نبذه عن منطقة خاط وقبائلها

مدينة خاط إحدى شقائق النعمان حباها الله بطبيعة بكر وتراث ضارب في القدم يحتفظ به الأهالي عادات وتقاليد عربية وأسواقاً شعبية لا تزال تقوم بدورها الذي أنشئت من أجله منذ عشرات السنين، أعياد بطعم التعاون والحب والإخاء ومواقع سياحية تغذيها شرايين من الأودية العذبة.



الموقع

تقع مدينة خاط في الجزء الشمالي الغربي من منطقة عسير وهي مدينة تتبع لمحافظة المجاردة، تكمن أهمية الموقع أنه حلقة وصل بين محافظة النماص في أعالي جبال السروات وبين محافظة المجاردة بالاضافة لإحاطة الجبال بها من جميع الجهات، وهناك بعض الآثار القديمة والتي وجدت في مدينة خاط مثل المقابر القديمة والحصون والمساجد والمباني القديمة وتعتبر هذه الآثار خير شاهد على وجود حضارات قديمة في المنطقة بالإضافة إلى المباني المبنية بالحجارة والمتميزة ببعض النقوش والتي تمثل شموخ الأجداد وروعة الماضي وعراقة التاريخ. ويرتادها عدد كبير من السياح في فصلي الشتاء والصيف وذلك لما حباها الله من جمال الطبيعة واعتدال جوها، بها عدد كبير من المنتزهات والمناظر الطبيعية الجميلة.


السكان

يسكن خاط أكثر من خمس عشرة قبيلة من قبائل بني عمرو وبني شهر ويقدر عدد سكانها بحوالي ثلاثين ألف نسمة وقد كان لكل قبيلة قرية أو قريتان يسكنها جميع أفراد القبيلة وبعد أن منَّ الله على هذه البلاد بجلالة المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز فوحد البلاد وانتشر الأمن وعم الرخاء فأخذت كل قبيلة تنتشر وتتفرع قراها إلى عدد من القرى وتلك القبائل هي:

(آل الدهيس، وآل خشيل، وآل شعثاء، بني قيس، آل ماشي، آل صميد، آل يثيبه، آل محمد، آل هفيله، آل جمال، الافاقمه، آل شغيب القف، المشاييخ، آل فلعه)


الأودية

تشق خاط الأرض عدد من الأودية التي تمثل شرايين الحياة في خاط الإنسان ومن أهم هذه الأودية: وادي الغيل ووادي بني قيس
وادي السليل ووادي الحف ووادي ريدة ووادي جبل ووادي نصرة ووادي خاط الشهير ذو العيون والأشجار الجميلة والنادرة وهو من أشهر الأودية في الجزيرة العربية به العيون والشلالات وأشجار البن والكادي والرياحين والورود والحناء وكافة أنواع الفواكه ومن أشهرها الموز.


المواقع السياحية

خاط تحتضن في جنباتها العديد من المواقع والمتنزهات السياحية التي تعد مقصداً ومرتعاً خصباً لكل من ينشد الجمال ويعشق الطبيعة ويتعاطى الروائح العطرية شماً من الطبيعة البكر ومن هذه المعاقل الخضراء الجميلة في خاط: متنزه خاط، ومتنزه رهوة آل صميد بني شهر، ومتنزه السليل، ومتنزه وادي الغيل حيث الموز والريحان والكادي والنباتات العطرية، ومتنزه عقبة سنان الحديث والذي يقع في أسفل عقبة سنان تلك العقبة التي تتولى الربط الجغرافي بين المجاردة والنماص.


الألعاب الترفيهية

أهل خاط القدماء لهم تراثهم الخاص في جانب الألعاب الشعبية، مازال البعض يمارسها رغم قدمها قدم الإنسان في هذه البقعة الغالية من مملكة الإنسان، ومن هذه الألعاب الترفيهية الشعبية: لعبة الدابش، والمقاحمة، والبعية، وهي أهم الألعاب التي عرفها أبناء مدينة خاط وحافظوا عليها.


النهضة العمرانية

في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين تزايدت النهضة العمرانية في مدينة خاط بسبب تعدد النشاطات المختلفة وزيادة عدد السكان والتخطيط والتنظيم السليم والقروض المقدمة للمواطنين من صندوق التنمية العقاري أصبحت مدينة خاط تضاهي بقية مدن المملكة في المجالات العمرانية مع الاحتفاظ بنمط مميز للمباني ينبع من تراث خاط.


الخدمات

حظيت مدينة خاط اسوة بمثيلاتها من مدن المنطقة ببعض الخدمات الحيوية ومنها:

التعليم:

بلغ عدد مدارس البنين ست مدارس على مختلف المراحل بها ما يزيد عن الألف طالب وبها سبع مدارس للبنات بها حوالي الألف والخمسمائة طالبة.

النواحي الصحية:

يوجد بمدينة خاط مركز صحي مجهز يخدم السكان والمقيمين وكل من يحل زائراً أو ضيفاً على خاط ويحتوي على معظم التجهيزات الصحية.

الطرق:

تبلغ أطوال الطرق المسفلتة بالمدينة بنوعيها الرئيسي والفرعية أكثر من مائة كيلومتر تساعد على ربط القرى ببعضها.

