الخريجون .... صعاليك في زمن الرمادة !!!

مرّ عامٌ على المسلمين في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ذاقوا فيه مرارة الجوع والفقر لانقطاع السماء عن المطر ولجدب الأرض , حتى سمي ذلك العام بعام الرمادة.
قيل أنه في ذلك الوقت سرق نفرٌ من أبناء المسلمين إبلٌ من عُـقـُلـِها ,فلما جيء بهم إلى أمير المؤمنين عمر –رضي الله عنه- ليقيم عليهم حد السرقة أقسموا له أن ما حملهم على ذلك إلا الجوع والفقر, فعفا عنهم.
وفي أيامنا هذه بدأنا نعيش نحن معشر الخريجين زمن الرمادة, ولا أقول عام رمادةٍ وينقضي, بل هي كما يبدو أعواماً من الرماد, تتناوب في إدارة دفتها أضلاعٌ ثلاثة مكملة لبعضها البعض لتكون مثلثاً أشبه ما يكون بمثلث برمودا (وإن أُختلف في مصداقية ما يحاك من قصص حول هذا المثلث) إلا أن مثلثنا الذي هو محور حديثنا هو حقيقة واقعة لا جدال فيها.
حينما تقوم وزارتي المالية والتربية والتعليم بالاشتراك مع ديوان الخدمة المدنية بتضييق الخناق على خريجي الجامعات والكليات والاكتفاء بتعيين القلة القليلة التي لا تسد ما نسبته واحد في المئة من احتياج قطاع التعليم.
عشرون ألفاً ويزيدون
تبددت فرحة تخرجهم بقرار الرفض الذي قوبلوا به من قِبل محور الشر الوظيفي فقُتلت جميع أحلامهم الجميلة التي بنوها على وعود سابقة لكن للأسف كانت مواعيدُ عرقوب.
والخوف كل الخوف أن تمتد يدُ محور الشر هذا لتقتل فيهم روح المواطن الصالح!!!
فإذا قتلت هذه الروح ماذا نتوقع منهم أن يصبحوا؟؟؟
لا نريد أن نجامل على حساب شبابنا الذين هم عِمادُ الأمة وحماة الوطن.
الحق أنه سيخرج منهم السرقة والمروجين والمفسدين , ولا أبالغ إن قلت أن منهم من سيكون صيداً سهلاً ومعول هدمٍ في يد الفئة الضالة والمنحرفة لتنخر به جسد أمتنا وكيان وطننا.
بعد أن كان مؤملاً منه أن يكون لبنة صالحة تبني كيان الأمة يتحول بفعل فاعل إلى ورم خبيث في جسد وطنه,
وفي المحصلة النهائية هو (( إرهابي)).
وهنا أسأل سؤال المتيقن من الإجابة

من المسؤول؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياااااااااا أمير المؤمنين
ها نحن أبناؤك عماد الوطن نمد إليك بأيدينا لتأخذ بها
قبل أن يتسع الخرق على الراقع
وقبل أن تغرق السفينة
ونصبح في عصر العصر والسحق
صعاليكٌ في زمن الرمادة

احترامي
ملهم