الإهداءات


رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-11-2007, 02:23 AM
مركز تحميل الصور
ملـهم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8618
 تاريخ التسجيل : Feb 2007
 فترة الأقامة : 6501 يوم
 أخر زيارة : 01-09-2016 (05:20 AM)
 المشاركات : 384 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : ملـهم is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تموج السطور لذكر ابن باز (حياة إنسان)



ترجمة سماحة الشيخ ابن باز
أنشودة (تموج السطور لذكر ابن باز)
اسمه ونسبه :
هو سماحة والدنا وشيخنا المجدد لما اندرس من معالم السنة الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبد الله ابن باز ـ رحمه الله وقدس روحه ونور ضريحه وكتبه من ورثة الفردوس الأعلى من جنة النعيم .. آمين ـ .

مولده :
ولد في الثاني عشر من ذي الحجة سنة 1330هـ بمدينة الرياض، وكان بصيرا ثم أصابه مرض الجدري المنتشر في تلك الفترة عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ
قال الشيخ في أحد مجالسه ـ رحمه الله ـ : لما فقدت بصري سمعت خالتي تقول لأمي ـ وظنتني نائما ـ : مسكين عبدالعزيز كيف سيحصل على عمل يعيش منه ؟!!
فساد الدنيا بلا بصر
قال الشيخ محمد المجذوب : كان في أسرة الشيخ علماء ومنهم الشيخ عبدالمحسن بن أحمد آل باز تولى القضاء وكذا الشيخ المبارك بن عبدالمحسن تولى القضاء أيضا .

وصفه :

كان ـ رحمه الله ـ قصير القامة معتدل الجسم ـ إلا بعد مرضه فقد هزل جدا ـ ذو لحية قليلة أبيض البشرة ،
ممتع بحواسه إلا البصر كما تقدم ، حليم صبور ، ذو هيبة ووقار مرآه أحد إلا أحبه وأجله ،
من ألين الناس في غير ظلم ولا معصية .

طلبه للعلم:
حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض

مشايخه:
تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم:
1. الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي الرياض.
2. الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
3. الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض.
4. الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض.
5. سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية،
وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ ، وكان يجله غاية الإجلال ويكثر من ذكره والدعاء له والثناء عليه .
6. الشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة أخذ عنه علم التجويد في عام 1355هـ.
7. الإمام محمد الأمين الشنقيطي : درس عليه ، شرح سلم الأخضري في المنطق ، وكان يحضر حلقة الشيخ في الحرم النبوي .
8. الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي

أعماله :
عين في القضاء عام 1350هـ ولم ينقطع عن طلب العلم ، حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار
ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم،
وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار
وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه
حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل.
في عام 1372هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي,
ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد،
إلى أن نقل نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ.
وقد أسس حلقة للتدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها ،
وإن كانت في السنوات الأخيرة اقتصرت على بعض أيام الأسبوع بسبب كثرة الأعمال ولازمها كثير من طلبة العلم، وأثناء وجوده بالمدينة المنورة من عام 1381هـ نائبا لرئيس الجامعة ورئيسا لها من عام 1390هـ إلى 1395هـ
عقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي ومن الملاحظ أنه إذا انتقل إلى غير مقر إقامته
استمرت إقامة الحلقة في المكان الذي ينتقل إليه مثل الطائف أيام الصيف, وقد نفع الله بهذه الحلقات.

من طلابه :
1. الشيخ عبد الله الكنهل.
2. الشيخ راشد بن صالح الخنين.
3. الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
4. الشيخ عبد اللطيف بن شديد.
5. الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود.
6. الشيخ عبد الرحمن بن جلال.
7. الشيخ صالح بن هليل .
8. معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
9. معالي الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد
10. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
11. فضيلة الشيخ حمود ابن عقلا الشعيبي
12. فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
13. فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان .
14. فضيلة الشيخ عبدالله الغديان
وبلغ بهم عبدالرحمن الرحمة إلى 348 على النحو التالي :
1. الدلم : 79 .
2. الرياض ابان تدريس الشيخ في المعهد العلمي وبعده في كلية الشريعة : 82 .
3. المدينة ـ حرسها الله ـ : 22 .
4. الرياض من عام 1395هـ : 165 .
وغيرهم كثير

أخلاقه :
ساد الشيخ رحمه الله وذاع صيته بكمال خلقه الذي فاق فيه الناس كلهم ولا يدانية أحد فضلا أن يتقدم عليه

