الإهداءات


رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-27-2006, 01:55 PM
لايطول غيابك غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 44
 تاريخ التسجيل : Sep 2002
 فترة الأقامة : 8349 يوم
 أخر زيارة : 06-22-2013 (02:45 AM)
 المشاركات : 588 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : لايطول غيابك is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بعد كل هذا تسامحونى...



بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الملك الديان الرحيم الرحمان خالق الإنس والجان ، أحمده سبحانه وأشكره
على نعمه المتوالية على مر الزمان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خص عباده المؤمنين المتقين بنعيم
الجنان وتوعد المعرضين عن طريق الهدى ضنك النيران ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمداً عبد الله
ورسوله المصطفى من بين الخليقة بالرسالة والقرآن والمجتبى بالتفضيل علىالثقلين
الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه على طريق الهدى بإحسان .
أما بعد :

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أيها الأحبة في الله طفل صغير كان يعيش في كنف أبيه الذي كان يغدق عليه من حبه وحنانه
فاستثار ذلك الحب والحنان إخوته من أبيه عليه فحقدوا عليه بلا ذنب ارتكبه ولا تقصير في جانبهم
فعله ، فأخذوا يعقدون الاجتماعات السرية بينهم يتفكرون فيها كيف يتخلصون منه ، ثم استقر
رأيهم على أن يقتلوه بإلقائه في بئر ويتخلصوا منه ومن جثمانه ، واحتالوا على الأب وأخذوا
الطفل البريء وجردوهمن ثوبه وألقوا به بلا رحمة أو شفقة أو مراعاة لدم النسب الذي
بينهم في غياهب ذلكالبئر أرادوا قتله وأراد الله له الحياة فمكث في ذلك البئر
ينتظر الفرج ممن بيده مفاتيح الفرج ، وبينما هو في مجلسه ذاك إذا بحبل
ودلو يتدلى فتمسك به وصعدوإذا به بين يدي رجال قساة القلوب
فرحوا به لا لأنه إنسان أنقذوه ولكن لأنه يمكن بيعه في
سوق العبيد وأخذوه وباعوه وبدأ في رحلة
مرهقة متعبة فمن كيد النساء
إلى السجن حتى مكن الله له بعد ذلك في الأرض وإذا بأخوته الذين كادوا له أتوه فقراء
أذلاء فلما عرفهم بنفسه سُقط في أيديهم وقاموا يعتذرون فهل انتقم منهم هل عاقبهم
على رحلة العناء والتعب التي كبدوه إياها على حرمانه من حنان الأب الذي حرموه إياه
لا . بل عفا عنهم نعم عفا عنهم لأن هذه هي خلق المتقين هذه هي شيمة الرجال وعنوان
الرجولة أتدرون من هو هذا الرجل الشهم إنه الكريم ابن الكريم إنه نبي الله يوسف
عليه السلام واستمعوا للمقطع الأخير من القصة يقصها عليكم العليم الخبير لتظل نبراساً
لأهل العفو والصفح والمسامحة:



.
سوره يوسف
الله أكبر هذا يوسف تعالى
على كل ما أصابه بسبب إخوته ليحلق في سماء
العفو والصفح
والمسامحة،نعم إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر
المحسنين تلكم قاعدة ذهبية ضاعت
في زحمة الحياة المادية التي بنيت أخوتها على الدرهم والدينار،
هذه الصورة نهديها ناصعة
تضيء بنور هذا الخلق العظيم خلق العفو والصفح والمسامحة إلى إخوة
من أمة الإسلام حملهم
رحم واحد ورضعوا من ثدي واحد وأكلوا من إناء واحد وضمهم بيت واحد ثم إذا
بينهم قضايا
ومحاكم وشرط وهجر يصل بالأعوام والسنين ، يلتقيان على سفرة واحدة في مناسبات
مفرحة أو محزنة ويأكلان من إناء واحد ولا يكلم بعضهم بعضاً، نسائلهم أين أنتم من كتاب
ربكم الذي بين أيديكم يقص عليكم قصة يوسف وإخوته؟ أتضنون أنه قصص للتسلية فقط؟
لا . بل القرآن منهج حياة .


فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن دينكم دين عفو وصفح ومسامحة وليس دين حقد وتباغض
ومقاطعة كيف لا وربكم عفو كريم يحب العفو سبحانه أخرج الإمام أحمد بسنده أن أمنا
أم المؤمنين عَائِشَةُ قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ قَالَ :
((تَقُولِينَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))(7).
وأخرج الإمام البخاري عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ
أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ
لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ
))(6).
أرأيتم أيها الأحبة في
الله فوق ثلاث ليال فما بالكم بثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر وثلاث سنوات وهناك من يورثوا
العداء والبغضاء وعدم الصفح إلى أولادهم كما يورثوا الدرهم والدينار ويتواصوا على ذلك
حتى قد تمتد القطيعة إلى ثلاثة أجيال أو تزيد،فاتقوا الله عباد الله ولنتواصى جميعاً من
هذا المكان المبارك و في هذا الزمان المبارك على أن نربي أنفسنا وأزواجنا وأولادنا
على العفو والصفح والمسامحة بشكل لا يؤدي إلى ضياع حق من حقوق الله.

(7)مسند الإمام أحمد،ح24215
احبابى لنفوز برضى الرحمن ونسارع الى عمل الخيرات ومنها
الصفح والعفو عن الناس
..


سوره ال عمران

سوره النور
واليكم هذا الحديث
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا
رفعه الله "

والعفو معناه تحمل الإساءة والصبر على آثارها في النفس أو العرض أو غيرهما، رجاء
ثواب الله وحسن العاقبة لديه. وعليه فمن اختار مقام العفو والصفح لم يطلب الاعتذار.
لنكن دعاه الى الخير عافين عن الناس نرجوا الثواب من الله جل جلاله..

فعفى الله عنكم وسامحكم فى ماعلمت
ومالا اعلم وعن
المسلمين جميعا والله خير الشاهدين

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاه والسلاه..
والله بذك اعلم




 توقيع : لايطول غيابك


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir