12-15-2016, 12:08 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 29356 |
تاريخ التسجيل : Jun 2014 |
فترة الأقامة : 3811 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM) |
المشاركات :
882 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
حديث: (ما من الأنبياء نبي إلا أُعطِيَ ما مِثلُه آمَن عليه البشر)
حديث: (ما من الأنبياء نبي إلا أُعطِيَ ما مِثلُه آمَن عليه البشر)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أُعطِيَ ما مِثلُه آمَن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة))؛ متفق عليه[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: لو سأل سائل عن معجزات نبي الله موسى عليه السلام لقيل له: لقد أعطي من الآيات ما رآه قومه في زمانه، فآمَن من آمن، وكفَر من كفر؛ مثل العصا وغيرها من المعجزات، وأعطيَ عيسى - عليه السلام - معجزة إحياء الموتى وإبراء الأكمهِ والأبرص، وغيرها من الآيات الدالة على نبوته،ولكن لو قيل اليوم للنصراني أو اليهودي: أين معجزة نبيكم؟ نريد أن نراها! لكان جوابهم: ليس لكم إلا السماع بها، ولا يمكن أن تروها، لقد انتهت المعجزة منذ آلاف السنين، ولكن لو سئل المسلم اليوم عن معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى، لأمكنه أن يقول: هذه هي معجزته، وهذه هي آيته الكبرى، إنها: القرآن الكريم، الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].
الفائدة الثانية: مِن الحكمة الباهرة في بقاء معجزة النبي صلى الله عليه وسلم: أن دين محمد صلى الله عليه وسلم باقٍ إلى يوم القيامة، وبيِّنتُه القرآن الكريم حجة على الناس أجمعين، ولا تزال هذه الآية الكبرى يؤمن بسببها الملايين من الناس، على تنوع عظيم في إعجاز هذا الكتاب الكريم، فمنه: إعجازه اللغوي البياني الذي لا يزال أثره ظاهرًا إلى يومنا هذا، وإن كان قد قل إدراك الناس لذلك؛ بسبب البُعد عن الفصاحة، ومنه: إعجازه في الشفاء من عموم الأمراض؛ قال الله تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، ومنه: إعجازه في الإخبار عن قضايا كثيرة لم يكتشفها الناس إلا في هذا العصر بعد تطور العلوم الطبيعية والاكتشافات الحديثة، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: ((وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ؛ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة)).
الفائدة الثالثة: إن العودة إلى القرآن الكريم - علمًا وعملًا وتعلمًا وتعليمًا - فيها عزُّ أمتنا ورفعتها، أفرادًا وجماعات، وإن البعد عن القرآن الكريم فيه الذل للفرد والجماعة؛ فنحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله؛ روى عامر بن واثلة رضي الله عنه: أن نافع بن عبدالحارث لقِيَ عُمرَ بعُسْفان - وكان عمر يستعمله على مكة - فقال: مَن استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزي،قال: ومَن ابن أبزي؟ قال: مولًى من موالينا،قال: فاستخلفتَ عليهم مولًى! قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالمٌ بالفرائض،قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين))؛ رواه مسلم[2].
[1] رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل 4/ 1905 (4696)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته 1/ 134 (152).
[2] رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه 1/ 559 (817).
الالوكة
|