أجواء رمضان في مدينة غزة

قد يكون رمضان في مدينة غزة مختلفاً عن باقي المدن الاسلامية ،خاصة وأنها مازالت تحت الحصار للعام التاسع على التوالي دونا عن باقي مدن فلسطين.





فمع اقتراب شهر الخير تبدأ الأسواق والمساجد والبيوت والجمعيات الخيرية بالاستعداد لاستقباله ،
فالأسواق تمتلئ بالعروض و الناس يتزاحمون، الشوارع المحيطة كلها تغلق يسبب التكدس ،
الشاهد من بعيد يحسبه مهرجانا دوليا، ورغم ذلك كله فالطلب قليل والبيع لايرضي التجار ويتجاوز توقعاته ..
فالغالبية تعتمد على الجمعيات في تموينها لرمضان..ولكن لابد من الخروج والتمتع بهذا المنظر المهيب..












الشوارع تتزين بتعليقات رمضان من فوانيس وانارات ولافتات وتهاني








وكذلك المساجد ،تتعالى منها التبشيرات معلنة الفرحة الكبرى والتهانى والتبريكات ،
وتعلن عن برامج روحانية طيلة الشهر الفضيل..
الجمعيات تراها على قدم وساق لتدخل غالبية البيوت الغزية لتقدم لهم السلة الرمضانية
ويكون بانتظارها الصغار قبل الكبار،فهى فرحة كبيرة بالنسبة لهم،
أما عن البيوت والأسر فتبدا بوضع برنامج صلة الرحم والزيارات العائلية وتقديم التهانى واظهار الفرحة وشد الهمم والتنافس في الخير.
ولابد وقتها ان ينتشر حديث الساعة .. هل ستقوم حربا في رمضان العام على غزة كما اعتدنا ياترى،أم أن رمضان هذا العام سيكون راحة..؟؟!
مابين الفرحة والمخاوف والذكريات ومخلفات الحروب يعيش الناس ماقبل رمضان ،ومع دخوله تتلاشى بعضها..









من طقوس رمضان :

-من أهم العادات الرمضانية الإفطارات الجماعية المتواصلة خلال الثلثين الاولين
وغالبا ما تكون في المساجد او الشوارع او الاستراحات، اما خاصة للعائلات او عامة من المقتدرين بنية افطار صائم ، وتشهد اقبلا كبيرا وجوا جميلا جدا .

-ايضا لا ننسى المسحراتية في رمضان عادة قديمة جدا لكنها متوارثة باقية
حيث يطوف المسحراتي الحارات والشوارع في بعض القرى والمخيمات قبل ساعات الفجر لايقاظ المواطنين
من اجل تناول وجبة السحور ، مستعينا بعبارات تمزج بين الروحانية والطرافة من اجل تشجيع الناس على الاستيقاظ.


المطبخ الرمضاني الفلسطيني:

تكاد تكون السفرة الفلسطينية في رمضان متماثلة الى حد كبير عند معظم الأسر..
فالتمر والكبة الفلسطينية او الفلافل الكبير المحشي بالبصل ومزين بالسمسم والروكة او الجرجير والشوربة
وعصير الخروب والقطايف المحشية بالتمر او اللبن او المكسرات ،من الاساسيات التى اعتدناعليها،
وفي السحورالحلاوة الطحينية والمربى والجبنة الصفراء وعصير قمر الدين لا يستغنى عنها..

معلومة: التمر عند غالبية الناس يؤكل في رمضان وبيوت العزاء فقط نظرا لارتفاع ثمنه هنا على عكس الدول الاخرى..
















في الثلث الثاني من رمضان يكون الجميع قد أدى صلة رحمه
فتبدأ تجهيزات العيد نظرا لانشغال الناس كبقية الدول في العشر الاواخر والتفرغ للعبادة..
فروائح الكعك تفوح بالاجواء من كل بيت ،الجارات يجتمعن في احدى البيوت ويصنعن الكعك الفلسطيني والمعمول،
فهذه العادة مازالت حتى في ايام الحصار ..










الاسواق تفتح ابوابها مجددا للعروض بعضهم من يفرح اطفاله وبعضهم من ينتظر فاعل خير
وبعضهم ينتظر الجمعية الخيرية ، وهذا أسوأ مافي الامر بالنسبة للأطفال،
أن ترى فرحة طفل واخر ينظر اليه بحزن وكآبة لعدم استطاعته..


و الثلث الاخيرينقضي مابين اعتكافات وعبادات وتحري لليلة القدر وترقب كبقية الشعوب الاسلامية ..


بقي ان نشير هنا الى ان اهالي غزة يفطرون نصف رمضان على ضوء الشموع
او انارات البطاريات الصغيرة نظرا لاستمرار الحصار وانقطاع الكهرباء يوما بعد يوم .



هذه بعض الصور المنتقاة لأجواء رمضان هنا
آمل ان ينال تقريري على اعجابكم
لا تنسوني وغزة من دعواتكم الصادقة
دمتم بصحة وسلامة
اختكم رياحين