فرحة العيد ...

وحدي ....
لا أملكُ للعيد .. ذاكرة !!
وحدي ...
أقاطع الاحتفالات ...
وحدي ..
أحتفظ باخضراري معلّق ... على شرفات قلبي العتيقة !!!
أحاول رسم الفرح في مساءات الروح ... فلا أجده ..
وحدي ... لا أملكُ للعيد ... ذاكرة ...

:

:

:

هذه خاطرة لي ...
كنتُ قد بدأتُ كتابتها الآن فقط ... ثم توقفت !

السبب .. مرور صورة في شريط ذاكرتي لإحدى السنوات السابقة التي رقدَ والدي
فيها بوهن على سريره الأبيض ...

تذكرتُ ذاكَ العيد الموحش ... الذي شعرتُ فيهِ بوحدة حقيقية ..
وحدة ... وخوف من فقدان أغلى ما أملك ... " والدي " ..

تذكرتُ كيف خلا بيتنا الكبير ذلك اليوم من صوتُ والدي الجهوري ... ودفء أمي الحنون ..
كيف خلا بيتنا من أصوات أخواني وأخواتي وصراخ أطفالهم ... وضحكاتنا جميعاً ...

تذكرتُ كيف كنتُ أقضي اليوم بأكمله بين تلكَ الجدران مستمعة لأنين والدي ...
وتأوهات والدتي ... بين صوت جهاز تخطيط القلب ... وبين منظم الأوكسجين ...

وتسائلت ...
لماذا لا أفرح بالعيدِ الآن .... وقد تماثل والدي للشفاء ؟؟
لماذا لا أفرحُ بالعيد ونحنُ جميعاً تحتَ سقفٍ واحد مطمئنين ؟؟

مالذي يمنعني من الشعور بالسعادة الآن ... ؟؟

حتى وإن كانت بعض الأماني البسيطة لم تتحقق ...
فإنني أقسم أن هذهِ الأماني البسيطة ...
لا تساوي شيئاً ... بجانب وجودنا مع أقاربنا وذوينا ...
لا تساوي شيئاً ... بجانب تمتعنا بالصحة والعافية ..

هذهِ عادة الإنسان دوماً .. لا يشعر بقيمة الشيء إلا بعد فقدانه ..
وأنا لم أشعر بفرحة العيد ... إلا بعد أن حُرمت منها يوماً ..
وهناك من هم مثلي كثير ...

فلماذا لا نفرح بالعيد كما يجب ؟؟

دعونا نترك الأحزان ... ونبتعد عن العنااااا " التعب يعني مو أنا "
دعونا نبتعد عن كل ما يسبب لنا الأحزان والآلام ...
دعونا لا نهتم بالأشياء الصغيرة ... وننظر لكلِ النعم التي نملكها ..

ولكن وبنفس الوقت لا ننسى ..
أن ندعو لكلِ مرضانا ومرضى المسلمين بالشفاء العاجل ..
وندعو الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين ...
وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ..
وأن يفكّ أسر المأسورين ...
وأن يفرّج كرب المكروبين ... يارب العالمين ...... آمين ..

تعالوا نفرح بالعيــــــــد ...
ونصنع من أعيادنا ذكرى جميلة لأبنائنا ...

وكل عام وأنتم بخيــــــــــر

العناااا