مؤلفاته:
1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة صدر منه الآن تسعة عشر مجلد وقت تحرير هذه الترجمة
2. الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
3. التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك)
وهو أحب كتب الشيخ إليه ويعلل الشيخ ذلك بعموم نفعه وشدة حاجة الناس إليه .
4. التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة (حكم الاحتفال بالمولد النبوي
وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان
وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد)
5. رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
6. العقيدة الصحيحة وما يضادها.
7. وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها.
8. الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
9. وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.
10. حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
11. نقد القومية العربية.
12. الجواب المفيد في حكم التصوير.
13. الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته.
14. ثلاث رسائل في الصلاة :
* كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
* وجوب أداء الصلاة في جماعة.
* أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع .
15. حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16. حاشية مفيدة على فتح الباري وصل فيها إلى كتاب الحج.
17. رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
18. إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.
19. الجهاد في سبيل الله.
20. الدروس المهمة لعامة الأمة.
21. فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.
22. وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة.
هذا ما تم طبعه ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام، تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع)،
تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من الأدعية والأذكار (طبع)،
التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة،
تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان، إلى غير ذلك .

الأعمال التي زاولها غير ما ذكر:
1. صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إلى جانب ذلك:
2. عضوا في هيئة كبار العلماء.
3. رئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
4. رئيسا وعضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
5. رئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد.
6. رئيسا للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
7. عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
8. عضوا في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية.
ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقد كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها
ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق
بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له .

من مواقف الشيخ :
* مواقف عامة
قال الشيخ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ : ( عندما أصدرت محكمة البغي قرارها بإعدام سيد قطب وإخوانه
اعترى الشيخ ما يعتري كل مؤمن من الغم في مثل هذه النازلة التي لا تستهدف حياة البرآء المحكومين
بقدر ما تستهدف الإضعاف من منزلة الإسلام نفسه .
وكلفني الشيخ يومئذ صياغة البرقية المناسبة لهذا الموقف فكتبتها بقلم يقطر نارا وكراهية وغيره
وجئته بها وملئي اليقين بأنه سيدخل على لهجتها من التعديل
ما يجعلها أقرب إلى لغة المسؤولين منها إلى لغة المنذرين
ولكنه حطم كل توقعاتي حين أقرها جميعا ولم يكتف حتى أضاف إليها قوله تعالى في سورة النساء :
"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "
وأرسلت البرقية التي كانت ـ فيما أظن ـ الوحيدة من أنحاء العالم الإسلامي بهذه المناسبة ،
بما تحمله من عبارات أشد على الطغاة من لذع السياط . )
وكان جمال عبدالناصر وقتها حديث الناس ورأس العروبة

قال الشيخ عبدالقادر الأرنؤوط في شريط عن الشيخ ـ قدس الله روحه ـ :
أرسلني سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز للدعوة في البوسنة والهرسك عام 1405هـ
يوم لمن يكن أحد سمع بتلك الدولة ، وكان يتابع أحوال المسلمين في كل مكان .

قال أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري : حمل إلى الشيخ ـ رحمه الله ـ
عدد من مجلة الثقافة والفنون كتبت فيها خمسا وأربعين صفحة مما لا تسر الكتابة فيه عنها
ولا تشرف فصار ينهرني وكان الشيخ يردد دائما : ما أعظم مصيبتك عند الله ثم صار يبرم أطراف غترته
ويدعو لي وقد اغرورقت عيناه فزالت الموجدة من نفسي وتمزق قلبي حزناً لصدق هذا الإنسان ..،
ولو جادلني لكابرت في المجادلة وقد فتح الله قلبي لحسن نيته ..
وتقلص حب الغناء والطرب من وجداني وتولدت كراهية الغناء ..

قال الدكتور ناصر الزهراني : جاءه بعض طلبة العلم فشكوا إليه أحد الناس
وبينوا أخطاءه وبعض المخالفات عنده فبدأ الشيخ يملي كتابا لتوبيخه ونصحه،
وأثناء الكتابة قال أحدهم : وإنه يا شيخ يتكلم فيك وينال منك . فقال الشيخ للكاتب : قف واترك الكتابة .
خشي أن يقال إن الشيخ ينتقم لنفسه ، ولو كان غيره لتغيرت النية من غيرة لله لانتقام لنفسه .

ومن إنكاره على الحكام إنكاره على أحد الحكام لما أراد حذف كلمة قل من كتاب الله سبحانه وتعالى .
ولما ُبني صنم لملك الأردن وهو خارج البلاد فما قدم ورآه قال:
لقد جاء جدي لهدم الأصنام ـ يعني رسول الله ـ فما كان لي أن أبنيها ،
فأرسل له الشيخ يشكره على هذا الموقف وقال له :
ولعل هذا الموقف يكون بداية لتطبيق الشريعة في بلادكم ،
وكان يراسل بعض الحكام يأمره بالرجوع إلى مذهب أهل السنة وترك مذهب الرفض ،
وناصح غيره بتحكيم الشرع المطهر وفك الأسرى من المصلحين ، وغيرها كثير .

