الرجل.. مسكين.. مسكين.. يا بنتي!

الموضة هذه الأيام وفي ظل هوجة الحرية والديمقراطية "اللي احنا أصلا ماشفنهاش" أنك تجد سيدة فاضلة محترمة تخرج لك على شاشات التليفزيون وهي تمسك بورقة بحثية تلوح بها في عنف وحدة في "عين الكاميرا" وهي ترغي وتزبد وتقول:

"أهي الأبحاث اللي بتقول.. الأرقام كلها بتؤكد إن المرأة المصرية موجودة في مفرمة رجولية.. وتؤكد تسلط الرجل عليها في الشغل، وفي الشارع، وفي البيت، وفي البلكونات حتى.. الحياة أصبحت ذكورية وبس.. الراجل بس هو الأصل في مصر.. أي عصر هذا الذي نعيش فيه قولولي قولولي.. قولووووووووولي!"

أنا أقول لك يا ستي..
أولا في مصر لا قيمة لرجل أو امرأة.. ده بس عشان نعرف نتكلم مع بعض.. إذ يا ريت أجد من يقول لي إن الإنسان بشكل عام في مصر له قيمة.. أو رأي.. ولا حتى اعتبار..

راجل مين في مصر اللي يعرف يدخل قسم شرطة ويخرج منه محتفظ بكرامته؟

راجل مين في مصر اللي يعرف يقول رأيه بصراحة في رئيسه في العمل إلا إذا كان نتيجة ده أن يذهب وراء الشمس أو حتى في قلبها!
راجل مين في مصر اللي دخل كلية هو بيحبها واتخرج واشتغل في شغل هو بيحبه!

راجل مين في مصر اللي بيخرج معزز مكرم من بيته عشان يركب مواصلات فبيرجع بيته لا معزز ولا مكرم من كتر الطحن والعجن في الميكروباصات والجري ورا الأتوبيسات؟!

وتقولوا لي المرأة مظلومة من الرجل.. لأ مش مظلومة.. عد معايا كده..


أي بنت تنزل الصبح بدري من بيتها وهتركب المترو هتلاقي فيه عربيتين مخصوصتين لها.. شوف يا أخي القدرة والجبروت.. يبقى لها عربيتين كاملتين وبرضه تلاقيها جاية تزاحم الرجالة وتقف معاهم في العربيات التانية!

لأ وكمان لو إنت قاعد في المترو ولاّ الأتوبيس وجنبك بنت واقفة.. لازم "تفز" على طول من مكانك.. لأنه لا يصح أن تكون إنت جالس على الكرسي والبنت واقفة جنبك.. مش مهم بقى إنت طالع عينك في الشغل من الصبح ولاّ لأ.. ولاّ إنت أصلا مش قادر تقف ولاّ لأ.. المهم لازم هي تقعد وإنت تقف.. اشمعنى دي مش بيطلبوا فيها مساواة؟!
بلاش دي..

لو إنت بتشتغل.. ولا حتى لسه طالب.. عد كده كام بنت معاك في الشغل ولاّ في السنة الدراسية اللي إنت فيها.. هتلاقيهم أغلبية.. يعني لا يوجد حرمان من التعليم ولا حرمان من الالتحاق بوظيفة.. بل إنك حتى تجد إعلان طويل عريض في الجريدة عن توفير وظيفة مرموقة في شركة محترمة.. ولأنك طيب وعلى نياتك هتقرا الإعلان تجد إنه يطلب "سكرتيرة حسنة المظهر".. طيب يعني الرجالة مفيش فيهم واحد "حسن المظهر" ولاّ "أحمد مظهر" حتى!
شوف العنصرية يا أخي..
بلاش دي..


