الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
قانون النصر في غزوة بدر
قانون النصر في غزوة بدر
(من دروس رمضان وأحكام الصيام) للأئمة والدعاة الحمد لله العزيز الغفار، خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، أرسى الجبال وأجرى الأنهار، وأنزل الغيث وأنبت الأشجار، سخَّر لنا الفُلك ومهد لها أمواه البحار، خلق الشمس والقمر وجعل الليل والنهار، صورنا فأحسن صورنا وجعل لنا السمع والأفئدة والأبصار، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار، أما بعد: فإن الأحداثَ تفرض نفسها، ففي مثل هذا اليوم، السابع عشر من شهر رمضان عام 2هـ، كانت غزوة بدر الكبرى، التي تحدث عنها القرآن الكريم في كثير من الآيات؛ سورة آل عمران، والأنفال، والحج، والدخان، بل سماها القرآن "يوم الفرقان"؛ كما جاء في سورة الأنفال، التي سماها البعض: سورةَ بَدْر؛ لأنها نزلت في معركة بدر، وكانت أول معركة فارقة بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر. إن المتأمل في تلك الغزوة يرى أن عدد المسلمين كان أقل من عدد المشركين، ولم تكن عدة ولا عتاد المسلمين كعتاد المشركين، ثم في النهاية انتصر المسلمون على المشركين؛ بإيمانهم بالله، وتوكلهم عليه، وثقتهم فيه، وأخذهم بالأسباب.. عدد المسلمين: اختلفوا في عددهم، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، فقيل: (313)، أو (314)، أو (317)، أو (319) رجلًا. عدد المشركين: كان يتراوح بين التسعمائة والألف، عندما جيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم برجل، فقال له: ((كم القوم؟))، قال: هم والله كثيرٌ عددهم، شديدٌ بأسهم، فجهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره كم هم، فأبى، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: ((كم ينحَرون مِن الجُزُر؟))، فقال: عشرًا كل يومٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القوم ألفٌ، كل جزورٍ لمائةٍ، وتبعها))[1]. فالعدد متفاوت بينهم؛ فـ: 319 صحابي على أكثر قول، إلى ألف من المشركين..أي بنسبة واحد إلى ثلاثة تقريبًا. عدد البعير والخيول بين الفريقين: المسلمون: كان معهم سبعون بعيرًا وفرَسانِ فقط - فرس للمقداد، وآخر للزبير - وستون درعًا فقط. بينما المشركون: كان معهم سبعمائة بعير، وسبعون فرسًا، وقيل: مائة فرس، وكذا: ستمائة درع. المسلمون يأكلون التمرات والمشركون يأكلون الإبل: فالمسلمون: كما جاء أن رسول الله عندما قال صلى الله عليه وسلم: ((قوموا إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض))، قال عُمَير بن الحُمَام الأنصاري: يا رسول الله، جنةٌ عرضها السموات والأرض؟ قال: ((نعم))، قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك على قولك: بخٍ بخٍ؟)) قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها))، فأخرج تمراتٍ من قَرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلةٌ، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل"[2]. أما المشركون: فإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأل: ((كم ينحرون من الجزر؟))، فقال: عشرًا كل يومٍ. فالصحابة يأكلون تمرات، والمشركون ينحرون الإبل والجزور ليأكلوها. لِمَن النصر؟ بعد هذه المفارقات والمقارنات بين جيش المؤمنين وجيش المشركين، كانت الغلبة والنصر للمسلمين، والسبب: تحقيق قانون النصر؛ قال تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]. فالإيمان بالله والتوكل عليه، وأنهم نصروا الله في حياتهم ومعاشهم، فنصرهم الله على أعدائهم، ورجعوا كما قال سعد بن أبي وقاص: "فما رجَع أحدٌ منهم يريد أن يركب إلا وجَد ظهرًا، للرجل البعير والبعيران، واكتسى مَن كان عاريًا، وأصابوا طعامًا مِن أزوادهم، وأصابوا فداءَ الأسرى فأغنى به كل عائلٍ"[3]. كتب عمر بن عبدالعزيز إلى بعض عماله: (عليكَ بتقوى الله في كل حال ينزل بك؛ فإن تقوى الله أفضلُ العُدَّة، وأبلغ المكيدة، وأقوى القوة، ولا تكن في شيء من عداوة عدوك أشد احتراسًا لنفسك ومن معك من معاصي الله؛ فإن الذنوب أخوف عندي على الناس من مكيدة عدوهم، وإنما نعادي عدونا ونستنصر عليهم بمعصيتهم، ولولا ذلك لم تكن لنا قوة بهم؛ لأن عددَنا ليس كعددهم، ولا قوتنا كقوتهم...)[4]. إن عدد المسلمين اليوم يقارب: مليارًا وسبعمائة مليون مسلم، وعدد اليهود: لا يتجاوز عشرين مليونًا، فلو أن كل مسلم بصق بصقة، لأغرقناهم في هذا البصاق، لكن كثرتنا كما وصفها رسولنا في هذا الحديث؛ عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأممُ أن تَدَاعى عليكم كما تَدَاعى الأَكَلة إلى قصعتها))، فقال قائلٌ: ومن قلةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غُثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعن الله مِن صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن))، فقال قائلٌ: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حبُّ الدنيا، وكراهيَةُ الموت))[5]. والأصلُ أن الله يُلقي الرعب في قلوبهم منا؛ ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾ [آل عمران: 151]، لكنها قد تزول ببُعدنا عن ربنا، وهو الواقع، وتتحقق عندما يقيم المسلمون شرع ربهم، ويطبقون الإسلام الشمولي الواقعي الوسطي الواضح الإنساني الرباني، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208]. والعجيب..أننا لو طالعنا واستقرأنا معارك المسلمين على مدار التاريخ الإسلامي، لم نجد معركة يفوق فيها عدد أهل الإسلام عدد الأعداء، اللهم إلا في معركة حنين - 8هـ - فهي المعركة الوحيدة التي زاد فيها عدد المسلمين - الذي بلغ: 12 ألفًا - على الأعداء، ومع ذلك لما تسرَّب إليهم العُجب بالنفس، وكثرة العدد، والثقة الزائدة عن حدها، عندما قالوا: ((لن نُغلَب اليوم من قلةٍ))، كانت الهزيمة، ولا شك أن هذا مرضٌ خطير، ويأتي الوصف القرآني لجيش المسلمين في أول المعركة، ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25]. وبالمقارنة بين بدر وحنين، يتضح أن عدد المسلمين في بدر كان ثلث عدد المشركين، بينما في حنين: كان عدد المشركين ثلث عدد المسلمين، وانتصر المسلمون في بدر، وهُزموا في حنين؛ لنعلَم أن العبرة ليست بالكثرة مع المعصية، وإنما بالقلة مع الطاعة والأخذ بأسباب التمكين، وأن القلة المؤمنة لا تضر مع الكثرة الكافرة. فكانت نتيجة معركة حنين أن نصَر الله المسلمين؛ لثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قلة مِن الصحابة رضي الله عنهم؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 26]. فإذا أرادت الأمة الإسلامية أن تنتصر على أعدائها، فالمطلوب أن تعودَ لربها، وتتمسك بسنَّة نبيها: يا أمَّة المصطفى، توبوا لخالقكم حتى يرُدَّ عدوًّا فاغرًا فاه إنَّ البلاءاتِ لم تنزِلْ بأمتنا إلا بذنبٍ عظيمٍ قد فعلناه قوموا اتَّقوا اللهَ وادعوه فلا أمَلٌ في النصرِ يا أمَّتي إلا بتقواه يا أمتي وحِّدوا للحق صفَّكُمُ إنَّ التنازعَ للخُسرانِ عُقباه يا أمتي اتجهوا للهِ في ثقةٍ إن تنصُروا ربَّكم يَنْصُرْكم الله وصية عملية: علِّموا