قالت وفاء الباز : سألت التي اتصلت للعزاء بالشيخ وهي من كوسوفو : كيف عرفت الشيخ ابن باز؟
قالت : كيف لا أعرفه ومصروفي من عنده !

قال الشيخ محمد التركي : كان هناك شخص بالدلم يعادي الشيخ ويسبه دائما
والشيخ ساكت عنه وشاء الله أن يتوفى ذلك الشخص والشيخ بالحج
فلما أحضر للدفن رفض الإمام الصلاة عليه فلما حضر الشيخ من الحج وعلم بذلك
غضب على إمام المسجد غضبا شديدا ولامه على ذلك ثم توجه إلى قبر المتوفى وصلة عليه ودعا له بخير .

قال الدكتور عبدالله الحكمي : جاء أفريقي رث الثياب يسأل عن الشيخ في موسم الحج الأخير فقيل له :
لم يستطع الحج ، فماذا تريد ؟ فقال : لا أريد منكم شيئا ولكني مسكين والشيخ أبو المساكين .

* مواقف سمعتها بنفسي :
وحدثني أحد الإخوة من دولة بنين فقال : لما قدمت السعودية كانت أمنيتي بعد زيارة البيت الحرام
وأداء العمرة زيارة سماحة الشيخ ـ رحمه الله ـ فلما زرته سألني من أين أنت ؟ فقلت له : من بنين .
فسألني عن رجل من أهالي بنين فقلت : ذاك والدي !! ففرح الشيخ وسألني عن حاله وصحته
ونشاطه في الدعوة ، ثم بدأ يسألني عن بعض الدعاة في بنين ولم أكن أعرف بعضهم !!
وكان الشيخ يذكرهم ويذكر القرى التي يدعون فيها وربما لم أعرف بعضها !!.

وحدثني الشيخ سلطان بن حمد العويد الداعية بمركز الدعوة بالدمام فقال :
لقيت الشيخ في ثاني أيام التشريق وهو يرمي الجمرات
فرغبت في سؤاله فحال دوني ودونه العسكر وكان الشيخ يدعو الله تعالى
فلما انتهي من الدعاء التفت وقال : أين السائل ؟ أين السائل ؟
وكنت واثقا من أن الشيخ سيدعوني بعد فراغه من الدعاء .

وسمعت شابا يقول : بدأت طلب من العلم بسبب سماحة الشيخ
وذلك أن أمي أرسلتني لسؤال الشيخ سؤالا بعد صلاة الظهر في الرياض
وكان الوقت حارا جدا ذلك اليوم وبعد الصلاة بقيت خارج المسجد
أنتظر الشيخ حتى خرج ومعه ناس وبجانبه العسكر فأقتربت من الشيخ فمنعي العسكري لأنني طفل ،
فناديت الشيخ فالتفت إلي وقال : وين الولد ؟ فاقتربت منه وقلت له : أمي عندها سؤال واحد .
فقال أولا : من ربك ؟ فقلت : ربي الله . فقال : أكمل الذي رباني بنعمه .
ثم قال : ما دينك ؟ فقلت : الإسلام . فقال : ومن نبيك ؟ فقالت : محمد صلى الله عليه وسلم .
فدعا لي بالخير ثم قال : الآن أسأل ولك مائة سؤال !!
فتأثرت بذلك خاصة أن الوقت كان حارا وكان الناس حول الشيخ وهو من هو ووقف لطفل .

