نجم المنتخب ونادي النصر الى رحمه الله

نجم المنتخب و النصر ... الى رحمه الله ..

غيّب الموت صباح - الثلاثاء - النجم الدولي وقائد فريق النصر السابق الكابتن سعد الجوهر ( 59عاماً) بعد معاناة طويلة مع المرض اصيب خلالها بداء الغرغرينا فاستؤصلت ساقه اليمنى اواخر عام 1422هـ ثم بترت ساقه اليسرى (يرحمه الله) العام الماضي واصيب ابان اقامته بالمستشفى بفشل كلوي جراء داء السكري الذي عانى منه كثيراً وظل لفترة طويلة أسيراً للسرير الابيض وتنقل خلالها بين المستشفى العسكري ومستشفى الأمير سلمان بالرياض الى ان لقي وجه ربه الكريم صباح امس واديت صلاة الميت على جثمانه عصر امس بجامع الأمير عبدالله بن محمد في عتيقة ووري الثرى بمقبرة المنصورية.



وقد التحق الفقيد بصفوف نادي النصر ناشئاً في مطلع الثمانينيات الهجرية وتقلد شارة الكبتنية لنادي النصر في سن مبكرة لعقلانيته في الملعب وروحه الوثابة طوال المباراة.. ولقب (بالجمجمة الذهبية) لقوة تسديداته الرأسية التي تميز بها الى جانب قوته البدنية وروحه القتالية العالية في صفوف فريقه فضلاً عن الاخلاق العالية التي كانت أبرز سمات الكابتن سعد الجوهر الامر الذي وضعه في قمة هرم اللاعبين الخلوقين الذين عرفهم نادي النصر في تاريخه.
ومثل الفقيد المنتخب الاول في دورة كأس الخليج الاولى بالبحرين عام 1390هـ واصيب في المعسكر التحضيري للدورة الثانية بالرياض 1392هـ مما حال دون مشاركته المنتخب.
والفقيد يعتبر الشقيق الأكبر لنجم النصر والمنتخب ومدربه السابق الكابتن ناصر الجوهر.

رحلة الألم

ويعود تاريخ ميلاد الكابتن الخلوق طبقاً للسجل المدني الى عام 1365هـ بمحافظة الخرج واقترن بالشقيقة الكبرى لنجم الهلال السابق الكابتن (فهد بن نصيب) التي انجبت له اربعة اولاد (جوهر - وحيد - منصور - عبدالعزيز) بجانب اربع بنات (أمل - نوف - نجلاء - دلال).



بدايته مع رحلته المرضية

كما سبق ان تحدث عنها في حوار مطول خص به "الرياض" ونشرته في جزءين خلال شهر رجب 1422هـ .. يقول سعد الجوهر (رحمه الله) بعد شهر رمضان 1421هـ تعرضت لجرح بسيط اسفل قدمي اليسرى لم أنتبه اليه في البداية الا بواسطة ابنتي الصغيرة (دلال) التي نبهتني لهذا الجرح في أحد الايام وانا مستلق على ظهري وتفاقم الامر لأنني كنت اعاني من الضغط والسكر والكلسترول واهملت جرحي هذا ليتحول فيما بعد الى (غرغرينا) نتيجة لذلك الاهمال وتضاعفت الآلام واصبت بالتهابات في نفس القدم وصدقني لا أدري كيف تعرضت لهذا الجرح.. لكنها إرادة الله عز وجل.



المرحلة القاسية

وبعد ذلك توجهت لأحد المستوصفات الاهلية فنصحني الطبيب بالذهاب لمستشفى اكبر وبالفعل اتجهت الى المستشفى العسكري ولكن وصولي جاء متأخراً حيث تبين لهم ان الدم لا يسير في الاوعية الدموية وقرر الاطباء بعد اجراء الفحص المبدئي ضرورة بتر اثنين من اصابع قدمي اليسرى التي انقطع عنها الدم.. واجريت عملية الاستئصال على وجه السرعة في مساء ذلك اليوم الذي راجعت فيه المستشفى ووضع الاطباء برنامجاً علاجياً في محاولة اخيرة ويائسة لاعادة دفع الدم في الاوعية الدموية للرجل بيد انها كانت محاولة فاشلة اذ (يبست) القدم وهذه ارادة الله سبحانه وتعالى واتفق الاطباء انه لا رجوى من العلاج ليتخذوا قراراً آخر بعد ثلاثة اسابيع من استئصال الاصبعين ببتر كامل الرجل الى حدود الركبة وهو الجزء الذي انقطع الدم عنه.



الخوف من المجهول!