أولادكم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو هدي السلف الصالح. ♦♦♦ الجواب: أولًا: الفرق بين الغزوة والسرية: الغزوة: تطلق على المعارك التي شارك فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إليها، حدَث فيها قتال أم لم يحدث، كثر العدد أم قل. السرية: تطلق على مجموعة من الصحابة رضي الله عنهم، أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغالبًا يكون العدد قليلًا. ثانيًا: عدد الغزوات: كان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه سبعًا وعشرين غزوة. ثالثًا: عدد السرايا: كانت بعوثه صلى الله عليه وسلم وسراياه ثمانيًا وثلاثين. ♦♦♦ خاطرة بعد الفجر: (آداب الوضوء):إنها عبادة لا يستغني عنها كل مسلم؛ فهي متكررة كل يوم، بل تتكرر في اليوم قبل كل صلاة، وإذا أراد غير الصلاة، استحب له أن يتوضأ؛ كتلاوة القرآن، وذِكر الله، والدعاء، والنوم، والإسلامُ اهتم اهتمامًا بالغًا بالباطن كما اهتم بالظاهر؛ فالطهارة في الإسلام قسمان: باطنة وظاهرة، فالباطنة: الخلاص من النفاق والرياء والحقد وكل مرض قلبي خبيث، والظاهرة: الوضوء والاغتسال والنظافة الخارجية، والوضوءُ عبادة لها آدابها وأحكامها، وبيانها كالتالي: 1- استحضِرْ نية الوضوء: أخي المتوضأ، جدِّدْ نيتك قبل وضوئك؛ فتجديد النية للوضوء يُخرج الخطايا ويغسل الذنوب؛ كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسَل وجهه، خرج مِن وجهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئةٍ كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل رِجليه خرجت كل خطيئةٍ مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - حتى يخرج نقيًّا مِن الذنوب))[6]. 2- سَمِّ الله: التسمية قبل الوضوء سنَّة، وليست واجبة؛ حتى لا يفهم البعض من الحديث: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)) أنها على الوجوب[7]، واختلفوا في التسمية قبل الوضوء، فيرى الإمام أحمد أنه: "لا يصح في ذلك حديث، ولو صح لكان معناه: لا وضوء كاملًا"[8]، "وذهب الحنفية والشافعية إلى أنها سنةٌ، وقد دل على السنية حديث: "كل أمرٍ ذي بالٍ"، فيتعاضَد هو وحديث الباب على مطلق الشرعية، وأقلها الندبية"[9]. اقتصِدْ في الماء: إن الاقتصاد والاعتدال من سمات سلوك الإسلام؛ فالمسلمون مطالبون بأن يقتصدوا في كل شيء؛ في المأكل والمشرب والملبس، وحتى في الإنفاق، وكذا في استعمال الماء، فلا إسراف ولا تبذير، وإنما اتزان واعتدال، وقد وصفنا ربنا بالوسطية، فلو كان لدى الإنسان وفرة في الماء، فعليه أن يتوضأ بلا مبالغة، فإذا ندر الماء جاز له أن يغسل الأعضاء مرة واحدة، فإذا زادت ندرته، جاز له أن يغسل الفرائض فقط - غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل الرِّجلين - وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء الاقتصاد؛ قال أنس: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمُدِّ، ويغتسل بالصاع، إلى خمسة أمدادٍ)[10]....والمد: ملء الكفين المتوسطتين بالماء،والصاع: أربعة أمداد. 3- حافِظْ على وضوئك: مِن صفات المؤمن: أن يحافظ على وضوئه، والمعنى يظل بوضوئه مدة زمنية، فإذا فسد وضوءه لسببٍ ما، أسرع إلى الماء فتوضأ؛ ليبقى دائم الوضوء؛ عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خيرَ أعمالكم الصلاةُ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ))[11]. 4- أسبِغْ وضوءك: وذلك بغَسْل الأعضاء جيدًا، والتدليك، وإيصال الماء لكل عضو؛ عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟!))