الأخـــوة فـي الله .

[c]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ...
لقد ربط الله بين المؤمنين بأقوى رابط وأمتنه ألا وهو رابط الأخوة في الله قال تعالى { إنما المؤمنون اخوة } إن هذه الآية (( عقدٌ عقده الله بين المؤمنين أنه إذا وجد من أي شخصٍ كان في مشرق الأرض ومغربها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فإنه أخ للمؤمنين أخوة توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبون لأنفسهم ويكرهون له ما يكرهون لأنفسهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمراً بالأخوة الإيمانية ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ) متفق عليه .

وفيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه )) تفسير السعدي .
إن أخوة الدين أقوى من أخوة النسب ففي يوم القيامة قال تعالى { فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون }
أما أهل الإيمان قال تعالى { الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين }
فيا أهل الإيمان
نموا هذه الأخوة بينكم : بالمودة والمحبة وبرد السلام وطلاقة الوجه ، نموها بالمساعدة والتعاون وبالصفح عن الزلات وبالزيارة واحتمال الأذى والعيادة في المرض واتباع الجنازة ونموها بكل خير وبر
أحذروا نواقض الأخوة
وهي التقاطع ، والتهاجر والظلم والتباغض والتحاسد والحقد والأذى وإساءة الظن وكثرة العتاب والإحتقار والإستهزاء والتكبر وكل مايشين ويقبح بالأخوة .
وبعد أخي
ليكن في خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع أصحابه لك أسوة وفي أخوة الصحابة رضي الله عنهم مع بعضهم لك قدوة .
قال تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ....}
[/c]
الشيخ طلال الجابري .