حتى بلَّ الأرض ثم اضطجع على جنبه فبكى حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح قالت : فقال يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال صلى الله عليه وسلم ( ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليَّ في هذه الليلة (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ثم قال ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها )) وقد أشار إلى ذلك وبينه لنا الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه فقال (تفكر ساعة خير من قيام ليلة( وقد ذكر الإمام ابن القيِّم رحمه الله مجالات التفكير التي ينبغي للعبد أن يحرص عليها في كتاب الجواب الكافي وهي : 1- التفكير في آيات الله المنزلة وفهم معناها فالله سبحانه لم ينزل آياته لمجرِّ تلاوتها وإنما ليُعمل بها . 2- التفكر في آلائه ونعمه على خلقه وسعة رحمته ومغفرته وحلمه 3- التفكر في آياته المشهودة في الكون والاعتبار بها والاستدلال على أسمائه وصفاته وحكمته وإحسانه سبحانه وتعالى . 4- التفكر في عيوب النفس وآفاتها وفي عيوب العمل وهذا التفكير عظيم النفع وهو بابٌ لكل خير وطريقٌ لكسر النفس الأمَّارة بالسوء وإحياءُ النفس المطمئنة 5- التفكير في واجب الوقت ووظيفته فالعارف ابن وقته فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها ثم قال رحمه الله (( قد ركَّب الله سبحانه في الإنسان نفسين : نفساً أمَّارة بالسوء ونفساً مطمئنة وهما متعاديتان فكل ما خفَّ على هذه ثَقُلَ على هذه وكل ما التذَّت به هذه تألَّمت به الأخرى فليس على النفس الأمّارة أشق من العمل لله وإيثار رضاه على هواها وليس لها انفع منه )) انتهي كلامه رحمه الله هذا التفكير نقله لنا ابن القيم وبين لنا كيف يكون التفكير وكيف تشغل وقتك به فانظر لحالي وحالك وبما تفكر وقس عليه حالك هل تفكر بملكوت السماوات والأرض هل تأملت كيف رفع الله سبحانه السماء بغير عمد وكيف أرسى الجبال الشامخات والله للواحد يعجز من التفكير في عظمة الخالق فلنحرص أخي الحبيب وأختي الفاضلة ولنتفكر في أنفسنا وفي عيوبنا ونقيم شرع الله في أنفسنا ونراقب الله ونتفكر في خلقه سبحانه ما خلق هذا باطلا أسأل الله بمنه وكرمه أن يشغل قلوبنا بطاعته ويبعدنا عن معصيته ويجعلنا من الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويحيي قلوبنا بذكره عامرة بتلاوة كتابه الكريم وجلة خائفة تحذر الآخرة وترجوا رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه الكاتب:: رفيق الدرب |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مياعه عبايه مفتوحه جنز طالع - ولا احد يعاكسني! | براءة انثى | مواضيع الحوار والنقاش | 13 | 02-23-2012 12:51 PM |
افضل عباده انتظار الفرَج .. | نواااااره | رياض الصالحين | 8 | 02-06-2012 09:48 PM |
يا ويل اللي تلبس عبايه مخصرهـ | سيد الموقف | مواضيع الحوار والنقاش | 25 | 03-20-2010 10:34 PM |
قصيدة واحنا صغار..اعجبت الكثير وسرقت من الكثير | عيدان الكناني | عطر الكلمات | 13 | 10-07-2007 04:35 AM |
عبادة جليلة غفل عنها الكثير ؟؟؟ | رفيق الدرب | رياض الصالحين | 3 | 05-17-2007 02:33 AM |