الدعوة إلى الفحشاء بقصد التحذير منها
فقد حرم الله على عباده الوقوع في الفحشاء من القول والعمل ، ونهاهم عن انتهاك حمى النواهي ، بل إن النهي كان أبعد نظرةً وأوسع نجعةً من مواقعة الفاحشة ؛ فقد نهى الله ُ عباده عن مقاربتها سداً لذريعة مواقعتها (( ولا تقربوا الزنى ))
ولقد لاحظت بعض المقالات الداعية للفحشاء باسم النهي عنها والتحذير منها ..
حيث يكتب كثير من الغيورين قصصاً لفتيات أو شباب تورطوا بمعاصٍ أو فواحش بسبب أو آخر ، كما قد يفصل بعضهم بذكر أحداث المواقعة ، وربما توضيح المكان وطريقة الحصول عليها !!
وهذه الطريقة ليست شرعية البتة .. فالفواحش ليست وليدة الدهر ، أو حديثة العصر ، بل الفواحش والمنكرات موجودة في كل زمان وبلاد ومجتمع ، ومع ذلك لم تأتي آية أو يرد حديث أو ينقل عن السلف ذكر قصة فاحشة بهذه الطريقة - فيما أعلم - لتحذير الناس من شرها ، أو لتبيين جرمها ...
هذا .. وإني أخشى أن تكون هذه القصص والأخبار داعية إلى الفاحشة ودالة على طرق لمن يخفى عليه بعض أساليبها وأماكنها ، علاوة على عدم وجود نفع من جراء طرحها ، فالذي يريد وعظ الناس وتحذيرهم يكفيه تبيينُ الخطر وسرد الأدلة مع شرحِ معانيها وتوضيحِ مقاصدِها ، ووعظُ الناس وزجرُهم بالكتاب والسنة
كل هذا مع عدم ثبوت أكثر هذه القصص ، حيث يجب التثبت في النقل (( كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع ))
فآمل من الإخوة والاخوات اتقاءَ الوقوع في هذه الفعلة التي بدأت تنتشر بين الناس ، كما آمل نقل هذه الفكرة لمن ينتفع بها
نسأل الله أن يوفق الجميع لاتباع الحق واجتناب الباطل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ..
|