05-05-2017, 11:42 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 29356 |
تاريخ التسجيل : Jun 2014 |
فترة الأقامة : 3872 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM) |
المشاركات :
882 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
فوائد من حديث: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب
قتباس وقطوف
فوائد من حديث: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصِر به، ويدَه التي يبطش بها، ورِجْله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه))؛ رواه البخاري.
هذا حديث قدسي مما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل.
وأهم الفروق بين الحديث القدسي، والحديث النبوي، وكلام الله عز وجل:
• أن كلام الله تبارك وتعالى نزل مِن عند الله سبحانه بلفظه ومعناه متواترًا، نزل به الرُّوح الأمين، على قلب خاتم النبيين، بلسانٍ عربي مبين.
• نزل للإعجاز والتحدي والتعبُّد بتلاوته، أعجز العالَمين جميعًا أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه، وإعجازُه باقٍ على مر الدهور.
• لا تجوز رواية شيء منه بالمعنى، ولا تبديل كلمة منه بكلمة، ولا حرف بحرف.
• ولا تصح الصلاة إلا بقراءة شيء منه.
• ويحرُم على المحدِث مسُّه، كما تحرم تلاوةُ الجنب والحائض له.
• ويكفُرُ جاحدُ سورة أو آية منه، بخلاف الحديث القدسي والنبوي في كل ذلك، ولا يكفر مَن جحد شيئًا منهما إلا إذا كان متواترًا قطعيَّ التواتر.
• ومعنى الحديثِ القدسي من عند الله قطعًا، وأما لفظه، فيجوز أن يكون من عند النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يكون من عند الله تعالى، وعلى الحالين تجوز روايته بالمعنى لمَن يُحسِن التعبير عنه، ولا يخل بشي منه، كما يصح التعبير بالمعنى عن الحديث النبوي للعالِم الضابط الثقة.
• ولا يتوقَّف الحديث القدسي على نزول جبريل عليه السلام، بل يجوز أن يكون بطريق الإلهام أو المنام.
• والحديث القدسي والنبوي كلاهما تابع للسند قوَّة وضعفًا؛ ففي كل منهما الصحيح والحسن والضعيف، بل الواهي والموضوع؛ كما في بعض الإسرائيليات.
وأما الحديث النبوي، فهو من عند النبي صلى الله عليه وسلم لفظًا ومعنى؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم معصوم لا ينطق عن الهوى، ولا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل، يصح لنا أن نقول: إن حديثه من عند الله عز وجل، لكن بالمعنى العام؛ أي: إنه سبحانه فوَّض إليه القولَ فيما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يحدِّد له كلمة خاصة، ولا معنى خاصًّا، كما في الحديث القدسي المحدَّد بالوحي الجلي، أو المنام، أو الإلهام.
وفي هذا الحديث دفاعٌ عن الولي، وهو المؤمن التقي؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ ﴾ [الأنفال: 34]، وكما قال سبحانه: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63]، فهو الذي والى اللهَ بطاعته، فتولَّاه الله بفضله ورعايته.
وأهمُّ أَمارات الولي: محافظتُه على فرائض الله، واجتهاده في النوافل، وهي السنن والمستحبَّات، ولكل فريضة نافلة، ونحسن الظن بالمؤمنين المتقين، ويكفينا ظاهر الأمر، فلا نقطع لأحد بالولاية بعينه، إلا بخبرٍ من المعصوم صلى الله عليه وسلم، فإن الإخلاص موضعه القلب، والعبرة بالخواتيم.
وقد دلت الجملةُ الأولى في الحديثِ على أن أساس الولاية هو أداءُ الفرائض التي كتبها الله وأوجبها على عباده، ثم تكون النوافل بمنزلة البناء على الأساس.
ومعنى كونِه سبحانَه سمْعَ العبدِ المؤمن التقي وبصرَه... إلخ، أنه يتولَّاه بمعونته، ويحفظ عليه جميع جوارحه، ويكون هاديًا له، ومدبرًا لأمره، ومصاحبًا له، ويجعل له نورًا يمشي به على صراطه المستقيم.
فإذا أحبَّ الله عبدَه ورضي عنه، كان حقيقًا بإجابة سؤاله إذا سأله، وإعانته إذا استعان به، وحمايته من الأذى إذا احتمى به والتجأ إليه، على أنه تعالى قد يُؤخِّر إجابته؛ ليدَّخِر له خيرًا منها، وقد يتعلق بشيء من البلاء؛ ليعظم له أجره، ويحسن له العقبى في الدنيا والآخرة، وحسبكم من جزاء الولي ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين...))، ويرشد الحديث إلى وجوب العناية بتأدية الفرائض، وإلى الاستكثار من النوافل.
الالوكة |
|