لو ربنا أكرمك واستعنت ع الشقا بالله وذهبت حتى تخطب الفتاة التي تحبها، ستجد والدها ينظر لك من فوق لتحت وهو يطلب منك شقة تمليك "قال يعني هم مش ساكنين في مساكن الإيواء" وتكون سوبر لوكس "وهو قاعد على كرسي مكسور وبيقول لك إنه هزاز" ولازم تكون عندك عربية لأن بنته مش حمل بهدلة "وإنت كل يوم بتشوفها وهي بتتشعبط في أتوبيس 35 بشرطة كمان!" وإذا طلبت منه أن تأخذ رأي البنت الأمورة التي من المفترض أن تكون بتحبك.. ستجدها تضع وجهها في الأرض وتقول "اللي بابا يقول عليه".. وكأن البنات لا يعرفن شيئا عن تكوين الأسرة والكفاح مع الزوج وبناء عش الزوجية طوبة طوبة إلا في روايات عبير وزهور أما في الواقع والحقيقة فلابد أن يكون العريس "فول أوبشن" وإلا فلا!
بالذمة يبقى مين اللي حقه مهضوم في البلد دي!

دعك من هذا كله وتعال لي في الفن..

تجد كل جمعيات المرأة تثور وتفور وتغلي إذا حدث واعتدى شاب على فتاة أو اغتصبها عنوة وطبعا لا يمكن لأي عاقل أن يعترض على هذا أو أن يؤيد تحرش الرجال بالسيدات.. عندكم حق.. بس السؤال بقى...

ليه الجمعبات دي خرسا مش بتقول تلت التلاتة كام لما الأخت "روبي" تطلع تتدلع وتقول للشباب -اللي جواه طاقة تهد جبال "على رأي اللمبي"– "ابقى قابلني لو ناموا عينيك ولا ليلة ولا يوم يا شاغلني عليك" ثم تأخذ في الرقص أمامه كفاكهة محرمة وترقص معاها كمان الرسوم الموجودة في المعابد الفرعونية "يعني رقصت الحجر!".

ولاّ مثلا الفنانة الشاملة "بوسي سمير" وهي تناشد الشباب في إيقاع راقص بأن "يحط النقط على الحروف!"، ولا حتى الأخت "نجلا" وارد تونس الشقيقة وهي تتحرك بمنتهى الحرية كأنها في بيتها، ثم تؤكد للشباب التعبان أنها "هتطلب إيده بكره" ومعها الحصان الشهير كمان!

ليه بقى جمعيات المرأة سكتت وهي ترى أمامها المرأة وقد تحولت إلى سلعة.. وليه بقى بيهاجموا رد الفعل بس "اللي هو الرجل" ولم يقتربوا بهمسة من الفعل نفسه "اللي هو المرأة"؟!

نيجي للسياسة..
يقول لك إن الرجل مستحوذ على العمل السياسي في مصر.. وإن المرأة مهضوم حقها.. طيب عمرك سمعت إنت عن واحدة تم اعتقالها ولاّ إلقاء القبض عليها بسبب نشاط سياسي؟!


لو حصل حتى وخرجت مظاهرة كلها سيدات –وده تقريبا لم يحدث- تلاقي اللي بيقبضوا عليهم دايما هم الرجالة أزواجهم أما المرأة فلا "دعك مما حدث يوم الاستفتاء فهو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة".

ثم هو فيه حد بيمنع المرأة من أن تدخل العمل السياسي.. ما تدخل يا سيدي.. لكن أعتقد أن سبب ندرة المرأة في العمل السياسي في مصر أساسه إنها بتكبر دماغها أصلا.. تكلمها عن تعديل الدستور تحكي لك عن البنطلون البارمودا.. تسألها رأيك مين هيكسب في الانتخابات الرئاسية تقول لك شفت تسريحة "توم كروز" الجديدة "إلا من رحم ربي".


يعني هي مالهاش في السياسة أصلا.. يبقى بتتكلم عن تمثيل في مجلس الشعب ازاي مش واخد بالي؟!

أما حقوق المرأة في القانون.. "أخ.. أهي دي بقى مالهاش مخرج!" فأنا معاكم إن فيه بعض القوانين الظالمة للمرأة خاصة تلك القوانين المرتبطة بقضايا الشرف.. ويا سيدي إيدي على إيديكم.. غيروا القوانين.. حد اعترض.. ولو غيرتم القوانين والنبي ابقوا خليهم يضعوا قوانين تساوي بين الرجل والمرأة في عربات المترو والعمل كسكرتير أو كسكرتيرة مش فارقة.. وبلاش العنصرية اللي إنتم عايشين فيها دي..