يلعن ابو الحب !!!

يلعن أبو الحب
كسرت آهاتي من الزجاج الصامت مايكفي
وجرحت دموعي من الورق الباهت أوهاما مع الايام تختفي
شارفت على النهاية الجميلة التي لا أريدها أن تنتهي
كم حزني ألان شديد.. ابلغ من العمر
عمر الربيع
ولكني وحيدة
لون اسود بين بياض الشتاء
اشعر بشيخوخة أيامي
بالرغم من صغري
اشعر بالخمسين يداعب رمش الخامسة والعشرين
...
ملعون أبو الحب
ومن ناد من اجل الحب
ومن صاغ لنا الحب بألوان الربيع
بالأحمر والبامبي والأرجواني
لا يشكر هذا على حسن الصنيع
الحب بالفطرة
نعم فطرة
أو نعمة أو هبة.. منحة من الله
كالرزق مقسوم على البشر
والغني له الحصة الأكبر
والحب والأحلام للفقر
والفقراء
أفكار تجر أفكار وأفكار
الحب ..كالمال
تخيل يا عقلي
لا حب أي لا مال
أي
موت عاشق بحسرة
موت فقير بلا مأوى
الحب مزيف ...
ولكن من يزيف المال يعاقب عليه القانون
والحب نراه على الملأ بزيفه وبأثوابه... على بترينات الدنيا
لا يوجد حب...
نعم ..بلا مثاليه
نرى الحب فقط في قلب تفطر من..... من ماذا؟؟
ياعقلي..
تفطر من حب لا يتفق معه
أو ياعقلي قد يكون
حب ساذج يتأثر
بمسلسلات غبية تلاعب عقولنا الطرية
أو إعلانات تجارية هي صورة عكسية تماما للحياة.. تخدعنا ببريق التسويق عن السلعة التي نعرف مدى سخفها ونبتاعها من جراء تلك الأضواء و الألوان التي تعمينا عن الحقيقة... والتي أدخلت المشاعر والأحاسيس في أدوارها البسيطة..

هكذا ....!! إستخفافا بالحب وبعقولنا العذراء التي لا يصيبها ماء الحب الا هكذا...
خلف الشاشات وبين سطور الشعر...

تلك النظرات الشغوفة والابتسامات العطوفة و لغة الأجساد التي تخاطب عقولنا بلغتها المبهمة البعيدة عن فهمنا لمحتواها والتي من خلالها نشعر بما نفتقده ونشعر باستحالة تعاطيه كالهروين نود لو نجربه ونبحر في جوه ولكننا نخاف أن نمتلكه وإن كنا نخفيه..


آه يا عقلي
...

نرى الحب يعشش في أذهننا الخاوية مع لحن موسيقي جميل وخيال خصب مع رجل وسيم أو أنثى غاية في الجمال ...
و صالون أرضيته خشبية نسمع خطوات أرجلنا الراقصة من خلاله لحنا يلاحق ظلال الموسيقى..
وعلى تلك الأريكة البيضاء الطويلة ذات الملمس الجلدي نرتمي بهدوء من تعب جميل نحاول أن ننتشي من كؤوس ممتلئة بعصير قرميدي اللون مر الطعم متلف خلايا الإحساس بالوجود والوعي
نطرب على صخب أصدائنا الغائبة عن الوعي الراحلة إلى عالم مجنون لا يهدأ إلا بعد أن نرحل عنه ونهاجر منه إلى واقعنا الأليم ..
إلى أرضية من بلاط بارد متسخ وجدران شاحبة متشققة إلى حصير مليء بالرقع
وفراش بين الفتق والرتق لا يغطي جسد عاري ولا يحمي من البرد..
مقارنة غبية بين متضادات ونزاعات مبهمة في خلجات ترائبي التي أنهكت من لطم الندم ومن عيش الوهم ...

لحظات انتظر فيها الخيال يجئ بقربي على الأريكة البيضاء يداعب شبابي الذي توارى ويجلي عن أخاديدي الحزن والوحدة التي نقشتها أنامل الواقع القبيح الجريء ..
محطات من حياتي العن ساعات الحب والأحلام ..أحرق بلهيب آلامي المنتحبة صبح مساء بساتين أوهامي التي أتنزه فيها كل ما اشتقت للحب الذي ألعنه في صمت واقتله في صمت وأخلقه في صمت من جديد...