ويتحدث فقيدنا الغالي عن تلك الفترة العصيبة التي مر بها قبل العملية الثانية.. فيقول: وجدت نفسي امام خيار صعب لكن ما دفعني للتسليم بالأمر تأكيدات الاطباء ان رفضي استئصال الرجل سيعود عليّ بعواقب وخيمة سيما وان ضغطي يرتفع باستمرار وهو ما قد يحدث لي مضاعفات اخرى قد تضطرني الى بتر الرجل من جزء اعلى خاصة وان الفترة الزمنية ما بين استئصال الاصبعين والرجل - 20يوماً - لم تشهد تحسناً يذكر.. فالاوعية الدموية ظلت مسدودة لأن الكولسترول معي منذ فترة بعيدة وهو الذي احدث تجلطاً للدم في الشرايين وتوقف الدم عن الحركة تماماً لتسودّ الرجل كلها و(يبست) بعد العملية الاولى.
وكل هذا جعلني أتوكل على الله وارضخ لرغبة الاطباء بدلاً من التأخير والندم فيما بعد.. والحمد لله نجحت العملية وعاد الدم يسير بصورة طبيعية في الجزء المتبقي من رجلي اليسرى بفضل الله وكرمه عليّ اما فترة اقامتي بالمستشفى فقد امتدت (43) يوماً.
وبعد خروجي من المستشفى العسكري بدأ وضعي التأهيلي يسير بصورة طيبة للغاية وتأقلمت مع الوضع الجديد ولدي الآن طرف صناعي أسير عليه ولكن دون اجهاد حيث استبدله بكرسي متحرك خاصة داخل المنزل والطرف الصناعي لا يقدم للمريض إلا بعد اجراء العملية بـ 7أشهر من اجل التأكد ان الجرح برأ تماماً ومريض السكر كما هو معروف لا يبرأ جرحه بسهولة.



المرحلة التأهيلية

ويمضي نجمنا الراحل في حديثه لـ "الرياض" عن المرحلة الجديدة من حياته مع الطرف الصناعي والكرسي المتحرك قائلاً: أنا افضل من غيري.. فهناك من يموت وهناك من تبتر كلتا قدميه او يديه والمثل يقول: (من شاف مصيبة الناس.. هانت عليه مصيبته) والحمد لله رب العالمين.
المهم بعد خروجي من العسكري تم تحويلي لعدم وجود طبيب خاص بالاطراف الصناعية!.. الى المستشفى التخصصي وهناك قابلت (د. سعد العنزي) وهو من الكفاءات الطبية الممتازة حيث أخضعني في البداية لعلاج طبيعي وتأهيلي للتأقلم مع الطرف الصناعي ومزاولة الاعمال اليومية بصورة طبيعية مثل المشي وصعود الدرج وكل ذلك من اجل التعود على الطرف الصناعي لمدة طويلة. وبهذه المناسبة لا انسى ان اقدم امتناني للدكتور (فهد البسي) الذي كان يعطيني الامل القوي بأسلوبه الرائع في التعامل والتخاطب مع المريض إبان فترة اقامتي بالمستشفى العسكري.


ذكريات العطايف

وفي الجزء الثاني من حديث النجم الراحل لـ "الرياض" الذي نشر يوم الجمعة 1422/7/25هـ يروي سعد الجوهر (رحمه الله) قصة مشواره مع الكرة قائلاً: بدايتي الرياضية في سن الـ 13بحي العطايف وسبقت شقيقي (ناصر) بعامين تقريباً وكان رفيق دربي الكروي حارس النصر السابق محمد بن سعد بن نفيسة واتجهت لنادي النصـ عام 1378هـ وسجلت لاعباً بالدرجـة الثانـية عـام 1380هـ . وكنت أحد لاعبي النصر عندما صعد للدرجة الاولى وكان مقرراً ان نخوض لقاء فاصلاً ضد المريخ بالرياض إلا انه انسحب لنلعب ضد النجمة في مرحلة صعود وهبوط (3) لقاءات وكان يرأس النجمة آنذاك الأستاذ (فهد الحيزان) وكانت صفوف النجمة زاخرة بعدد من النجوم امثال فهد بن بريك - عبدالله بن سالم - عبدالرحمن وعبداللطيف آل الشيخ.. وأتذكر اننا خسرنا المباراة الاولى (2/1) ثم كسبنا الثانية (2/4) والثالثة (4/6) وبعدها لم نهبط.



الابتدائية في حوطة خالد

دراستي الابتدائية كانت بمدرسة معن بن زائدة في حوطة خالد وكان اسمها السابق مدرسة (حوطة خالد) وانهيت الدراسة فيها عام 1381هـ ثم توجهت الى المعهد الملكي الصناعي وبعد مضي سنتين انسحبت ولم احصل على الدبلوم حيث تهيأت لي وظيفة فيما بعد والتحقت بسلك العمل بوزارة الداخلية منذ عام 1390هـ



الحفيظة بالواسطة!

تاريخ ميلادي يعود إلى عام 1365هـ وأتذكر انني صادفت بعض الصعوبات في استخراج حفيظة نفوس نظراً لصغر سني غير ان اداري نادي النصر الأستاذ (عبدالعزيز محمد بن غيث) كان يعمل في الجوازات وسعى لانهاء هذا الموضوع بوساطته لدى مدير الجوازات (ناصر بن ضاوي) حيث تم تكبير سني عامين وبالتالي اصبح تاريخ ميلادي 1363هـ .
و(ابن غيث) من الاداريين الذين لا انساهم اضافة الى عبدالحميد كوشك وعبدالعزيز بن غيث وعبدالرحمن بن فياض وسعيد باحاذق وعبدالله الشهيل. وكذلك هناك لاعبون لا ينسون فمثلاً اذا سافرت الى المنطقة الشرقية أحرص على زيارة زملاء الامس حمندي- عثمان بخيت- الدنيني (يرحمه الله) اضافة الى حارسنا السابق (الفنسا) الذي اصيب بالعمى شفاه الله وحاله اليوم لا يعلم بها إلا الله وللاسف انديتنا مقصرة كثيراً تجاه اللاعبين الذين خدموها بصدق واخلاص في فترات سابقة.


المصدر جريده الرياض