العمري خرج لمساعدة مسلمي الشيشان.. وعاد جثمانا من جوانتانامو

أسرته : الفقيد أظهر روحا عالية في آخر رسائله لنا .. فكيف ينتحر؟
العمري خرج لمساعدة مسلمي الشيشان.. وعاد جثمانا من جوانتانامو

فهد الرياعي (أبها)
نفت أسرة عبدالرحمن العمري الذي قضى نحبه مؤخرا في سجون جوانتانامو على لسان شقيقه فرضية انتحاره، مؤكدا ان ذلك يدخل في دائرة الاستحالة، فعبدالرحمن كما يقول شقيقه صالح ذكر لهم في آخر رسالة منه انه حافظ للقرآن الكريم وان معنوياته عالية، ويأمل ان يفك أسره عما قريب فكيف يقدم على الانتحار من هذا حاله؟ يسأل صالح وهو يضيف: خاصة وهو مسجون منذ حوالي سبع سنوات، فكيف ينتحر بعد أن أوشك الفرج أن يحل؟
صالح شقيق عبدالرحمن أكد ايضا ان مواقف الدولة مع اسرتهم في هذه الظروف الصعبة لا يمكن ان تفيها الحروف حقها، فمواساة القيادة لهم وجهودهم على مدى السنوات الماضية لا يمكن ان ننساها أبدا.
أما والده الشيخ معاضة فيقول والألم يعتصره رغم صبره واحتسابه: لماذا ذبحوا عبدالرحمن؟ بأي ذنب وتحت أي تهمة يذبحونه في السجن ثم يقولون بأنه انتحر؟
ويضيف الشيخ: عبدالرحمن كان أحب اخوته الى قلبي، كان ملتزماً ديناً وطيباً وباراً، لم اسمع احداً يشتكي منه، لا في طفولته ولا في شبابه، وكنت انتظره ليعود في اقرب وقت ولكن امر الله سبق فإنا لله وانا اليه راجعون.
طفولة هادئة
شقيقه سعد والذي تربطه بعبدالرحمن علاقة ود وصداقة تجاوزت الاخوة، اخذ يروي علاقتهما وتزاملهما في المدرسة والذكريات التي طالما تمنى عودة عبدالرحمن ليعيدان روايتها من جديد.
من الشيشان الى المجهول
ويعود شقيقه صالح ليروي المفصل الهام من حكاية عبدالرحمن بعد ان استقال من الوظيفة العسكرية قائلاً:
بعد استقالته التحق بجمعية خيرية تقدم المساعدات الانسانية للمنكوبين خارج المملكة، وعام 2000 تقريباً اخبرني بأنه سيذهب مع الجمعية لتقديم المساعدات الانسانية لمنكوبي الشيشان، وبالفعل سافر ولم تلبث الحرب ان اشتعلت في افغانستان لأتفاجأ بشخص يتصل يفيدني بأن شقيقي تم القبض عليه في افغانستان وتم تسليمه للقوات الامريكية من قبل بعض المليشيات التي تعمل لحسابهم، فحاولت معرفة المزيد، ولكن لم استطع، فاتصلت بالجهات المختصة وابلغتهم بكل ما اعرف. وفي هذا الظلام من الجهل بما عليه الحقيقة قرأت في صحيفة عكاظ بأن شقيقي تم نقله مع عدد من المقبوض عليهم الى السجون الامريكية بجوانتانامو فسارعنا بالاتصال بالجهات المعنية.
انتظرناه.. ولكن
ويضيف صالح: كانت الرسائل بعد ذلك تصلنا منه باستمرار واخر رسالة وصلتنا منه كانت في الصيف الماضي، قبل اقل من عام وفيها بشرنا بقرب الافراج عنه، واخبرنا بأنه اكمل حفظ القرآن بالكامل وانه يتمتع بصحة جيدة طالبا منا الدعاء له بفك اسره ومن معه من اخوانه المسلمين.
ويستطرد: كانت الرسائل تصلنا وبعض كلماتها مشطوبة وبعضها غير واضح، وكنت اشعر بطريقة مبهمة بأن ما يكتبه عبدالرحمن يملى عليه املاء، ومنذ رسالته تلك بقينا على امل سماع خبر وصوله ونحن نعد الايام والساعات. الا ان الآية إنقلبت، حين وردنا اتصال من مسؤول في وزارة الداخلية يخبرنا نبأ وفاته بالسجن.
عبدالرحمن معاضة
يذكر ان عبدالرحمن بن معاضة بن ظافر العمري ولد بمدينة الطائف ثم انتقل مع اسرته الى خميس مشيط بحي الهميلة، حيث عاش مع اسرته المكونة من ثمانية عشر فردا، والده وثمانية ابناء ووالدته وثمان بنات، في جو ديني وسط اسرة محافظة ملتزمة بتعاليم الدين.
التحق بالمدرسة حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة عبدالله بن ابي رواحة والمتوسطة بخميس مشيط حيث كان الطالب المثالي، الا انه لم يكمل الثانوي حيث التحق بالوظيفة عسكريا وانتقل الى مقر عمله بمدينة تبوك لمدة تزيد على 11 عاما حتى تقدم باستقالته.