إنهاء سيطرة أمريكا على شبكة الإنترنت/ كيرين ماكارثي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الاجتماع التمهيدي الثالث والاخير الذي انعقد مؤخرا في جنيف للإعداد لمؤتمر القمة العالمية لمجتمع المعلومات في الشهر القادم في الامم المتحدة. وشهد الاجتماع الذي دام 11 يوما صراعا بين الولايات المتحدة ومختلف الدول المشاركة، ومن ضمنها الحلفاء الغربيين حول تحديد الجهة التي ستكون مسؤولة عن السيطرة على شبكة المعلومات الدولية، الإنترنت.. واعلن الاتحاد الاوروبي رغبته القوية وعزمه لانهاء السيطرة الاحادية للحكومة الامريكية على شبكة الإنترنت وتشكيل هيئة دولية جديدة لتكون مسؤولة عن إدارة هذه الوسيلة الثورية للاتصالات.
وبالرغم من ان موضوع السيطرة على شبكة الإنترنت اثار انقسامات عميقة بين الدول فإن الغالبية العظمى من الناس تستخدم الإنترنت فان الهم الحقيقي الوحيد هو كيفية الحصول على هذه الخدمة، وبعد ان اصبحت شبكة المعلومات الدولية ضرورية الآن كبنية اساسية للدول اصبح موضوع السيطرة عليها امرا في غاية الاهمية فدولة مثل البرازيل تعتمد بنسبة 90% على الإنترنت لجمع الضرائب.
ولا ترحب غالبية دول العالم بسيطرة الحكومة الامريكية على الإنترنت، ففي المراحل الاولى لنشأة الإنترنت كانت وزارة التجارة الامريكية هي التي تقوم بتمويل وتطوير وتوسيع عمليات الإنترنت، وعندما اصبحت الشبكة كونية انشأت الوزارة شركة خاصة لتتولى المهمة وتقديم الخدمات لاسماء وارقام محددة.
ولكن وزارة التجارة احتفظت لنفسها بالسيطرة العامة وفي يونيو الماضي اعلنت ما كان يخشاه كثيرون: فقد اوضحت انها ستبقى سيطرتها على البنيات التحتية والخدمات الاساسية، الى اجل غير مسمى، وهذه المخدمات تعمل كدليل اساسي لكل شبكة الإنترنت.
عدد من الدول التي حضرت مؤتمر جنيف ومن ضمنها البرازيل والصين وكوريا وايران ودول افريقية اصرت على أن تتنازل الولايات المتحدة عن السيطرة على شبكة الإنترنت ولكنها رفضت، واصبحت جلسات المؤتمر تدور في حلقة مفرغة الى ان اتخذ ممثل بريطانيا والاتحاد الاوروبي ديفيد هندون خطوة شجاعة واقترح ادخال تغييرين اساسيين هما: ان تكون هناك هيئة جديدة تحدد السياسات العامة للانترنت ونموذج تعاوني يضم حكومات ويكون مسؤولا عن الاشراف الكلي.
ومن سوء حظ الولايات المتحدة نالت هذه الفكرة مساندة غالبية الدول ورد المندوب الامريكي بالقول ان بلاده «لن تسمح بأي حال من الاحوال بادخال اي تعديلات في الوضع الحالي لشبكة الإنترنت»، واضاف ان التغييرات المقترحة ستكون ضد «الدور التاريخي» الذي تلعبه الولايات المتحدة في السيطرة على المستوى الاعلى لشبكة الإنترنت.
ولكن الرفض الامريكي ادى الى تعزيز موقف المعارضة، والآن يتوقع أن تتفق حكومات العالم على صفقة تضمن لها السيطرة النهائية على الشبكة، وسيتم رفع الامر رسميا الى مؤتمر القمة لقادة العالم الذي سيعقد في الامم المتحدة في الشهر القادم، وهناك اجماع دولي على ضرورة رضوخ الحكومة الامريكية للرغبة العالمية.
|