الهدوء يصنع المعجزات
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجمل ما قرأت أن الهدوء سمة من سمات النجاح , والهدوء تعبير عن شخصية قوية متماسكة , وهو عنوان لإنسان واعٍ ومتحضر ؛ وبالعكس تماماً ذلك الإنسان الذي يثور لأتفه الأسباب , ويهيج لأسخف الأمور , إنه يعبر عن إنسان ضعيف الشخصية , ضعيف العقل وضعيف الإرادة .
يقول علماء النفس : " أن الأنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية"
تماماً كالشجرة الضعيفة التي تؤثر عليها أبسط هبة من الريح , أما الإنسان القوي كالشجرة القوية أصلها ثابت وفرعها في السماء تمتد جذورها في أعماق الأرض , حيث تزداد ثباتاً كلما عصفت بها الرياح.
والإنسان الهادئ هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الأخرين , وينال إعجابهم , ثمة مثل قديم يقول : " إن نقطة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم" , وكذلك الحال مع البشر إذا أردت أن تكسب شخصاً إلى جانبك فأقنعه أولاً بأنك صديقه المخلص , فهذه نقطة من العسل تصيد قلبه .
إن الهدوء بكل ما يعنيه لقادر على صنع العجائب , والتأثير على النفوس الغليظة . يقول أحدهم : " إذا كنت مهتاج الخاطر محنقاً مغيظاً , وصببت جام حنقك وغيظك على الشخص الآخر فلا شك أنك ستزيح عن كاهلك عبئاً كان يرهقك , ولكن ما بال الشخص الآخر؟! أيشاركك راحتك ؟! أتجعله لهجتك الحادة وموقفك العدائي منه أقرب إلى موافقتك ومشاطرتك الرأي؟!"
والحقيقة أن العنف يولد العنف , وأن الغضب يولد الغضب , أما الهدوء فإنه يطفئ الغضب كما تطفئ الماء النار.
كُن هادئاً في تعاملك مع الآخرين إستخدم لباقتك مع المسيئين إليك , تكلم بعبارات رزينه وودية , فهذا هو أقصر الطرق لكسب الآخرين ونيل إعجابهم , وقبل ذلك كله تكون قد كسبت راحت بالك وتصالحك مع نفسك .
|