الفرق بين شعراء الفطرة وشعراء النظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحولي بهذا الموضوع ولكم تحياتي
شعراء الفطرة هم من قالوا ويقولون الشعر من دون تخطيط مسبق، تقتحمهم الافكار فجأة ويقولون شعراً عذباً جميلاً من دون تكلف أو تصنّع ويسمى شعر السليقة.
شعراء النظم أو من يسمون شعراء الحبك والسبك هم من تأتيتهم فكرة معينة ويخططون لكيفية التعبير عن هذه الفكرة، واختيار القافية أحياناً قبل القصيدة، وكثرة الحبك والسبك والافكار الثانوية.
هناك الكثير ممن عرفهم التاريخ بشعراء الفطرة، أولئك الذين لم يتعلموا الكتابة والقراءة، مازال شعرهم مخلداً إلى يومنا هذا، ومنهم شعراء المعلقات وشعراء العصور التي تلت عصور الجاهلية وشعراء مواويل السواحل (زهيريات الغوص) وفي وقتنا الحاضر شعراء البادية وهم كثر، يقولون الشعر من دون تخطيط وفي اللحظة نفسها وفي جميع الظروف سواء كانت حروباً وانتصارات وهزائم، أو تواصلا مع الطبيعة من جفاف ومطر، أو الغزل العفيف والتغزل بالحبيبة، والفخر والكرم والاعتداد بالنفس والرثاء، كل هذه الاغراض الشعرية يترجمونها إلى قصائد في اللحظة نفسها من دون تصنع أو تكلف. وفي وقتنا الحالي ينتشر شعراء النظم في كل مكان، إذ إنهم اهتموا بشكل القصيدة وقافيتها كثيراً، الأمر الذي جعلهم يبتعدون في كثير من الأحيان عن الابداع في القصيدة، حتى أن شكل القصيدة وزخرفها قد طغى على الاحساس والشعور فيها، والاهتمام بالقافية والوزن قد أدى إلى ذبول روح القصيدة في بعض الاحيان.
رأيت في وقت قريب الكثير من الشعراء الذين يقولون الشعر، لكن إلى يومي هذا لم استطع تمييز شعرهم، هل هو من شعر أهل الفطرة؟ أم من شعر أهل النظم؟ الله عز وجل هو وحده يعلم إلى أي نوع ينتمون، ربما هو نوع ثالث لم اعهده بعد،
بعض الشعر فجأه يجي مثل السحاب
يسقي أراضي تشتكي قحط مرير
وبعض الشعر كاذب مثل مكر السراب
يستخدم للخدعة والله أعلم
|