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))[12]. والإسباغ يكون في الصيف والشتاء، بالماء الدافئ في الصيف، أو الماء البارد في الشتاء، مع العلم أن تدفئةَ الماء في الشتاء جائزة. ومِن إسباغ الوضوء: أن يحرِّكَ الخاتَمَ في الإصبع؛ حتى يصل الماء إلى الموضع الذي تحته، ويجب على المرأة أن تزيلَ طلاءَ الأظفار - ويعرف بالمناكير وغيره - أما الحنَّاء فلا تؤثِّر في الوضوء؛ لأنها لا تمنَع وصول الماء. 5- ابدَأْ باليمين: مِن هَدْيِ الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يحب التيمُّنَ في كل شيء، وهو في وضوئه آكَد؛ عن أبي هريرةَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأتم فابدَؤوا بميامنكم))[13]. 6- توضَّأْ ثلاثًا ولا تزِدْ: عن معاذ بن جبلٍ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ واحدةً، واثنتين، وثلاثًا ثلاثًا، كلَّ ذلك كان يفعل)[14]. يقول الإمام النووي: "وقد أجمع المسلمون على أن الواجبَ في غسل الأعضاء مرة مرة، وعلى أن الثلاثَ سنَّة، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرةً مرة، وثلاثًا ثلاثًا، وبعض الأعضاء ثلاثًا، وبعضها مرتين، وبعضها مرة، قال العلماء: فاختلافها دليلٌ على جواز ذلك كله، وأن الثلاثَ هي الكمال، والواحدة تجزئ"[15]. فالنبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة، ومرتين، وثلاثًا، وأكثر فعله ثلاثًا، وهي السنَّة والكمال، وليحذَرِ المتوضِّئ المبالغة في الوضوء، فمن زاد عن ثلاثة، فقد خالف السنَّة، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف الطُّهور؟ فدعا بماءٍ في إناءٍ فغسل كفيه ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأدخل إصبَعيه السبَّاحتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسبَّاحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: ((هكذا الوُضوء، فمن زاد على هذا أو نقص، فقد أساء وظلَم))، أو ((ظلَم وأساء))[16]. 7- استعمِلِ السواك بعد فراغك: وهذا مِن مواطن استعمال السواك؛ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي، لأمرتُهم بالسواك عند كل وضوءٍ))[17]. 8- عليك بالذِّكْر بعد الوضوء: عن عمرَ بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني مِن التَّوَّابين، واجعلني من المتطهرين، فُتِحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل مِن أيها شاء))[18]. فمن السنة بعد الوضوء: أن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين. 9- صلِّ ركعتين بعد الوضوء: عن عقبة بن عامرٍ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلمٍ يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبلٌ عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة))[19]. ويجدر بنا أن نذكر هنا بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه بالجنة؛ فقد أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سمع صوت دفِّ نعليه في الجنة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلالٍ عند صلاة الفجر: ((يا بلال، حدِّثْني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام؛ فإني سمعت دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة))، قال: ما عملت عملًا أرجى عندي: أني لم أتطهر طُهورًا، في ساعة ليلٍ أو نهارٍ، إلا صليت بذلك الطُّهور ما كتب لي أن أصلي"[20]. جاءت آداب الوضوء - والحمد لله - في عشرة كاملة، أرجو أن تكون مفيدة وشاملة. ♦♦♦ درس الفقه:حُكم استعمال العِطر: استعمال العِطر في نهار رمضان لا يُبطل الصيام، وليحذر الصائم استنشاق العطر؛ حتى لا يصل شيء منه إلى الجوف... أما البخور: فالأولى ألا يستعمله في نهار رمضان؛ فقد يصل شيء منه إلى الجوف. ويأتي السؤال المتكرر: ما حكم استخدام العطور الكحولية؟ والجواب: "القول بعدم نجاسة الكحول وبأنه ليس خمرًا هو ما أفتى به الشيخ بخيت المطيعي في مجلة الإرشاد؛ (العدد الأول من السنة الأولى، شهر شعبان 1351هـ)، وهو ما عليه دار الإفتاء المصرية، كما يجوز استخدام الكحول في الطيب والعطور، والمنظفات والأدوية مِن غير حرج في ذلك شرعًا"[21]. حُكم إبر الأنسولين: إبر الأنسولين لا تفطر الصائم، ولا مانع من أخذها، والصيام معها صحيح. حُكم نقل الدم في رمضان: إذا وقفنا على حكم الحجامة، نحكم على نقل الدم؛ فحُكم الحجامة في نهار رمضان عند الأئمة الأربعة، يقول ابن قدامة: "يرى الحنابلة أن الحجامة يفطر بها الحاجم والمحجوم، وقال مالك وأبو حنيفة والشافعي: يجوز للصائم أن يحتجم، ولا يفطر"[22]. وعليه: فالجمهور يرون أن الحجامة لا تفطر الصائم، وكذا نقل الدم لا يبطل الصيام، بشرط أن يأمَنَ على نفسه الضرر، والضعف. حُكم تناول المرأة لأدوية تؤخر الحيض: هذه المسألة يشترك فيها الطب مع الشرع، فيرجع للطبيب، فإن قال: لا يترتب عليه ضرر، فالشرع يقول: لا حرج في ذلك، والأفضل: أن تكون المرأة طبيعية، فتقضي مدة الحيض، ثم إذا طهرت واغتسلت تصوم، ثم تقضي بعد رمضان ما عليها من أيام. والله أعلم. نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان، دار الصفوة بالقاهرة [1] مسند أحمد (948)، وقال العلامة أحمد شاكر: إسناده صحيح. [2] مسلم (1901). [3] مغازي الواقدي (ج1، ص26)، تحقيق: مارسدن جونس، دار الأعلمي - بيروت، ط3/ 1409 = 1989م. [4] حلية الأولياء، لأبي نعيم، (ج5، 3029). [5] أبو داود (4297)، وحسنه الأرناؤوط. [6] مسلم (244). [7] ابن ماجه (397)، وأبو داود (102)، والترمذي (25)، وحسنه الألباني. [8] شرح صحيح البخاري، لابن بطال، (ج1، 231)، تحقيق: أبي تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد - السعودية، الرياض، ط2/ 1423ه = 2003م. [9] سبل السلام، للصنعاني، (ج1، ص74)، دار الحديث، بدون طبعة وبدون تاريخ. [10] مسلم (325). [11] ابن ماجه (277)، وصححه الأرناؤوط. [12] مسلم (251). [13] ابن ماجه (402)، وصححه الأرناؤوط. [14] المعجم الكبير للطبراني (125)، وذكره الألباني في صحيح الجامع (4909). [15] شرح النووي على مسلم (ج3، ص106). [16] أبو داود (135)، وقال الأرناؤوط: صحيح لغيره. [17] ذكره البخاري في: "باب سواك الرطب واليابس للصائم". [18] الترمذي (55)، وصححه الألباني. [19] مسلم (234). [20] البخاري (1149). [21] انظر: الفتوى رقم (4731)، بعنوان: [حُكم استخدام الكحول في العطور وغيرها]، على موقع دار الإفتاء المصرية، وتاريخ الإجابة: 29/ 12/ 2012م. [22] المغني، لابن قدامة، (ج3، ص120) بتصرف. الالوكة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قانون منع الاختلاط في شيكاغو | سيد الموقف | مواضيع الحوار والنقاش | 12 | 07-09-2010 11:24 PM |
النصر يطالب بتفعيل قانون المخالفات ويصر على حقه بعد مباراة الوصل | (( صقر صدريد )) | الساحة الرياضيّة | 3 | 04-04-2010 02:08 AM |
غزوة ذات الرقاع | بعد نظر | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 3 | 08-27-2009 12:01 AM |
قانون كرة القدم عند البنات | lamaa | وسع صدرك | 38 | 01-07-2006 09:56 PM |
غزوة بدر | ابوسعود | الشعر الجنوبي للطرح الذاتي | 9 | 05-26-2005 09:20 PM |