تعالو أحكي لكم قصة زواجي((التعيسة))

[[ 1 ]]
كان جدي لوالدي – رحمه الله - له ثلاثة عشر من الأبناء الذكور، وستة من الإناث، وزوجتين!
وكان جدي لأمي – رحمه الله أيضاً – له من الأبناء الذكور ستة، وأربعة من الإناث، وزوجة واحدة...
وكان أبي – ما زال يتنفس – له من الأبناء أربع ذكور، وزوجة واحدة!
ولمن لا يعرفون فان جدي لأبي هو ابن عم جدي لأمي!
فصلة القربى عندنا لا تفنى أبداً، فمن المحتوم نصيباً أن يتزوج أبناء احدهم بنات الآخر!
فالويل والثبور، وفظائع الأمور لمن تملص أو حاول مخالفة تشريعنا المهبب السعيد!
###
صباح الاثنين الحزين 8/7/1999
قررت الزواج!
كانت ليلة باردة – والرياح (نيدية) نجدية – يجوب سمائها نصف قمر يحتضر!
جلست في الطرف الأغر من "الكنبة" في مواجهة بويه (غيثان) ، يفصل بيننا قصعة يملأها فحم مستعر وبعض "الزغاديب"!

وبينما كانت السماء في رعد وبرق، وصوت ذئب يعوي من بعيد، كنت وأبي نستعرض معاً فتيات العائلة المصونات لاختيار اقلهن توحشاً وأكثرهن نشاطاً لتكون زوجة لي...
###
قال "بويه غيثان" وهو يشد النفس الرابع والخمسين من (عمر الجلسة)، بينما تنتشر بسبب البرد الشديد من منخاره العظيم سُحباً دخانية كفيلة بسقوط أمطار رعدية صيفاً:
الزواج يا ولدي نصف الدين، وبيني وبينك الزواج هو الدين كله!

كنت ابناً باراً لا يهوى المعارضة، فقلت:
- اللي تشوفه (ياوابه)، بس أنا كنت بفكر واقترح أني أتزوج البنت (غرسه) المستكينة بنت العم (مرعي)!

فقاطعني وقد أرهقته إقتراحاتي، فضلاً عن أن أفكاري، فقال عن قناعة:
- يا حمار إحنا عارفين عروستك من قبل ما تتولد، لزومه (هذر) الكلام! عروستك هي بنت ابن عم أمك (زهير) ابن خالة (محمد بن عوض) تاجر الغنم!
- بس يا أبويه عم (زهير) عنده ست بنات!
- وشفيها ياولدي اختر اللي تناسبك فيهم!
- بس أنا معرف ولا واحدةٍ فيهم!
- ماهي بمشكلة، أنا اعرفهم، واخترت لك البنت (الفرس) الصغيرة!
- الفرس؟؟؟
- اييه البنت (مرعية) المتحركة!
- بس ذيه (غَره)( ياوابه) وباقي صغيرة!
- وشفيها يا جحش، تجوزها وبعدين نبقى نربيها!!!!

ثم استغرق فرعون – أبويه – مفكراً بعمق، بعد أن نفث في وجهي عشرين نفس من منخاره الكبير كفيلة بجعل الحياة ضبابية تماماً قبل أن يقول مطمئناً:
- ها... قولتك إيه؟
- قولت لا اله إلا الله!
- يبقى السكوت علامة الرضا!

هي الأنفاس القوية الأولى بعد المئة، والمندفعة رأساً من منخار أبي المجوسي نحو زعانفي المسكينة، والتي تعني ضمنياً أنه سعيد بموافقتي!!

حقاً خير الكلام ما قل ودل..!
- بكره نروح لعمك (زهير) نتكلم معاه وناخذ رأي العروسة، زي ما أخذنا رأيك!!!!!
ثم استطرد مستريح الضمير قائلاً:
- أييييه، الشرع والأصول يا ولدي مافي أحسن منها!

فكرت لثانية أن اعترض، لكني آثرت السلامة، فـ (لا)، قد تعني انها الأخيرة قبل مواراتي الثرى!
لذا، أومأت برأسي مستسلماً، متصنعاً سعادة قهرية، محاولاً الهروب مفلسعاً من أنفاس منخاره المتجهة قسراً نحو خياشمي المغلوب على أمرها!

حدث هذا، بينما السماء في رعد وبرق، وصوت ذئب يعوي من بعيد...!
###
في اليوم التالي ذهبنا إلى عم (زهير) لخطبة ((الفرس)) مرعية...
وهناك، في بيت عم زهير - (محمد بن عوض) تاجر الغنم – كانت الاكتشافات مرعبة...
مرررررررعبة بحق!!!!!

يتبع...

وعليكم بلإنتظار.....!!!!