وحدثني الشيخ علي العمران ـ وفقه الله لكل خير ـ فقال :
حدثني الشيخ سعيد بن عياش الغامدي رئيس محاكم خميس مشيط ـ متقاعد ـ
قائلا : كنت كاتبا عند الشيخ عبدالعزيز في الدلم
وكان الشيخ دائما لا يخرج حتى ينتهي آخر مراجع ويأخرنا كثيرا
وفي ذات يوم أغلقنا السجلات وهممت بالخروج فدخل بدوي
فقال الشيخ : نجلس نسمع ما يريد ، فقلت : يا شيخ الدوام انتهي ،
قال: نسمع من الرجل ، فقلت : الساعة ثلاثة ،
فقال : نسمع ما يريد لعله قدم من مكان بعيد ،
فغضبت لذلك غضبا شديدا وضربت الشيخ على رأسه بدفتر السجلات ،
ثم هربت ، وبعد عدة أيام رجعت للشيخ واعتذرت منه فقبل اعتذاري وكأن شيئا لم يكن ،
وطلبت العلم ودرست حتى دخلت القضاء وصرت رئيس محكمة خميس مشيط
وتعلمت من الشيخ أمورا منها الصبر على المراجعين وتحمل أذاهم
وفي ذات يوم دخل مراجع بعد نهاية الدوام وقد أغلق الكاتب السجلات
فطلبت منه فتح السجل وسماع ما عند الرجل فغضب الكاتب ،
وقال :الدوام انتهى ، فقلت له : نسمع من الرجل لعله قدم من مكان بعيد ،
فما شعرت وإلا والكاتب يضربني على رأسي بدفتر السجلات
فتذكرت موقفي مع الشيخ ـ رحمه الله ـ وهرب الرجل من المحكمة
وبعد أيام أرسلت في طلبه وأخبرت الرسول أنني قد عفوت عنه .

وحدثني الأخ المفضال إبراهيم الشهري فقال :
كنت في مجلس سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بعد صلاة جمعة
وكان يقرأ على الشيخ من تفسير في ابن كثير وبعد الدرس فتح مجال الأسئلة والنقاشات
وكان من بين الحضور رجل سوداني استأذن الشيخ بأن يقرأ عليه قصاصة من جريدة الحياة
فسمح له الشيخ ـ رحمه الله ـ فقرأ ،
أن الحكومة البنجلاديشية أمرت بترحيل المسلمين البورميين إلى بورما
بناء على طلب من الحكومة البورمية وقد علق الكاتب أن المسلمين سوف يعذبون ويضطهدون
من قبل الحكومة النصرانية إذا ذهبوا إلى هناك
وبعد الانتهاء من قراءة الجريدة وكان الشيخ متأثرا من هذا القصة
فطلب من أحد السكرتارية أن يتصل بقصر خادم الحرمين الشرفين الملك فهد ـ وفقه الله لكل خير وبر ـ
وكان مساعد الشيخ يجري الاتصالات والشيخ في نفس الوقت يرد على الهاتف الثاني
على أسئلة المستفتين وبعد أكثر من نصف الساعة أعطى السكرتير السماعة للشيخ
وقال : الملك على الهاتف ، وبعدما أنهى الشيخ المكالمة التي كانت معه
أخذ السماعة ليكلم الملك فهد ـ
وكان كل من في المجلس مشدودا للمكالمة وهم يستمعون للشيخ رحمه الله
يكلم الملك مباشرة ـ أخذ الشيخ السماعة
فسلم على الملك ثم سأله عن صحته وصحة إخوانه ثم ذكر أن هناك قصاصة جريدة ـ
وذكر القصة ـ ثم قال له : نريد منكم أن تشفعوا لهؤلاء المسلمين المستضعفين لدى الحكومة البنجلاديشية
بأن لا ترحلهم وأن يتركوهم يعيشون في بنجلاديش ،
ثم دعا للملك بالتوفيق وأن ينفع الله به الإسلام والمسلمين .

حدثني أحد الإخوة ممن خدم الشيخ إبان رئاسة للجامعة الإسلامية في مدينة رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ
فقال : كان راتب الشيخ ـ رحمه الله ـ خمسة آلاف ريال
وكان جل راتبه يصرفه على الفقراء وذوي الحاجات حتى يذهب كل راتبه قبل نهاية الشهر ،
بل قد يبدأ الشهر وراتب الشيخ قد صرف ، بل مرت علينا أيام كان راتب الشيخ قد صرف لعدة أشهر ،
وذات مرة جاءنا ضيوف وكانت زوج الشيخ على سفر فطلب مني أن أشترى طعاما للضيوف
فأخبرته أننا لا نملك مالا ، فقال : اقترض من أحد المطاعم القريبة ثم نسدد له ،
فقلت له : كل المطاعم القريبة اقترضنا منها ! ، فقال : اذهب والله بيسر لك ،
فذهبت ويسر الله لنا طعاما تلك الليلة .

وحدثني أيضا فقال : علم جلالة الملك فيصل ـ رحمه الله ـ بديون الشيخ ـ رحمه الله ـ
وأنها من جراء صدقاته ومساعدة الآخرين فأرسل له وزير المالية آنذاك بملغ وقدره مائة ألف ريال ،
فلما وصل الوزير للشيخ وأخبره الخبر ، رفض الشيخ بشدة قبول المبلغ ،
فحاول معه الوزير وغيره مرارا بالشيخ ليقبل المبلغ حتى قبل ـ رحمه الله ـ
على شرط أن يكون دينا عليه يخصم من راتبه بمعدل ألفي ريال شهريا ،
فأرسل الوزير للملك فقبل بذلك فأخذ الشيخ ـ رحمه الله ـ المبلغ .