الهاتف والكهرباء:

في عام 1412ه دخلت الخدمة الهاتفية للمدنية الأمر الذي ساعد على ربط خاط بالعالم الخارجي ثم تلتها بسنوات خدمة الكهرباء.


أهم المشاريع المنفذة

مشاريع تعليمية حيث تم تشييد مبان مدرسية حكومية وكذلك تم بناء سد مائي في وادي بني قيس في أعلى وادي خاط من أجل تنمية المياه الجوفية كذلك العمل على قدم وساق في فتح عقبة جديدة تربط خاط بالنماص من خلال مشروع حكومي جبار والعمل جارٍ للانتهاء من مشروع التلفريك والذي يربط النماص بخاط.


الأسواق الأسبوعية

سوق الأحد:

أقدم أسواق مدينة خاط هو سوق (أحد خاط) وينقسم إلى قسمين الأحد الأعلى والأحد الأسفل وذلك باتفاق القبائل التي أنشأت هذا السوق وحسبما اتفقوا وينعقد السوق اسبوعاً في الأعلى وفي الأسبوع الذي يليه في الأسفل وهكذا ولا يعرف على وجه التحديد السنة التي تأسس فيها.

سوق الخميس:

والذي أسس منذ مدة وأصبح علامة بارزة في المدينة ومن السلع التي تُباع في هذه الأسواق الملابس والكادي والموز البلدي والريحان والشيخ والشذاب والوزاب والورد والياسمين والحبوب مثل الدخن والبر والريشي والحنطة بالاضافة إلى الحنيذ ذي الطعم والرائحة الشهية التي لا يستطيع مرتاد هذه الأسواق مقاومة رائحتها الشهية بالاضافة إلى القرصان (الخمير) وأيضاً يباع في الأسواق الجلود ومستلزمات المرأة القديمة التي كانت ومازالت تستخدمها للزينة إلى الآن، ويباع في تلك الأسواق البسط والمشوفة والمهفة والشبكة والمطرح الذي يوضع فيه الخبز الذي يصنع في المنزل على الصاج أيضاً تباع المحوقة والحصيرة والعيبة وهي تستخدم لحمل الأشياء على الدواب وتتوفر في الأسواق العمامة وتستخدم لربط فم الدابة أثناء مرورها بين المزارع حتى لا تأكل منه والمظلة وتستخدم للوقاية من الشمس والكراسي المصنوعة من الخشب والحبال المحلية والتي كانت ومازالت تستخدم للنوم أو في المجالس لاستقبال الضيوف وتسمى (القعادة)، كما تنتشر حرفة بيع الجرار التي تستخدم لحفظ مياه الشرب، فهي تشبه إلى حد ما الثلاجة الموجودة حالياً وبالرغم من وجود الثلاجات الحديثة الكهربائية مازالت هذه الجرار (الفخار) محافظة على مكانتها ولها زبائنها.


أهم المهن

أهم المهن التي يزاولها سكان مدينة خاط: التجارة والزراعة والصناعة والنسيج والخياطة والصياغة ودباغة الجلود والنجارة والصناعات الحجرية والفخارية والمعادن وما يتعلق بها من صناعة أدوات الزراعة.


المأكولات الشعبية

العيش وهو خليط من الدقيق مع اللبن والماء ويحرك حتى يشتد نوعاً ما، كما تشتهر بالعصيدة والمرقوق والعريكة والمشغوثة، والحسوة، سواء بالغلف أو بدون الغلف، وكذلك الخبزة والقرصان قرص البر أو الذرة، والطبيخة والحنيذ والشدخ. ومن المشروبات: اللبن، الحليب، القهوة بأنواعها المختلفة، المرقة، القشر، شاي الحبق، شاي النعناع.


المحاصيل الزراعية

القمح والشعير والذرة والدير، والموز المحلي، والطماطم والخيار، والتين الشوكي (البرشوم) والكوسة وغيرها من الخضار والثمار.


الأعياد

الأعياد في خاط ففي عيد الفطر يقوم الأهالي بتبادل الزيارات والمعايدة وتعمل الوجبات الشعبية في معظم البيوت وخاصة العيش والخبز والسمن والعسل، ويقوم الأهالي في القبيلة الواحدة بالتنقل من بيت لبيت لأكل هذه الوجبات ومعايدة الجميع.


دور المرأة سابقاً وحاضراً

كانت المرأة سابقاً تزوج وهي صغيرة في السن وعليها أن تقوم بجميع الأعمال المنزلية الخاصة بالمنزل وخارج المنزل ومنها الحطب وجلب الماء وتجميع الحليب ومخضه والقيام بمهام المنزل من غسيل وكنس وطبخ وتربية أطفال وغيره وكانت أيضاً تقوم على رعي الغنم والقيام بشؤونها، أما حالياً فقد تطورت أحوال المرأة في مدينة خاط بفضل الله ثم بسبب العلم والتعليم الذي وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ولذلك أصبحت المرأة في خاط امرأة متعلمة لها مكانتها في مجتمعها فقد أصبحت تعمل في مجالات متعددة مثل التدريس والتمريض والخياطة والتفصيل وغير ذلك إلى جانب رعاية بيتها وزوجها وأطفالها وتربيتهم التربية الإسلامية السليمة والحديثة.