الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
حـــــوارمع الشيطـان
بسم الله الرحمن الرحيم المقـامَــــة الـشيطـانيـــة حوار مع الشيطان { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ] } هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها *** ما بال أشيب يستهويه شيطان قال عبد الله بن آدم : حاورت الشيطان الرجيم ، في الليل البهيم ، فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد ، فقال لي : عليك ليل طويل فارقد . قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة . قال : الأوقات طويلة عريضة . قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة . قال : لا تشدد على نفسَك في الطاعة . فما قمت حتى طلعت الشمس . فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات ، فاليوم كله أوقات . وجلست لآتي بالأذكار ، ففتح لي دفتر الأفكار . فقلت : أشغلتني عن الدعاء . قال : دعه إلى المساء . وعزمت على المتاب . فقال : تمتع بالشباب . قلت : أخشى الموت . قال : عمرك لا يفوت . وجئت لأحفظ المثاني ، قال : رَوّح نفسك بالأغاني . قلت : هي حرام . قال : لبعض العلماء كلام . قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . قال : كلها ضعيفة . ومرت حسناء فغضضت البصر ، قال : ماذا في النظر ؟ قلت : فيه خطر . قال : تفكر في الجمال ، فالتفكر حلال . وذهبت إلى البيت العتيق ، فوقف لي في الطريق ، فقال : ما سبب هذه السفرة ؟ قلت : لآخذ عمرة . فقال : ركبت الأخطار ، بسبب هذا الاعتمار ، وأبواب الخير كثيرة ، والحسنات غزيرة . قلت : لابد من إصلاح الأحوال . قال : الجنة لا تدخل بالأعمال . فلما ذهبت لألقي نصيحة ، قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة . قلت : هذا نفع للعباد . فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد . قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ قال : أجيبك عن العام والخاص . قلت : أحمد بن حنبل ؟ قال : قتلني بقوله : عليكم بالسنة ، والقرآن المنـزل . قلت : فابن تيميـة ؟ قال : ضرباته على رأسي باليومية . قلت : فالبخـاري ؟ قال : أحرَق بكتابه داري . قلت : فالحجـاج ؟ قال : ليت في الناس ألف حجاج ، فلنا بسيرته ابتهاج ، ونهجه لنا علاج . قلت : ففرعـون ؟ قال : له منا كل نصر وعون . قلت : فصلاح الدين ، بطل حطين ؟ قال : دعه فقد مرّغنا بالطين . قلت : محمد بن عبد الوهاب ؟ قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب ، وأحرقني بكل شهاب . قلت : فأبو جهـل ؟ قال : نحن له إخوة وأهل . قلت : فأبو لهـب ؟ قال : نحن معه أينما ذهب . قلت : فلينين ؟ قال : ربطناه في النار مع استالين . قلت : فالمجلات الخليعـة ؟ قال : هي لنا شريعة . قلت : فالـدشـوش ؟ قال : نجعل الناس بها كالوحوش . قلت : فالمقاهــي ؟ قال : نرحب فيها بكل لاهي . قلت : ما هو ذكركم ؟ قال : الأغانـي . قلت : وعملكـم ؟ قال : الأمانـي . قلت : وما رأيكم في الأسـواق ؟ قال : علمنا بها خفّاق ، وفيها يجتمع الرفاق . قلت : فحزب البعث الاشتراكي ؟ قال : قاسمته أملاكي ، وعلمته أورادي وأنساكي . قلت : كيف تضل الناس ؟ قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات . قلت : وكيف تضل الحكام ؟ قال : بالتعطش للدماء ، وإهانة العلماء ، ورد نصح الحكماء ، وتصديق السفهاء . قلت : فكيف تضل النساء ؟ قال : بالتبرج والسفور ، وترك المأمور ، وارتكاب المحظور . قلت : فكيف تضل العلماء ؟ قال : بحب الظهور ، والعجب والغرور ، وحسد يملأ الصدور . قلت : فيكف تضل العامّـة ؟ قال : بالغيبة والنميمة ، والأحاديث السقيمة ، وما ليس له قيمة . قلت : فكيف تضل التجّـار ؟ قال : بالربا في المعاملات ، ومنع الصدقات ، والإسراف في النفقات . قلت : فيكف تضل الشباب ؟ قال : بالغزل والهيام ، والعشق والغرام ، والاستخفاف بالأحكام ، وفعل الحرام . قلت : فما رأيك في إسرائيل ؟ قال : إياك والغيبة ، فإنها مصيبة ، وإسرائيل دولة حبيبة ، ومن القلب قريبة . قلت : فالجاحظ ؟ قال : الرجل بين بين ، أمره لا يستبين ، كما في البيان والتبيين. قلت : فأبو نواس ؟ قال : على العين وعلى الرأس ، لنا من شعره اقتباس . قلت : فأهل الحداثـة ؟ قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة . قلت : فالعلمانيــة ؟ قال : إيماننا علماني ، وهم أهل الدجل والأماني ، ومن سمّاهم فقد سماني . قلت : فما تقول في واشنطن ؟ قال : خطيـبي فيها يرطن ، وجيشي بها يقطن ، وهي لي موطن . قلت : فما تقول في صَـدَّام ؟ فهتف يقول : بالروح والدم نفديك يا صدام ، يسلم أبو عدي على الدوام . قلت : فما رأيك في الدعاة ؟ قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيتُ ، ويقرؤون إذا غنيتُ ، ويستعيذون إذا أتيتُ . قلت : فما تقول في الصحف ؟ قال : نضيع بها أوقات الخلف ، ونذهب بها أعمار أهل الترف ، ونأخذ بها الأموال مع الأسف . قلت فما تقول في هيئـة الإذاعـة البريطانيـة ؟ قال : ندخل بها السم في الدسم ، ونقاتل بها بين العرب والعجم ، ونثني بها على المظلوم ومن ظلم . قلت : فماذا فعلتَ بالغـراب ؟ قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب ، حتى غاب . قلت : فما فعلتَ بقـارون ؟ قال : قلت له : احفظ الكنوز ، يا ابن العجوز ، لتفوز ، فأنت أحد الرموز . قلت : فماذا قلتَ لفرعـون ؟ قال : قلت له : يا عظيم القصر ، قل : أليس لي ملك مصر ، فسوف يأتيك النصر. قلت : فماذا قلتَ لشارب الخمر ؟ قال : قلت له : اشرب بنت الكروم ، فإنها تذهب الهموم ، وتزيل الغموم ، وباب التوبة معلوم . قلت : فماذا يقتلك ؟ قال : آية الكرسي ، منها تضيق نفسي ، ويطول حبسي ، وفي كل بلاء أمسي . قلت : فمن أحب الناس إليك ؟ قال : المغنّون ، والشعراء الغاوون ، وأهل المعاصي والمجون ، وكل خبيث مفتون . قلت : فمن أبغض الناس إليك ؟ قال : أهل المساجد ، وكل راكع وساجد ، وزاهد عابد ، وكل مجاهد . قلت : أعوذ بالله منك ، فاختفى وغاب ، كأنما ساخ في التراب ، وهذا جزاء الكذاب . المصدر كتاب المقامات للشيخ عائض > |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|