* مواقف خاصة :
كنت في بيت الشيخ فأقبل عليه شيخ كبير السن وقد لبس البشت واقترب من الشيخ
وكلمه في أمر فتغير الشيخ وتغيظ ولم أره بهذا الشكل من قبل فقد رفع صوته
وقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟؟ .. أتشفع في حد من حدود الله ؟؟ لا تعودها ثانية . فخرج الرجل .

موقف خاص مع سماحة الشيخ : زرت سماحة الشيخ مع بعض الدعاة من مركز الدعوة والإرشاد بالدمام
إبان مرضه ـ رحمه الله ، وقد اشتد نحله وظهرت عليه أمارات المرض ــ
فأصر الشيخ على أن نتناول الغداء في بيته كعادته مع القادمين من خارج الرياض .
فلما وضع الطعام استأذن الشيخ قائلا : لا أستطع أن آكل ،
وخرج فقابلته من تلقاء وجهه لأقبل رأسه ومن سرعة الشيخ رحمه الله ـ
ضربت أضراسي في جبهته ؛ فوالله ما نهرني ولاضربني ولا آذني بكلمة وله الحق في ذلك كله ،
فرحمه الله وغفر له .

أما الموقف الآخر فهو هذا الكتاب : فإني بدأت في كتابته أوائل عام 1417هـ
ثم إني أرسلت نسخة للشيخ ـ رحمه الله ـ وتكاسلت عن إتمام الكتابة وربما غلبني الوهن ،
فلما وصلتي رسالة الشيخ فرحت بها أيما فرح حيث أنني ما كنت أظن أن الشيخ سينظر فيها
فضلا عن أن يحررها ويأذن بنشرها ،
فلما وصل كتاب الشيخ استعنت بالله وأكملت البحث
فالفضل كل الفضل في نشر هذا البحث بعد الله تعالى لسماحة الشيخ رحمه الله وغفر له .

وساد الشيخ الناس بجميل خلقه ونبل طبعه وكرم سجاياه ـ رحمه الله ـ .

وفاته ـ رحمه الله ـ :
لم أتأثر لوفاة أحد من الناس كما تأثرت لوفاة هذا الإمام وكانت وفاته ـ رحمه الله ـ
قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27/1/1420هـ
ولم تشهد جنازة لعالم في بلادنا كجنازة الشيخ ـ رحمه الله ـ
وما بكي أحد مثلما بكي الشيخ الإمام فرحمه الله من سيد ساد الناس بخلقه وعلمه وحلمه ،
ولو تركت العنان لقلمي لسطرت كراسات إثر كرسات في فضله ومناقبه ـ رحمه الله ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
هو مجدد هذا القرن
العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني
ابن باز طراز غير علماء هذا الزمان ، ابن باز من بقايا العلماء الأولين القدامى في علمه وأخلاقه ونشاطه
الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي
الشيخ ابن باز هو إمام أهل السنة في زمانة
محمد السبيل
شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله - هو المستحق للقب - شيخ الإسلام والمسلمين - ،
لما بذله من مساع في خدمة الإسلام والمسلمين ، فهو الداعية الكبير وهو المفتي الأول في الداخل والخارج ،
وهو الموجه إلى فعل كل خير ، وهو المرجع في كل شأن من شئون الإسلام ؛
لما حباه الله تعالى من إخلاص لدينه وأمته ؛ ولما امتاز به من سعة علم وبعد نظر ، وقبول لدى المسلمين .
الشيخ عبدالله البسام
لم يتغد مع أهله منذ 50 عاما ، فقد آثر أن يعيش مسكينا مع المساكين
الشيخ أحمد القطان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي
الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية


احترامي

ملهم



 توقيع : ملـهم

بل تقطر عِزّة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لم أذكر اليوم والزمن والنتيجه .. غلا.....ي الساحة الرياضيّة 14 09-23-2011 04:06 PM
أذكر الله مجموعة mms اسلامية شيخة بني عمرو الإتصالات والفضائيات 10 07-19-2011 12:45 AM
..,,’’ - تموج السطور للذكر إبن باز- ’’,,.. بقايا حلم الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال 8 03-19-2010 01:52 PM
أنا إنسان مع نفسي قبل ما أكون معك إنسان ... ... بلا حدود عطر الكلمات 12 10-31-2008 02:10 PM
((( أذكر الله عزوجل ))) محمد سالم آل سعيّد الخواطر 5 10-11-2005 12:27 AM


الساعة الآن 09:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir