مقال قوي للشيخ علي بن مسفر القحطاني
بخصوص كتاب بنات الرياض للكاتبة الوضيعة ..............بعنوان
( على خطا أعرابي زمزم )
روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!
والناظر في حال الكثير من هواة الصعود الصاروخي إلى قمم الشهرة والإثارة والمتابعة الإعلامية يعمدون إلى الاستفادة من مدرسة ذاك الأعرابي، والاعتبار بمنهجه البراغماتي في الدوس على القيم المحترمة، والمبادئ المعتبرة، والفطر السليمة بغية أن يقول الناس: هذه فعلة فلان المعروف، أو من هنا مرّ فلان المشهور، ولا يبالي بعدها بالدعاء أو الشتم أو التأسف أو الحوقلة أو غيرها من أساليب العجب والاستغراب
وفي عصرنا الراهن أصبح فعل الأعرابي في زمزم سُنّة يحتذي بها بعض من استحسن فكرته، بل ربما ظاهرة لدى جمهور من الصحفيين و الكتاّب والروائيين فمع كثرة وسائل النشر التقليدية أو الإلكترونية أصبح لفت الانتباه وإثارة الغبار على المعتاد فرصة أولئك الصاعدين لبلوغ الشهرة والوصول إلى رغبات القراء الجامحة
و عالمنا العربي يحوي الكثير من المشاهد المكررة التي تؤكد نظرية التفوق الهامشي للزبد والعلو الوقتي للدخان الأسود
وهذا ما لاحظته في رواية لإحدى الكاتبات المغمورات التي أتقنت درس الأعرابي، وكتبت روايتها المستوحاة من عمق المستور داخل مجتمعها إلى عمق المفضوح في أحداثها
وهاهي توقّع الطبعة الثالثة من روايتها في أقل من أربعة أشهر والتي يفوق عدد نسخها القادمة على عشرة آلاف نسخة، ولا أستبعد أن تُرشّح في المستقبل القريب إلى عدد من الجوائز العالمية والأدبية تليق بحجم العمل الظاهرة!!
انتهى.
اخووووووووووووووكم
|