أبي الحبيب

على الرغم من دروب الأشواك ...
وعلى الرغم من احساسي بالضياع ..
مازالت روحك في دربي أملاً وبريقاً ..
شعاعه خيوط ذهبية في ذاكرتي ...
تتوغل في عروقي وفي طريقي ..

أبي ان قلت انت عمري وحياتي فهذا قليل ..
هنا يشتط قلمي ويصب صديد الألم ويدفن جحيم القهر ..
ويخرج بكلمة صدق أيها الأب الحبيب ..
بأني ابحث عن كلمة أو عبارة ..
تفي بمكنون فؤادي ولكن ..هيهات ..
اعترف بأني لن اجدها مدى عمري ..
لذلك كتمت أشواقي .. ولن ابوح بها ..
على الرغم من سيطرتها على حياتي ..
إذن ما معنى كتابتي لهذه السطور ؟
أليس بوحاً ايضاً..

أبي أنت مريض جدا وهذا قضاء وقدر .. ولكني افتقدك ..
افتقد اهتمامك بي .. ورعايتك .. أفتقد حرصك على تلبية رغباتي ..
افتقد تدليلك لي .. وخوفك علي ..
افتقد احساسي بالأمان .. افتقد كلماتك .. وعقلك الراجح
افتقد مزاحك .. وضحكاتك العالية .. افتقد غضبك ورضائك ..
انا افتقدك .. جداً ..

كم كانت هاتان العينان المتعبتان تشعراني بأني آخذ أكثر مما استحق ..
وحضنك الدافيء هذا .. كان ملاذي وأماني ..
أشعر باحتضانك لي حتى وانت مريض ..
أكاد اشعر بيدك على شعري .. تهدهدني كالطفلة ..

حبك كان غير كل انواع الحب التي سمعت عنها ..
أضفيت على حياتي السعادة ياأبي ..
حتى عقابك كان حناناً ..
حقيقة حبك جعلتني أعيش في الحياة وأنا أنعم بالراحة ..

وأتيت للعيش بقسوة ..
في واقع لم أتخيله يوما ما ولا اريد تخيله ..

أصبحت محطمة فكتبت على الأوراق عزاءً لنفسي ..
أوراق بللتها دموعي ..
فبدمعي ودمي أكتب إليك ..
حفظك الله ياأبي الحبيب وعافاك ..
لقلب العناااا الحزين الذي ليس له سواك ..

لا أريد أن ابكي الآن .. ولكن دمعي عصى ..
وتأكد يا ابي مهما حصل لن تبعدنا المسافات ..
ولن تخنقنا الأيام .. ولن يفرق بيننا اي شيء .. أي شيء مهما كان ..
لأن في مخيلتي ستبقى كل ذكرياتي الجميلة .. معك حية في قلبي .. يا ابي ..

يااااااااارب ... احفظه لي .. واسعدني بقربه ماحييت ..
يااااااااارب ...

العنـاااا

ff) ff)