الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-03-2006, 01:50 PM
ابو سيف غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1304
 تاريخ التسجيل : Dec 2004
 فترة الأقامة : 7353 يوم
 أخر زيارة : 02-27-2013 (01:03 PM)
 المشاركات : 202 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : ابو سيف is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حكايتنا (ضـاري)



منقول بقلم /محمد الرطيان

1) حكاية ما تزال تـُقرأ :

هي حكاية هذا الشيخ الجليل " ضاري المحمود " . هذا البدوي العظيم الذي لم يتحمل غطرسة ، وغرور ، وجلف المستعمر الانجليزي في العراق. ترك ولديه " سليمان " و " خميس " في الخارج ، ودخل إلى اجتماعه مع الكولونيل " لجمن " في " خان النقطة " . كان " لجمن " ، مرة يُذكّر الشيخ " ضاري " بمصير من قُتل أو تم نفيه من الذين واجهوا الاحتلال من شرفاء العراق ، ومرة يُذكره – ويغريه – بالامتيازات التي حصل عليها الخونة . ولأن الشيخ من سلالة أكثر ما تمقته هو الخيانة ، ولأن لديه " عِرض " يرفض العـروض .. و " كرامة " ترفض التهديد ... وبعد أن علت الاصوات ، وأحتد النقاش بينهما .. أقتحم ولداه "سليمان" و " خميس " المكان ، ووجها فوّهات البنادق إلى صدر " لجمن " .. أما الشيخ .. فقد سلّ سيفه من تحت عباءته ، وأنحنى على " لجمن " الذي يتخبط بدمه ، وقام بقطع رأسه .

وأشتعلت " ثورة العشرين " .. وقامت قبيلته " زوبع " الشمريّة بقطع طريق السكة الحديد ، وما يحمله من عتاد ومؤن للجيش الانجليزي الى بغداد .. وقاموا بضرب السفن التي تحمل الجنود ، واستطاعوا ان يقطعوا خط النهر عليهم ، وصاروا يصنعون لهم الكمائن القاتلة .. وببنادقهم البسيطة أزعجوا الاحتلال في منطقة الفرات ، وقطعوا الامدادات عنه .. بل انهم استطاعوا في إحدى المرات اسقاط إحدى الطائرات . شن جيش الاحتلال الانجليزي أشرس الحملات على " زوبع " وشيخها العظيم بكل ما يمتلكه من أسلحة .. وقامت سلطات الاحتلال ( ومن يعاونهم ) بأصدار حكم الاعدام على الشيخ وولديه ، وتم قطع المياه عن ديارهم ومزارعهم ... وتحت هذا الحصار ، نزح الشيخ وقبيلته عن ديارهم .

مرّت السنوات ، وكبر الشيخ .. وأشتد عليه المرض . وفي إحدى الزيارات إلى الطبيب المعالج .. خانه سائقه الأرمني ، وبدلا من الذهاب الى عيادة الطبيب توجه به الى احد المراكز ، وسلمه الانجليز الذين وعدوا بمكافآت ضخمة لمن يأتي بأي معلومة عنه . وفي محاكمة سريعة ، وغير عادلة ، تم تحويل حكم الاعدام ، الى السجن المؤبد .. وبعد أيام ـ في السجن ـ أشتد على الشيخ الثمانيني المرض ( ويُقال انه سُمّم في سجنه ) مات الشيخ الجليل ، والمجاهد العظيم " ضاري المحمود " .

يقول الرواة : أن ذاكرة بغداد ، لا تذكر جنازة أعظم وأكثر مهابة من جنازة " ضاري " .. عبرت من " كرخ " بغداد إلى " رصافتها " .. ولولا النهر لحضنت إحداهما الاخرى ! دارت الشوارع أكثر من أربع ساعات على الاقدام .. كان فيها بكاء ، وحزن ، وشموخ ، و " هوسات " ، وأهازيج : " هز لندن ضاري وبكاها .. منصورة يا ثورة ضاري .. منصورة يا ثورة ضاري " كانت النساء تبكي .. وتزغرد ! كانت بغداد تبرق بأضواء العيون ودموعها ، وترعد بالاهازيج . أصر الصغار من طلاب المدارس على المشاركة ، وأمام اصرارهم تنازل الكبار عن شرف دفن الشيخ ، وقام بهذا العمل تلاميذ المدارس . كان له دمٌ حرٌ ، عربي ٌ ، شريف ، لا يقبل الذل دمٌ .. لا تعرفه عروق الذين يسكنون " المنطقة الخضراء " دمٌ .. ما يزال يجري في عروق " حارث " .



(2) حكاية ما تزال تـُكتب :

" حارث سليمان الضاري " .





الصور المرفقة
نوع الملف: jpg حارث سليمان الضاري.jpg‏ (2.1 كيلوبايت, المشاهدات 24)
 توقيع : ابو سيف


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تبي تعرف حكايتنا وتأخذ عبرة بدنياك عينك سماي عطر الكلمات 6 09-28-2010 09:54 PM


الساعة الآن 03:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir