08-23-2017, 12:02 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Blueviolet
|
رقم العضوية : 30844 |
تاريخ التسجيل : May 2017 |
فترة الأقامة : 2811 يوم |
أخر زيارة : 11-05-2017 (11:52 AM) |
المشاركات :
262 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
الشاكر , الشكور
الشاكر , الشكور
قال الله تعالى { َمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ {158} البقرة
وقال تعالى { إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ {17} عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18} التغابن
من أسمائه تعالى ( الشاكر الشكور ) الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافا مضاعفة , فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا , وقد أخبر في كتابه وسنة نبيه بمضاعفة الحسنات الواحدة بعشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة , وذلك من شكره لعباده , فبعينه ما يتحمل المتحملون لأجله أعطاه فوق المزيد . ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه , وهو الذي وفق المؤمنين لمرضاته ثم شكرهم على ذلك وأعطاهم من كراماته , ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وكل هذا ليس حقا واجبًا عليه , وإنما هو الذي أوجبه على نفسه جودًا من وكرما .
وليس لوقفه سبحانه من يوجب عليه شيئا قال تعالى { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ{23} الأنبياء . فلا يجب عليه سبحانه إثابة المطيع , ولا عقاب العاصي بل الثواب محض فضله وإحسانه , والعقاب محض عدله وحكمته , ولكنه سبحانه الذي أوجب على نفسه ما يشاء فيصير واجبًا عليه بمقتضى وعده الذي لا يخلف كما قال تعالى { وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{54} الأنعام . وكما قال سبحانه وتعالى { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ{47} الروم . ومذهب أهل السنة والجماعة أنه ليس للعباد حق واجب على الله وأنه مهما يكن من حق فهو الذي أحقه , وأوجبه ولذلك لا يضيع عنده عمل قام على الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهما الشرطان الأساسيان لقبول الأعمال .
فما أصاب العباد من النعم ودفع النقم , فإنه من الله تعالى فضلاً من وكرمًا , وإن نعمهم فبفضله وإحسانه , وإن عذبهم فبعدله وحكمته , وهو المحمود على جميع ذلك .
المرجع : شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة .
الشيخ : سعيد بن علي القحطاني .
|