قصة تدمع لها العيون ...

"

بسم الله الرحمن الرحيم "

أعزائي أعضاء المنتدى الفاضل..

أنقل لكم قصة .. من كتابة أخي ..

تحكي الحقيقة المرة ..

ولولا انشراح قلبي لكم .. لما فتحت قلبي .. و أرسلت آهاتي المتصاعدة ..

من خلال هذه الكتابة ..

ولكن عبرة للكل.. ليبروا والديهم .. لأنهما نعمة من الله..


واسمحوا لي على هذه المشاركة ..كبداية..
وإليكم القصة..

الجزأ الأول :
آخر لقاء

كان الجو جميلا .. وفصل الشتاء.. قل طل علينا.. وأكرمنا باأمطاره وبرودته.. فأصبحت أطراف الجسم باردة .. تتوق إلى الدفء
توجهت إليها ..فأختبأتُ في حضنها من البرودة التي عانقت كل زاوية من زوايا المنزل .. فكنت أستمد من حضنها الحنان والدفئ.. وأسألها عن الجنين الذي كان هو الآخر يأخذ الحنان والدفئ وهو في أحشائها..

كانت تضحك .. والسعادة تخرج من عينيها تحلق لعام الخيال ..لكي ترسم صورة جميلة لتلك الطفلة النائمة في بطنها..حتى أقطع حبل خيالها وأقل لها بماذا تفكرين؟

كانت تقول أفكر بالطفل الجديد ..
كيف سيكون؟..
وكيف ستكن فرحتي وفرحة أبوك وفرحتك حينما أرزق به؟..

أسئلة كثيرة تدور في مخيلتها وتحلق بلا..تعب..

حتى صرخت من الألم ..إنها علامات إنذار للولادة.. وكأن تلك الأسئلة المحلقة..توقفت في صدر السماء..
تنتظر الإجابة..

وما أدراك ماهي الإجابة..

والدي أمتزج عنده شعورالخوف يغلفه القلق وشعورالفرح يغلفه الشوق.. وأنا كأي طفل سعيد جدا ..فأسأل والدي عن الطفل أحيانا يجيب ..وأحيانا آراه..يلزمني الصمت لأنه بدأ يتوتر..لم أكن أعلم لم التوتر..

كأنه مسلسلا تلفزيونيا..
جاءت الممرضة مرة تنظر إلى الأرض..ومرة إلى وجوهنا بابتسامة رقيقة..
فقالت لأبي رزقت بطفلة جميلة ..
فلم تكمل حتى قاطعها أبي فقال والأم؟..
ابتعدت معه قليلا..وأخبرته..بالطامة الكبرى..

لم لكن أفهم .. فرأيت والدي يشهق..بشدة..ويعض على شفتيه ..
حرقة.. ويقول كلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااا.. بصوت عال..

إنه أبي رأيته نعم رأيت والدي يبكي ولم أصدق ..شعرت أن ما أبكى والدي أمرا عظيما..لأني لم آرى دموعه سابقا..

بدأت عيني تدمع عرفت الآن أن في هذا المكان روح جاءت على وجه الدنيا فرحة..تنثر دموع الفرح على وجنتيها ..لأنها خرجت من الظلمات إلى النور..وروح غادرت الدنيا..إلى ظلمات القبر..

شعرت بالبرد ..
أين منبع الحنان؟..
أين أجمل دفئ؟..
أين أخلص عطاء؟..
أين الإخلاص بكل معانيه ؟..
أين وأين..أمي..

أبي .. لم يكن في الدنيا..كان يسبح في دموع الألم ..وكأن شريط حياتهما..ينعاد أمام عينيه..مثلي..
شعرت بجوع شديد في قلبي وشوق لها ولصوتها..
ذهبت التي كانت تغذية..
بالحب والحنان والرعاية..
رحلت وما زالت بسمتها ورسمة عينيها..في كل مكان .. وصوتها الدافئ..يعانق أذني..لاتحزن يا بني ..وكأنها تمسح دموعي بكفها..
الذي دائما ما أعتدت على لمساته الحانية .. الرقيقة..

لتذكرني بأنها تركت لي طفلة صغيرة..لابد أن أتوصى فيها خيرا..

فذهبنا .. ودموعي تنزف بحرقة على خدي ..وخطواتي ثقيلة .. منهكة.. لا تريد أن تفارق المكان الذي به أغلى ما أملك.. أمي الحنونة..

فكنت أمشي وأشعر بأنني أرجع للخلف..لأنها تناديني..وهي ممدة...دون حراك..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ولكم شكري